الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لميس فارس: اللوحة مساحة واسعة يصعب متابعتها

لميس فارس: اللوحة مساحة واسعة يصعب متابعتها
28 سبتمبر 2009 01:34
مساحات واسعة من الإبداع، تمنحه الهويات والإبداعات الخاصة، التي تحرر الإنسان من قيوده وتوجهه نحو التألق، وهي من تفيض عن أحاسيسه لتتبلور ألوانا وقصصا وشعرا، فمحظوظ من يملك هذه الملكات التي تأخذه بعيدا وتجعله يحلق عاليا يسمو بروحه الخلاقة وترفعه عن واقع ضنك الحياة. هذا حال الفنانة لميس فارس المرزوقي التي اتخذت من الفن نافذة تطل منها على العالم حيث تقول: لا أتذكر متى أمسكت بالريشة أو الألوان، ومتى شخبطت شخبطات الأطفال العفوية، ولكن كل ما أعلمه أنني عشقت كل ما هو غامض، حيث كانت تأسرني كل الأشياء الغير معروف سرها، والتي فيها إيحاءات مختلفة ومعقدة، فالأشياء المبهمة تدفعني للاستفسار دائما، ولا أتذكر أنني انجذبت في يوم للألوان العادية أو الأشكال العادية والبسيطة، ولكن اليوم وبشكل احترافي بدأت منذ سنين قليلة، بحيث تحول شغفي بمتابعة أعمال تعرض في المعارض وفي الصالات، إلى الإمساك بالريشة وخلق لوحاتي لإظهار سواكني، كما أني أحب التصوير الفوتوغرافي وتلاعبات الضوء في الصورة، ومن الفنانين الذين أعجب بهم كثيرا الفنان خوان ميرو. موهبة أغذيها بعشقي لميس تتمتع بموهبة تغذيها بإبداعاتها الفردية وبتعليم نفسها بنفسها، تقول عن ذلك: أشعر أن لي ملكة، أغذيها وأسقيها بجهدي فتعطيني نشاطا وحيويا وتزودني بطاقات متعددة، وطريقة عملي أنني أعمل على خامات متعددة، وأحاول تكوين لوحات من عدة مواد، هي إبداعات واجتهادات شخصية لإضفاء نوع من الخصوصية على لوحاتي، وأحاول تضمينها غموضا وسرا لأجعل الواقف أمامها يقرأها أكثر من قراءة وتقول له أكثر من شيء وهي بالفعل لوحات ناطقة، بتغييرات وتكوينات مختلفة، وكل لوحة لها فكرة معينة وتحمل قصة معينة ومن أجمل الأوقات التي أحب العمل فيها وهو عندما أكون في مزاج جيد. هذه الحالة تضفي على اللوحة جمالا ورونقا، وأقول إن المزاج الجيد ليس له حدود، بحيث يمكن أن ينطلق ويحقق إبداعا غير متوقع، ويحصل مرات أن أبني لوحة ما بناء على فكرة ما، ثم يتحول مسارها إلى شكل آخر تتحدث عن فكرة أخرى غير التي رسمتها لها في الأول، وكل ذلك نتيجة المزاج، والتجريد بالنسبة لي ليس له قانون ولا حدود، وأشعر أن العملية بالنسبة لي عملية لعب مع تكوين اللوحة الذي أمارسه من خامات متعددة أكتشف سرها كل يوم. لوحة غير محدودة وما تمارسه لميس المرزوقي بعيدا عن عملها بحيث تمتهن تدريس اللغة عربية، والتشكيل ماهو إلا متنفس ونافذة تطل من خلالها على العالم، هكذا تقول: هذه بالنسبة لي هواية ولا أحب تدريسها لأن الإلزام يفقد عشق الشيء معناه، وأتمنى أن تظل هواية أرسم من خلالها عوالمي وأحرر بها دواخلي الفياضة المشاعر والأحاسيس، والفن بالنسبة لي شيء لا يفهم غالبا سبب تكوينه، واللوحة بالنسبة لي لا يمكن فصلها عن باقي اللوحات وليس لي مقياس محدد للوحاتي فهي جزء كبير من لوحة غير محدودة المقاييس لا بالطول ولا بالعرض، ومهما تغيرت الأفكار بداخلي فإنهم سيشكلون أجزاء متعددة من عالم واحد، وبالنسبة لي اللوحة مساحة واسعة لا يمكن متابعتها، والذائقة البصرية والمخزون البصري الذي يمتلكه الفنان من فلكلور أو تراث ومن خيال مركب فهي أشياء موجودة في واقعه، وهذه الأشياء كلها هي ريشة الفنان، وعندما يكون المتلقي أمام لوحة ما فإنها تحدثه وتقول له كلاما، فهي ناطقة بدون حروف أو كلمات، من هذا المنطلق أتعامل مع لغة فمها ولسانها العين لهذا أشحنها بكل العواطف حتى تصرخ، واللوحة تحكي تراكمات الإنسان وتجاربه الحياتية سواء كانت محزنة أو مفرحة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©