الخالدي: واشنطن تدرك أهمية القدس عند العرب والمسلمين

أكد الدكتور رشيد الخالدي، أستاذ كرسي إدوارد سعيد للدراسات العربية بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية،أن قضية القدس تعد قضية استراتيجية ومن أقدس المقدسات عند العرب والمسلمين ولهذه الأسباب فإن السياسة الأميركية تدرك هذه الحقيقة التاريخية تجاه القدس وظلت تعتمد أساساً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الذي دعا إلى بقاء القدس كياناً منفصلاً مدولاً ضمن إطار تقسيم فلسطين. وجاء تصريح رشيد في محاضرة بمركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية حملت عنوان «السياسة الأميركية والقدس بعد عام 48»، وأشار إلى أن الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت لم تعترف بالسيادة القانونية لإسرائيل أو الأردن أو أي طرف آخر على القدس بانتظار حل الوضع النهائي من خلال المفاوضات. وأشار إلى أن الولايات المتحدة اعترفت منذ عام 1949 بسيطرة الأمر الواقع لإسرائيل على القدس الغربية لكنها لم تقبل قط قرار إسرائيل الصادر عام 1968 بضم القدس الشرقية العربية المحتلة ودانت ذلك مراراً في مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن موقف الحكومة الأميركية لم يتأثر بإعلان إسرائيل القدس عاصمة لها وقد رفضت الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى الاعتراف بهذا الإعلان، لافتاً إلى أنه على الرغم من الضغط القوي من الكونجرس الأميركي للاعتراف بالقدس بما فيها القسم الشرقي عاصمة لإسرائيل فقد رفضت الإدارات الأميركية المتتابعة مثل هذا الاعتراف. وحول إمكان إيجاد حل دائم وقيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية استبعد الخالدي هذا الحل على أرض الواقع في المدى المنظور لأسباب منها أن نصف مليون إسرائيلي هم الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 1967 إضافة إلى أن الصف الفلسطيني ليس موحداً فضلاً عن أن الموقف العربي والإسلامي لم يتبلور بعد ليكون مؤثراً بدرجة فاعلة. وعن الدعم الأميركي لإسرائيل خاصة العسكري، أكد الخالدي أن هناك رأياً عاماً أميركياً بدأ يتبلور حتى في صفوف العسكريين الأميركيين بأن تداعيات العلاقة مع إسرائيل بدأت تضر كثيراً بالمصالح الأميركية داخل الولايات المتحدة وفي خارجها في الأموال والأرواح ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن أن النفوذ الإسرائيلي داخل الكونجرس ليس قوياً كالسابق بسبب هذا التصور.