السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلابيات تزخر بلمحات تحتفي بالحياة من حضارات العالم

جلابيات تزخر بلمحات تحتفي بالحياة من حضارات العالم
2 ابريل 2011 18:35
مع إطلالة كل موسم تقدم لنا مصممة الأزياء البحرينية كبرى القصير مجموعة جديدة ومختلفة من الأزياء الشرقية الملونة لتقدمها للمرأة الخليجية والعربية، معتمدة على المزج بذكاء بين خطوط الموضة العالمية وخصوصية الذوق الشرقي الأصيل، ومعبرة عن مفهومها الخاص ورؤيتها المتفردة في عالم الأناقة والجمال. تفردت كبرى القصير وعلى مدى سنوات طويلة بخيالها الخصب وأفكارها الغنية، التي تعبر عن شغفها الكبير بالفن، وحنينها الدائم لزمن الماضي وحكايات الخليج والبحر، وقصص الأسفار والتجارة بين مملكة البحرين والهند، وما ورد من أحاديث البخور والحرير وأساطير الجواهر والقصور، لتتأثر بفنون الشرق وتتبنى تراثه، متخذة هذا المفهوم عنواناً لها في فن التصميم، غير غافلة عن ضرورة إدخال عناصر الحداثة والتجديد على طراز الأزياء الشرقية وقالبها الكلاسيكي المعروف. عشق التراث تقول القصير “على الرغم من عشقي للتراث العربي والشرقي بكل ما يحتويه من تفاصيل بديعة من النقوش والزخارف وما يعكسه من حرارة الألوان وغناها، إلا إني مدركة لضرورة التغير، ووضع بعض الخطوط واللمسات العصرية المجددة للزي الخليجي، ولكن بأسلوب مدروس لا يخرجه من محيطه العام بل يجعله أكثر عملية ورقيّ”. ولأنها مصممة متمرسة لها رؤيتها وبصمتها التي ميزتها عن غيرها، وتملك طاقة وشغف كبير في مجال الموضة والأزياء، لم تدخر جهدا لتثبت ذاتها على مدى الأعوام السابقة، وكي تظهر عملها وفنها لكل العالم، فلطالما عشقت النظر للألوان واللعب بالقماش، متابعة مستجدات الموضة ومتغيراتها، ومكونة رصيداً من الذوق والخيال، لتعبر من خلاله عن احتفالها بالحياة. إلى ذلك، تقول “أحببت الرسم والتصميم منذ صغري، وفي بداياتي دخلت عالم الموضة والأزياء من باب التسلية والهواية، ومع الوقت نشأ بداخلي حب كبير لهذه المهنة الممتعة، حيث تلقيت التشجيع والمساندة من الأهل والأصدقاء، فقررت الاحتراف والتخصص، وتوسعت بأفكاري وابتكاراتي في تصميم العباية الخليجية والجلابية الشرقية منطلقة من مشروعي “السعفة” في عام 1987 في مدينة المنامة، لأنتشر منه لبقية دول الخليج”. مصدر الإلهام عن مصدر إلهامها وكيفية انتقاء مواضيع جديدة لمجموعات أزيائها في كل موسم وعام، تقول القصير “أحب الحياة بكل معانيها، وأعشق السفر والترحال، فأن دائمة البحث عن الشيء الجديد والمختلف في كل ما يحيطني، فأزور المتاحف والمعارض الفنية والأسواق الشعبية، وأتمتع بالطبيعة والجمال، ولكن أكثر ما يأسرني حقا هو التاريخ والتراث، فالوطن العربي ودول الخليج زاخرة بفنون التراث والفلكلور، ولدينا حضارات قديمة نفخر بها، وننهل منها وعلينا يقع واجب المحافظة عليها وترويج صورتها للعالم، والأزياء تمثل جزءاً مهماً من الهوية، تؤرخ لتاريخ الشعوب، والمصمم هو ابن بيئته ومجتمعه، فلما يلجأ للتغريب بينما يملك كل هذا الغنى والأصالة والجمال”. وعن أهمية الزي الخليجي وسط امتلاء الأسواق بالملابس الغربية والطراز الأوروبي، أكدت المصممة على أهمية العباءة والجلابيا الخليجية، وأنها مازالت مطلوبة بقوة وحاضرة في دولاب المرأة العربية رغم كل التحديات، وهي تؤكد هذا فتقول “بالرغم من خروج المرأة العربية لسوق العمل واتجاهها للبساطة والمعاصرة، إلا أن الجلابية والعباءة لها مكانتها الخاصة في قلبها وعقلها بل أجد أنها بدأت حتى تغزو الأسواق العالمية، خاصة بعد خطوط الحداثة والتغير التي طرأت عليها، وفي الآونة الأخيرة هناك العديد من النجمات الحاصلات على جوائز الأوسكار ارتدينها بفخر عندما حضرن لزيارة الخليج ومهرجان دبي السينمائي، بالإضافة إلى الفنانات العربيات اللواتي فرحن بلبسها في مهرجان أبوظبي للسينما، لأنها ببساطة تمثل قطعة فنية لافتة من الفن والتراث”. ضرورة ثقافية تقول القصير إن “العباءة والجلابيا تمثلان ضرورة ثقافية وحضارية لهويتنا وانتمائنا، كما أنهما صممتا لتلبيا احتياجات المرأة الخليجية والعربية وإرضاء لذوقها، وأسلوب حياتها، وعادة ما تأتي هذه التصميمات الشرقية بطراز متفرد، فتتميّز بالانسيابية في الخطوط والأريحية في القصّات، بحيث نجدها أنيقة، مريحة و قابلة للارتداء لأبعد الحدود”. وعن مجموعتها الجديدة، تقول “قررت لهذا الموسم أن أدخل تغيرات مهمة وجذرية على تصميماتي الشرقية، فعملت على تطوير الجلابيات الخليجية لتصبح أقرب للفستان، وقصرت من طولها قليلاً لتصبح “الجلابيا المدى” مع الالتزام برحابتها المعهودة وخطوطها الانسيابية الفضفاضة، لأقدمها للمرأة التي تفضل لبس الفستان الشانيل في الوطن العربي وبعض دول الخليج، كما يمكن ارتداءها مع بنطلون ضيق أو فيزون مطاط كطراز ما يسمى بالـ”الدرسي”، لتلائم الأجواء العملية ورحلات السفر”. وتتابع “لم ابتعد في تشكيلتي الجديدة عن جمال المطرزات اليدوية وسحر التفاصيل الشرقية، حيث النقوش والزخارف التراثية المشكوكة بالخرز والأحجار الملونة التي عادة ما تطبع طرازي المعتاد، كما أضفت الخامات الناعمة والأقمشة الشفافة التي اعتمدتها من الحرير والشيفون مزيدا من الأنوثة والغموض على كل قطعة وموديل، ولأعكس من خلالها ألوانا زاهية من تدرجات قوس قزح فأرضي بذلك عشقي الدائم للفرح والألوان”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©