«كلاسيكو الأمجاد» بين «الزعيم» و«العميد»

مواجهات الكبار، هي ملح بطولة الدوري، وهي التي ينتظرها عشاق البطولة لمتابعة التنافس القوي بين أعرق فرقها، واليوم سنكون على موعد مع إحدى تلك المباريات الكلاسيكية التي تجمع التاريخ والمجد القديم، وهي مباراة العين والنصر، والتي تقام على استاد خليفة بن زايد في نادي العين، ولتقدم الفريقين في ظهورهما الأول في بطولة الدوري. وإذا كانت الجماهير قد شاهدت فريق العين عندما ظهر في مباراة كأس السوبر، عندما تغلب على الأهلي بركلات الجزاء الترجيحية تترقب اليوم حضور العميد، وبعد الصفقات الكبيرة التي أبرمتها إدارة الفريق خلال فترة الصيف. العين بطل السوبر والتي جاءت كأول الغيث بالنسبة للقائمين على هذا الفريق الذي يدخل هذا الموسم بطموحات كبيرة في العودة إلى الواجهة من جديد، وإذا كان الفريق قد حقق بطولتي الكأس في الموسم الماضي، ولكن هذه البطولات لم تكن لتشفي غليل جماهيره التي اشتاقت إلى بطولة الدوري والتي تعشقها كثيراً، خصوصاً و أن الفريق هو الأكثر تتويجاً بها بتسعة ألقاب، وهي الغائبة عن خزائنه منذ خمس سنوات. ويضع العيناوية ثقتهم الكبيرة في نجمهم المحبوب التشيلي فالديفيا، والذي يسامر مع الفريق للموسم الثاني على التوالي، كما أبرمت الإدارة العيناوية صفقتين ولا أروع، وهي التعاقد مع الأرجنتيني خوسيه ساند والبرازيلي إيمرسون، وكلاهما نجمان من العيار الثقيل، حيث برز الأول في فترة الاستعداد، وبات هداف الفريق الأول، بينما الثاني غني عن التعريف بعد تجارب مميزة له في ملاعب اليابان وقطر، ويكفي أنه في ظهوره الأول كان نجم مباراة السوبر، فسجل هدفين وأبدع فأمتع، كما حافظ الفريق على المدرب الألماني شايفر الذي يخوض ثالث مواسمه مع العين ليحافظ الفريق على استقراره الفني. وخاض العين فترة إعدادية متميزة في سويسرا وإسبانيا قبل أن يعود إلى الدولة وينظم دورة ودية شاركت فيها ثلاثة أندية خليجية، بالإضافة للفريق ونجح في الفوز ببطولتها. أما النصر فهو الفريق الذي كانت له صولات وجولات مع بطولة الدوري، ويكفي القول إنه أقدم نادي عرفته الإمارات، كما أنه حقق لقب بطولة الدوري ثلاث مرات، كان آخرها في موسم 1986/1985 وفي كل موسم تقوم فيه إدارة النصر بالعمل الجاد من أجل استعادة أمجاد العميد تكون الظروف التي يواجهها غاية في الصعوبة، وينهي الموسم في مركز، لا ترضى عنه الجماهير التي اشتاقت لرؤية الأزرق على منصات التتويج. وهذه المرة يراهن النصراوية على فريقهم بعد أن استمر المدرب الألماني فرانك باكلسدورف للموسم الثاني على التوالي، فقام بوضع استراتيجية، وتحديد أماكن الخلل في فريقه، كما لم تقصر معه الإدارة بالغالي والنفيس، فتم إنفاق المال لاستقطاب أفضل الأسماء في أكبر سوق صيفية يشهدها تاريخ العميد، حتى وصل العدد إلى قرابة 13 لاعباً، جاءوا من الأندية الأخرى للدفاع عن ألوان الفريق. كما كان اللاعبون الأجانب الذين استقطبهم الفريق على أعلى مستوى، وهم الإكوادوري تينيريو، والمغربيان أنور ديبا وعلي بوصابون، بالإضافة إلى الآسيوي، وهو الإيراني إيمان مبعلي الذي يخوض التجربة مع ثالث ناد منذ قدومه إلى الإمارات، وأمضى الفريق فترة استعداد تم وصفها بالمثالية في ألمانيا، كما خاض أكثر من تجربة ودية بعد العودة، ومن ضمنها البطولة الودية التي نظمها النادي وتوج الفريق بطلا لها، وحتى لا يكون العميد هو بطل الصيف فقط تنتظر الجماهير الظهور الأول للفريق المتعطش للإنجازات.