أعلنت إسرائيل تجهيز مركز اعتقال لاحتجاز نشطاء في قافلة “اسطول الحرية” تحاول كسر الحصار على قطاع غزة، في حين تعهد المشاركون بمقاومة أية محاولة للقرصنة قد تنفذها إسرائيل للاستيلاء على السفن المشاركة بكل قوة. وتوجهت ثماني سفن بينها أربع سفن شحن وسفينة ركاب تركية تقل 750 شخصاً نحو غزة في تحد للحصار الإسرائيلي، بينما أنهت البحرية الإسرائيلية الاستعداد لاعتراض “أسطول الحرية”. وقال مصدر عسكري الأربعاء أنه في حال رفضت السفن أن تعود أدراجها فسيتم اعتراضها وجرها إلى مرفأ أسدود، حيث سيتم استجواب الناشطين ثم إعادتهم إلى بلادهم. وبعد الاعتراض “سيتم نقل الحمولة إلى غزة عبر المعابر البرية” بين إسرائيل والقطاع. وأضاف المصدر أن قائد البحرية الاميرال البحري اليعازر ماروم “أعطى الأمر إلى القوات البحرية للتحرك بكثير من الدقة وتجنب الاستفزاز”. واعتبر الكولونيل موشيه ليفي في الجيش الإسرائيلي العملية “استفزازية”، معتبراً أن المساعدات “لا حاجة لها”. وقال ليفي لصحفيين عند معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة “لا أرى حاجة لأي سفينة تحمل هذه المواد. نحن نسمح بمرور هذه المواد إلى غزة” .
وقال الليفتنانت كولونيل أفيتال ليبوفيتش إن”الجيش الإسرائيلي ينفذ أوامر الحكومة بمنع دخول هذه السفن الاستفزازية إلى شواطئ إسرائيل. ليس لدينا أي مشكلة في تسليم هذه البضائع عبر الطريق المعتاد إلى ميناء أسدود وسوف نقوم بنقلها إلى سكان غزة بعد الانتهاء من الفحوص الأمنية”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ييجال بالمور إنه في حال حاولت السفن كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ستوقفها البحرية الإسرائيلية وتقودها إلى ميناء أسدود شمالي القطاع، حيث يخضع ركاب هذه السفن للإجراءات الإدارية من قبل وزارة الداخلية وسلطة الهجرة ثم يرحلون إلى الدول التي وصلوا منها. وقال إن شرطة الهجرة معدة في أسدود للتعامل مع وصول مئات الأجانب بشكل غير مشروع في آن واحد.
وأكد الجيش الإسرائيلي بدوره عزمه على إحباط محاولة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيراً إلى انه سيعطي إنذارا للسفن المشاركة في هذه الرحلة وسيدعوها الى أن تعود أدراجها، واذا تابعت طريقها بتجاه سواحل غزة فسيقوم “مغاوير البحر” (الكوماندو البحري) وغيرهم من افراد الوحدات الخاصة بالاستيلاء عليها وإحضارها الى ميناء اسدود، حيث سيخضع ركاب هذه السفن للإجراءات الإدارية من قبل وزارة الداخلية وسلطة الهجرة ثم يرحلون الى الدول التي وصلوا منها. وأشارت الإذاعة الاسرائيلية إلى أن قوات البحرية الاسرائيلية تجري تدريبات تحاكي الاستيلاء على هذه السفن واعتقال ركابها. وقد أصدر قائد سلاح البحرية الميجور جنرال اليعيزر ماروم توجيهاته الى القوات المعنية بالامر أن تعمل “بحساسية عالية دون الانجرار وراء استفزازات في حال الاستيلاء على هذه السفن”، موضحا ان الجيش الاسرائيلي لا ينوي اطلاقا المساس بأي شخص من مئات الاشخاص في هذه السفن. وقال الجنرال ماروم انه يجب التأكد من عدم تواجد عناصر وصفها بـ “الارهابية” في هذه السفن والحرص على سلامة افراد القوات التي ستنفذ عملية الاستيلاء على السفن المذكورة.
وأكد المشاركون في بيان اصدرته الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة عزم جميع المشاركين على مقاومة اي محاولة قرصنة اسرائيلية بكل قوة، محذرين في ذات الوقت من ان اي اعتداء من قبل قوات الاحتلال سيواجه بعزيمة ستبهر العالم. وحسب البيان “ فإن هؤلاء وان كتب عليهم ان يواجهوا غطرسة الاحتلال الاسرائيلي فستكون المواجهة بكل شجاعة ولو بأيديهم، وان التصريحات المتتالية التي يصدرها الاحتلال على مستويات عدة تصور الأمر وكأننا امام حرب رغم ان تحرك الاسطول هو تحرك سلمي وانساني بالدرجة الاولى.
ويعد اسطول الحرية الذي يضم أكثر من 750 متضامنا، أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة. ومن المقرر أن يصل الأسطول إلى غزة بعد ظهر غد السبت. وانطلقت السفن الأوروبية من ميناء اسطنبول التركي وموانئ أخرى في أيرلندا باتجاه نقطة الالتقاء الأخيرة قبالة شواطئ قبرص، ومن المقرر أن تلتقي في المياه الدولية بالبحر المتوسط في وقت مبكر غدا.
من جهته أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري أن المتضامنين والمشاركين في السفن متمسكون بحقهم في الوصول إلى غزة غير مهتمين بتهديدات إسرائيل. وأكد الخضري أن رحلة هذا الأسطول هدفها إنساني وأخلاقي لإيصال مساعدات لمليون ونصف شخص محاصرين في غزة منذ ثلاثة أعوام والاطلاع على آثار الحرب والحصار الكارثية”.
واعتبر أن السفن المتجهة إلى غزة تتحرك بشكل شرعي ووفق قانون الملاحة البحرية ولا توجد أي جهة دولية تعترض عليها سوى إسرائيل.
إلى ذلك، قالت حركة “حماس” امس ان القرار الاسرائيلي باعتراض “اسطول الحرية” قرصنة ومخالفة للقانون الدولي. وقال القيادي في “حماس” اسماعيل رضوان ان “تهديد الاحتلال لاسطول الحرية ومنعه من دخول قطاع غزة المحاصر قرصنة صهيونية ومخالفة للقانون الدولي وتبجح يدل على العقلية الإرهابية الصهيونية”. وأضاف أن “الاحتلال يشعر بالقلق من هذه السفن لأنها تعمل على كسر الحصار المفروض على القطاع، ولأنها تعطي الشرعية للتعاطي مع الحكومة الفلسطينية وتؤكد أن كل محاولات عزل حماس باءت بالفشل”.
عدد اليوم
