الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخاوف من «ألغام» مفاجئة تعطّل تشكيل الحكومة اللبنانية

28 سبتمبر 2009 02:04
خذت الاستشارات البرلمانية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية إجازة امس، بسبب افتتاح دورة الالعاب الرياضية الفرنكوفونية التي تستضيفها بيروت، على ان تستأنف اليوم وتنتهي غداً. وأكدت مصادر الرئيس المكلف لـ«الاتحاد» ان الأجواء إيجابية وأن الحريري يسعى لأن تكون مشاوراته في نسختها الثانية أكثر عمقاً وأبعد من مسألة تشكيل حكومة لتطاول مسائل ترتبط بالعيش المشترك وصيغة لبنان المستقبلية. مشيرة الى ان اللقاء الذي حصل بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، خفف من سخونة المواقف بين الأكثرية والأقلية ولكن حتى الآن ليس هناك تقدم ملموس يمكن معه تحديد موعد لولادة الحكومة. وأبدت المصادر تخوفها من بروز «ألغام مفاجئة» وغير متوقعة أمام عملية التأليف، آملة ألا تكون المواقف التي أطلقها رئيس الهيئة التنفيذية في لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع والتي حمّل فيها المعارضة مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة ودعا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى تشكيل حكومة من فريق الأكثرية، تصب في هذا الإطار. وقد كان لافتاً أن يتصدى وزير الثقافة تمام سلام وهو عضو في «تكتل لبنان أولاً» الذي يرأسه الحريري للرد على جعجع حيث تمنى على الجميع الابتعاد عن الخطاب التصعيدي واعتماد الحوار والخطاب البنّاء، وقال: «إذا كنا سنعود الى مبارزات وصولات وجولات اتهامية وتشكيكية، فهذا لا يساعدنا في تكوين منحى توافقي في إطار الحكومة، لأن الاتهامات المتبادلة لم نجن منها إلا المزيد من الهبوط والتراجع». وقللت المعارضة من أهمية ما قاله جعجع، معتبرة انه يسعى الى دور أكبر من حجمه الحقيقي في الشارع المسيحي والرد على سياسة التيار «الوطني الحر» الانفتاحية، وان مواقفه تهدف الى توريط الرئيس المكلف في صيغ تصعيدية غير قابلة للحياة ليصبح في حاجة أكثر الى «القوات» و»الكتائب». واعتبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ان من يدّعي الحفاظ على حقوق المسيحيين ويبني انتصارات وهمية، لا يقبل بفتات الوزارات. ومن يتساءل عن مصلحة المسيحيين عليه أن يعرف ان التيار «الوطني الحر» وتكتل «التغيير والاصلاح» ومن مبدأ المشاركة الحقيقية لن يقبلا إلا بوزارات وحقائب تعكس إرادة المسيحيين الذين تمثلهم وحجمهم داخل السلطة ومؤسسات الدولة. متسائلاً: «ما الذي يمنع حصولنا على وزارتي الاتصالات والتربية معاً؟ وهل الحصول على حقائب أساسية ضد مصلحة المسيحيين؟». وشدد رئيس كتلة نواب «حزب الله» النائب محمد رعد على الحرص على عدم تضييع الوقت والجهود التي بذلت خلال التكليف الأول من أجل التوصل الى تفاهم حول الإطار والصيغة السياسية التي تحكم معادلة تشكيل الحكومة وهي معادلة 15-10-5».وقال: «لسنا متشائمين وأيضاً لسنا واهمين ونرجو أن ننتهي من تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن». من جهته، دعا المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل الى الاستفادة من التقارب السوري – السعودي والإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية على القواعد والصيغ التي تم التوافق عليها. وقال «نتطلع بإيجابية الى المنطق الذي يدير به الرئيس المكلف الاستشارات النيابية الى المواضيع التي طرحها على مستوى أزمة النظام والأزمات الاقتصادية والاجتماعية». في غضون ذلك، قوبل موقف الرئيس ميشيل سليمان بأن «عدم توزير الراسبين ليس دستورياً، واذا كان عرفاً فقد خرق مرات عدة»، بتحفظ من قبل الرئيس الحريري وقال عضو كتلة تيار «المستقبل» النائب احمد فتفت «ان العرف بعدم توزير الراسبين لم يخرق ولا مرة، وفي هذا احترام للرأي العام». مشدداً على انه ليس المقصود الوزير جبران باسيل فقط بل اكثر من 7 أسماء قدمت الى الحريري، بينها من حزب «الكتائب» وتيار «المستقبل» الذي لم يكن راضياً عن التشكيلة التي قدمها الحريري الى الرئيس سليمان ولكنه قبل بها لتسيير الأمور ورفضتها المعارضة والأمر الذي دفعه الى الاعتذار. في هذا الوقت، يحرص رئيس «اللقاء الديمقراطي» وليد جنبلاط على الوقوف في خط الوسط بين الموالاة والمعارضة، مستفيداً من علاقته التي تحسنت الى حد كبير مع المعارضة من دون ان ينفصل عن قوى 14 مارس. وقالت مصادر جنبلاط في اتصال مع «الاتحاد» ان الوضع في البلاد لم يعد يحتمل المناورات السياسية وان ما هو مرفوض اليوم من قبل هذا الفريق او ذاك قد يصبح غداً مطلوبا، والسياسة في لبنان ليست ثابتة والتحالفات ليست مستقرة، ومصلحة البلد اليوم تقتضي تقديم تنازلاً من الطرفين للحفاظ على السلم الاهلي والنظام الديمقراطي، مشددا على اهمية استغلال لحظة الانفراج في العلاقات العربية – العربية ولاسيما التقارب السعودي – السوري لتمرير تشكيل الحكومة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©