السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيف خرجت الخلافات الروسية - الإيرانية إلى العلن؟

كيف خرجت الخلافات الروسية - الإيرانية إلى العلن؟
28 مايو 2010 01:32
أظهرت الانتقادات الإيرانية العنيفة لروسيا بسبب تأييدها عقوبات جديدة محتملة من جانب الأمم المتحدة على طهران، والرد الأعنف من جانب الكرملين أمس الأول، كيف دب الخلاف علناً بين الحليفين السابقين. ووجه الرئيس الإيراني محمود نجاد توبيخاً نادراً لنظيره الروسي ديمتري ميدفيدف وطلب منه “أن يتصرف بمزيد من الحذر” وأن “يفكر كثيراً”. ورد الكرملين بأن على نجاد أن يمتنع عن “الديماجوجية السياسية”. ويمكن فهم الأسباب الكامنة وراء هذا التحول في علاقات البلدين الحليفين تقليداً، من خلال تصريح مسؤول كبير في الكرملين في وقت سابق الشهر الحالي، لدى إعلانه “إنه إذا احتاجت واشنطن لتأييد موسكو لفرض عقوبات جديدة على إيران، فعليها أن تلغي حظراً أميركياً على التجارة مع 4 شركات سلاح روسية. وبالفعل ألغت واشنطن الحظر الجمعة الماضي رغم مواصلة مسؤولين أميركيين إنكار أي صلة مباشرة للأمر بعقوبات ضد طهران. تعد روسيا شريكاً تجارياً مهماً لإيران حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2009، 3 مليارات دولار. وتبيع روسيا لإيران تكنولوجيا نووية وطائرات وبضائع أخرى. وفي المجال الدبلوماسي عارضت روسيا فرض عقوبات جديدة على إيران في 2008 ومطلع 2009. وهونت من شأن تلميحات إلى أن إيران تستخدم برنامجها النووي لصنع أسلحة نووية. ويصر المسؤولون الروس دوماً، أن موسكو التي لديها مشكلة كبيرة مع المتشددين الإسلاميين داخل أراضيها، لا تريد أن تمتلك دولة إسلامية قوية بالقرب من حدودها الجنوبية المضطربة سلاحاً نووياً. بيد أنها لم تكن تصدق حتى العام الماضي التقييمات الأميركية بأن من المرجح حدوث ذلك. في أكتوبر 2007، وبينما كان في منصبه كرئيس لروسيا، أصبح فلاديمير بوتين أول زعيم للكرملين يزور إيران منذ ستالين وأعلن تأييده لنجاد وحذر واشنطن من القيام بأي عمل عسكري كما أيد حق إيران في برنامج نووي مدني. وفي شهادة له أمام الشيوخ الأميركي العام الماضي، سرد وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس ما جرى خلال اجتماع له مع بوتين عام 2007 قائلاً “عندما التقيته للمرة الأولي وتحدثت عن ذلك رفض بالأساس فكرة أن الإيرانيين سيمتلكون صاروخاً قادراً على الوصول لأغلب غرب أوروبا وأغلب روسيا قبل 2020 أو نحو ذلك”. لكن خلال العامين التاليين لهذا الاجتماع، بدأت روسيا تغير تقييمها للبرنامج الإيراني. ويبدو أن التغير الحقيقي في الموقف الروسي تجاه إيران بدأ الصيف الماضي في موسكو. وعندما جاء الرئيس أوباما إلى السلطة في يناير 2009، تعهد بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا. وكان ذلك يعني تنازلات لموسكو مثل تقليص خطة الدفاع الصاروخية التي تعود لعهد الرئيس السابق جورج بوش في أوروبا الشرقية، إضافة إلى قبول النفوذ الروسي في بلدان الاتحاد السوفييتي السابق مقابل الحصول على مساعدة موسكو في التعامل مع مشكلات دولية مثل البرنامج النووي الإيراني وأفغانستان. وتحسنت العلاقات بين البلدين بشكل كبير. ويتحدث سفراء غربيون في موسكو بثقة منذ العام الماضي، عن مدى تعاون روسيا ودعمها فيما يتعلق بإيران. ويبدو أن موسكو كانت تعطي تأكيدات مستترة بالدعم للغرب بشأن إيران ربما لبعض الوقت قبل أن تغير موقفها العلني. وكان إعلان الغرب في سبتمبر الماضي اكتشاف منشأة إيرانية سرية للوقود النووي في قم، سبباً آخر في تقويض ثقة موسكو في طهران. وقالت روسيا إن المنشأة تمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وإنها “مبعث قلق خطير”. وفي نوفمبر 2009، أيدت موسكو قراراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين التصرف الإيراني. وقد سهلت العلاقة الشخصية القوية لميدفيديف مع الرئيس أوباما، على الزعيمين الاتفاق على موقف مشترك بشأن إيران. وبدأ الرئيس الروسي أول مرة في الحديث عن فرض عقوبات جديدة على إيران في سبتمبر الماضي وذكرها مجدداً خلال زيارته لواشنطن في الشهر نفسه. وبعد توقيع معاهدة خفض الأسلحة النووية مع أوباما الشهر الماضي، قال ميدفيديف إنه يأسف لعدم تعاون إيران مع المقترحات البناءة بخصوص برنامجها النووي. وشكت إيران من أن روسيا تذعن للضغط الأميركي. وكانت موسكو أبرمت عقداً بقيمة مليار دولار مع إيران لبناء وتشغيل محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في بوشهر. ومن المقرر أن يبدأ تشغيلها في أغسطس المقبل بعد تأجيلات عدة، اعتبرها عضو بارز بالبرلمان الإيراني إنها نتجت عن استغلال روسيا لطهران كأداة في تعاملها مع القوى الأخرى مثل الولايات المتحدة. وشـكت وزيـرة الخارجـية الأمـيركية هيلاري كلينتون من بدء التشغيل المزمـع لبوشهر عندما زارت موسكو في مارس الماضي، بيد أن دبلوماسيين غربيين قالوا في تصريحات غير معلنة إن روسـيا عرضـت ضمانات مرضية لعدم استخدام المحطة في أغراض عسكرية. كما وقعت موسكو عقداً في 2007 لبيع إيران نظام الدفاع إس-300 وهو نظام أرض - جو متطور يمكنه إسقاط صواريخ عدة وطائرات معادية في آن واحـد. لكن روسيا لم تنفذ العقد بعد ويقول مبعوثون غربيون إن لديهم تطمينات مستترة من موسكو بأنها لن تفعل ذلك.
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©