السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشحن البحري يدفع ثمن تداعيات الزلزال

الشحن البحري يدفع ثمن تداعيات الزلزال
2 ابريل 2011 21:04
تأثرت السوق العالمية للسيارات وسوق التقنية المتقدمة ولحد كبير بالزلازل التي اجتاحت اليابان مؤخراً. والآن بدأت مخاوف الإشعاعات النووية تبث الرعب في أوساط الشحن البحري العالمي الذي تلعب فيه اليابان دوراً رئيسياً على مختلف الأصعدة. وتكلف مخاوف تأثيرات الإشعاعات المحتملة على طاقم البواخر والبضائع والسفن، عشرات الملايين من الدولارات. وعلى إثر ذلك، قامت بعض شركات شحن الحاويات العالمية الكبيرة بحظر خطوطها البحرية من السفر إلى “خليج طوكيو” خوفاً من الإشعاعات الناتجة عن دمار مفاعل “فوكوشيما” النووي. وفي غضون ذلك، بدأت الموانئ الصينية المطالبة بإجراء فحص دقيق على البواخر القادمة من اليابان. كما خضعت أول سفينة يابانية تصل إلى ميناء “لونج بيتش” في كاليفورنيا بعد حدوث الزلزال، إلى فحص الإشعاع قبل تفريغ شحنتها. ولا زالت الموانئ اليابانية البعيدة الواقعة إلى الجنوب من طوكيو مثل “أوساكا” و”كوب”، تمارس نشاط الشحن والتفريغ العادي دون أي تأثير. أما ميناءا “خليج طوكيو” الواقعان في طوكيو ويوكوهاما الأكثر حركة في اليابان واللذان يمثلان 40% من جملة عمليات شحن الحاويات الخارجية، فيواجهان صعوبة واضحة في نشاطهما. وفي حالة انضمام شركات أخرى لتلك التي تحظر السفر إلى منطقة طوكيو في الوقت الذي ينتشر فيه الإشعاع لمسافة 140 كلم شمالاً، فإن التأخير في الشحن والتفريغ سيزيد الأمر سوءاً. وارتفعت مخاوف قطاع الشحن البحري منذ اكتشاف المسؤولين في ميناء “شيامين” الصيني إشعاع في إحدى سفن الحاويات الكبيرة التي تملكها خطوط “ميتسوي أو أس كي” ومن ثم حجزها. وذكرت وكالة “شينهوا” الإخبارية الصينية أن السفينة المعنية أبحرت على طول الساحل الشمالي الغربي لليابان على بعد 80 كلم من مفاعل “فوكوشيما” النووي. وأوقفت “هاباج لويد” الألمانية واحدة من أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، خدماتها لطوكيو ويوكوهاما بعد وقوع هذه الأحداث. كما علقت شركة “كلاوس بيتر أوفين” الألمانية هي الأخرى خدماتها للميناءين المذكورين. وذكرت خطوط “أو أو سي أل” البحرية من مقرها في هونج كونج، أنها قررت وقف رحلاتها إلى طوكيو ويوكوهاما حتى إشعار آخر. وستقوم الشركة بتحويل الرحلات المتجهة إلى طوكيو إلى أوساكا لتسلك طريق العودة من هناك. كما رسمت خططاً تمنع حاوياتها حتى من السفر براً إلى طوكيو في حالة زيادة معدلات الإشعاع. ويقول بازيل كاراتزاس المدير الإداري للمشاريع والشؤون المالية لدى “كومباس ميري تايم للخدمات” العاملة في مجال وساطة السفن في نيوجرسي بأميركا “ربما تخضع السفن التجارية التي يتم حجزها بسبب الإشعاعات للإيقاف، لأنها ستواجه المزيد من عمليات الفحص بعد ذلك من قبل خفر السواحل في وجهاتها المختلفة. وينتج عن ذلك خلط في مواعيد الرحلات. كما أن المستأجرين سيحاولون تفادي مثل هذه السفن في المستقبل خوفاً من تأخيرها”. وقامت القوات البحرية الأميركية بتحويل السفن التي تعمل بالطاقة النووية مثل حاملة الطائرات “رونالد ريجان” بعيداً عن مفاعل “فوكوشيما” النووي عندما أبدى قبطانها تخوفهم من إمكانية تسرب الإشعاع لداخل الباخرة عبر مجاري الهواء. ولا يقتصر الخطر هنا على طاقم السفينة فحسب، بل إن تعقب أثر التلوث عبر مجاري الهواء يخلق الكثير من المشاكل في المعدات التي تتميز بحساسية شديدة في مثل هذا النوع من السفن التي تعمل بالطاقة النووية. وتعلم شركات الشحن الآن، أنها ولو نجحت في تفادي التعرض للإشعاعات، فإن البضائع القادمة من اليابان معرضة للتأخير. وتعرضت مؤخراً إحدى البواخر القادمة إلى كاليفورنيا لفحص الإشعاعات وهي تحمل على متنها 2,500 حاوية قادمة من أربعة موانئ “كوب” و”ناجويا” في الجنوب و”شيميزيو” و”طوكيو” في أقصى الشمال. ووفقاً للاتفاقية الصادرة عقب أحداث 11 سبتمبر، تخضع عادة كل الشحنات الواردة لأميركا للفحص الإشعاعي من قبل السلطات الجمركية عند وصولها الميناء المعني. كما أعلن ميناء “يانتيان” في شينزين بالقرب من هونج كونج وهو واحد من أكبر الموانئ في الصين، انه بدأ فحص السفن والحاويات القادمة من اليابان للتأكد من خلوها من الإشعاعات، وذلك في حالة أن “يانتيان” هو أول ميناء لها وأنها كانت باليابان خلال الفترة الماضية. وذكر أيضاً ميناء هونج كونج أنه سيقوم بفحص عشوائي للسفن. وبدأت شركة “هاباج لويد” في تفريغ الحاويات المتجهة إلى طوكيو بالقرب من أوساكا ومن ثم إرسالها بالبر. ويسمح لشركات الشحن بإرسال الحاويات للمناطق الواقعة شمال طوكيو ودفع تكاليفها لأن الشركة ليست ملزمة بإعادتها مرة أخرى. وتتخوف شركات مثل “ميرسك” الدنمركية و “هامبورج سود” الألمانية من أن تنقل الرياح الشمالية الإشعاعات من المفاعل تجاه الجنوب، كما من المرجح أن تغسل الأمطار جزيئات الإشعاع العالقة في الجو لتسقط على السفن الراسية على المياه. يُذكر أن خطوط شحن الحاويات تقوم عادة بشراء بعض سفنها وتستأجر البعض الآخر من شركات التأمين وغيرها. وتحاول بعض الشركات المالكة للسفن، خاصة في أوروبا تقليل عدد الخطوط التي تستدعي التوقف في منطقة طوكيو. وقال جيفري لاندسبيرج من مؤسسة “كوميدور للبحوث” العاملة في استشارة السفن، إن سفن شحن البضائع المحملة بالحبوب تمكنت من تفريغ شحناتها باستخدام موانئ بديلة في الجنوب. وبالرغم من أن الموانئ الواقعة شمال طوكيو لحقت بها أضرار بليغة جراء الزلزال وتسونامي، إلا أنها لم تكن تستقبل خدمات الخطوط البحرية العالمية حتى قبل وقوع هذه الحوادث. لكن الآن لن يتم الإعلان عن عمل مينائي “طوكيو” و”يوكوهاما” بطاقتهما القصوى قبل احتواء هذه الأزمة. نقلاً عن “إيكونومي واتش” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©