السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسهم» النجوم و«بورصة» الغضب!

2 ابريل 2011 18:31
لأن الفن هو تعبير عن نبض الشارع، ويعد مرآة للمجتمع تعكس قضاياه وهمومه بالكلمة أحياناً وبالصورة في أحايين كثيرة، من خلال أعمال فنية طربية أوتمثيلية، جادة أوساخرة، فإن قلب الوسط الفني في المرحلة الأخيرة، قد أخفق مع حركات الشباب في الوطن العربي، وبدأ يرصد واقع الشارع العربي بكل خلجاته، من خلال أعمال فنية تسبح مع تيار الحركات الشبابية وتعبر عنها. وأحسن ما في ثورة 25 يناير المصرية، على سبيل المثال، أنها طوت صفحات الفن الماضية، ووضعت نقطة في نهاية سطر مجلدات من أعمال فنية ساذجة، كثيراً ما استفزت المشاهدين، وأصابتهم بالغثيان، وهبطت بفكرهم نحو مناطق مجهولة وأنفاق مظلمة، وكأنها عمدت إلى تغييب الوعي الشعبي عن واقع مرير يعيشه ويكتوي بناره. فمنذ هذه الثورة، والفن يتجه نحو حراك جاد، لا مجال فيه للتفاهة والسطحية، ليعبر عن واقع جديد، ويرصد رؤية مغايرة تتفق مع طبيعة المرحلة، ولكن هذا لا يمنع من ظهور بعض الأعمال التي تستهدف المتاجرة بالثورة من جانب أشباه الفنانين، الذين ينتهزون الفرص للخروج بأعمال ساذجة قد لا تفيد المشاهد، لكنها ستجلب لهم بعض الربح، فليس كل الفن سميناً في هذه المرحلة الجديدة، لأن كل «من هبّ ودب» خرج علينا في الأيام الماضية ليقرر البدء في عمل فني جديد عن الثورة، وكأنها «سيرة وانفتحت». ولكن، من جانب آخر، نعترف بأن كثرة الأعمال الفنية عن حدث ما، تمثل ظاهرة صحية، فهي تعطي المشاهد فرصة لاكتشاف الغث من السمين، ليتمكن من تكوين رؤية جديدة عن مرحلة الثورة، يستفيد منها وتمكنه من إصدار الحكم السديد على كل عمل يهبط أمامه على الشاشة. وأفضل ما في ثورة 25 يناير، أنها وضعت حداً لمهزلة الأجور التي سيطرت على الوسط الدرامي والسينمائي في الفترة الأخيرة، حيث سمعنا عن أرقام فلكية حصل عليها نجوم، في مقابل تقديم أدوار ساذجة وتافهة لا تتفق مع مكانتهم وشهرتهم وأسمائهم الكبيرة في «سوق» الفن، الأمر الذي أثار دهشة البعض من أرقام خيالية أصابته بالصدمة، بعد متاجرة المنتجين بالنجوم في بورصة الإعلانات التجارية، ومنحهم الملايين مقابل تقديم أعمال لا تنتمي إلى الفن في شيء..! والأيام المقبلة، قد تشهد اختفاء الأرقام المليونية من الساحة الفنية، في ظل هزات اقتصادية متلاحقة تتعرض لها بعض الدول حالياً، وبذلك ستهبط أسهم النجوم في بورصة الفن، كما ستهبط أسهم نجوم آخرين احترقوا وسقطوا تحت أقدام الغضب الشعبي، وتم وضعهم في «قائمة سوداء» نتيجة عدائهم للثورة، وهجومهم الظالم على الشباب، وهؤلاء يتعرضون لموقف لا يحسدون عليه، فمن ناحية ستهبط أسعارهم فنياً، ومن ناحية أخرى سوف يخسرون ويفقدون الكثير من أرصدتهم الفنية بعد انقلاب الجمهور عليهم، نتيجة مواقفهم السلبية، وتعاطيهم مع الأحداث بحماقة يحسدون عليها. عموماً.. لن نسبق الأحداث، وسوف ننتظر ما سوف تكشف عنه الأيام المقبلة! سلطان الحجَّار | soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©