الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تجدد مطالبة إيران بإنهاء احتلالها للجزر الثلاث

الإمارات تجدد مطالبة إيران بإنهاء احتلالها للجزر الثلاث
28 سبتمبر 2009 02:28
جدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أسف دولة الإمارات العربية المتحدة البالغ لاستمرار احتلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجزرها الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى» منذ عام 1971. وطالب سموه في الخطاب الذي أدلى به أمام اجتماعات الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية باستعادة سيادتها الكاملة على هذه الجزر ومياهها الإقليمية ومجالها الجوي وجرفها القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من السيادة الوطنية لدولة الإمارات. وأكد سمو وزير الخارجية أن جميع الإجراءات والتدابير العسكرية والإدارية التي ما زالت إيران تتخذها منذ احتلالها هذه الجزر باطلة ولا يترتب عليها أي أثر قانوني مهما طال أمده. دعا المجتمع الدولي إلى حث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي لاقت دعم وتبني كل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية الداعية إلى تحقيق التسوية العادلة لهذه القضية سواء من خلال المفاوضات المباشرة والجادة بين البلدين أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي. وأعرب عن أمله في أن تتعامل الحكومة الإيرانية مع هذه القضية الحساسة والمهمة بروح من الإيجابية والعدالة والإنصاف وبما يرسخ علاقات حسن الجوار ويوفر قاعدة لإجراءات بناء الثقة في الخليج العربي. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير برنامج سلمي للطاقة النووية إنما ينبع من رغبتها في تلبية احتياجاتها المتنامية من الطاقة في المستقبل من خلال تطوير نموذج للطاقة النووية يرتكز على أعلى معايير الشفافية والسلامة والأمن النووي وحظر الانتشار بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول المسؤولة ذات الخبرة. أمن واستقرار وتنمية وأعرب سمو وزير الخارجية عن أمل دولة الإمارات في فتح سبيل جديد يتيح الاستفادة من مزايا الطاقة النووية في مجال الاستخدام السلمي، مشيراً الى أن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة في رفض التخصيب وإعادة معالجة الوقود محليا يشكل أبرز عناصر هذا النموذج يعززه في ذلك إرساء آليات لتعزيز الشفافية والتعاون الدولي في هذا المجال. كما استعرض سموه جانباً من التفاعلات والتطورات التي انعكست آثارها السلبية على المساعي الدولية المشتركة الرامية إلى مواجهة المخاطر والتعامل مع التحديات العالمية المعاصرة من أمن واستقرار وتنمية مستدامة. وقال إن من أبرز هذه التداعيات السلبية التي تتعدى آثارها ونتائجها الحدود الوطنية للدول، الأزمة المالية العالمية وتدهور البيئة وتزايد البطالة والفقر وتفشي الأوبئة وغياب الأمن والاستقرار في عدد من الدول وجمود عملية السلام في الشرق الأوسط. التكتيكات وجوهر السياسات وأكد سموه أن التحديات الضخمة التي تواجه مجتمعنا الدولي اليوم تستدعي منا إجراء تغيير فاعل وتعاون في جهودنا الدولية المشتركة وامتثالا تاما لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وانتظاما في العلاقات ما بين الأمم على أساس العدالة والمصالح المشتركة بما يحقق السلام والأمن والازدهار للبشرية. وقال إن التغيير المنشود ينبغي أن لا يقتصر على الأساليب والتكتيكات المستخدمة وإنما يجب أن يمس جوهر السياسات ومضمون العلاقات الدولية، حيث تتوازن فيها الحكمة والقوة والقانون وتتهيأ فيها بيئة يعيش في ظلها كل البشر بكرامة وأمن وسلام من غير نزاعات ولا تمييز ويتوارى فيها الصدام الحضاري أمام رحابة العالمية الإنسانية والتعايش الحضاري. ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بنتائج القمة التي عقدتها الجمعية العامة قبل أيام بشأن تغير المناخ وأيضا بنتائج اجتماعاتها الأخرى التي عقدتها خلال العام بشأن الأزمة المالية والطاقة، وأكدت أن الحلول الشاملة لهذه الأزمات يجب أن تأخذ بالاعتبار خصوصيات ومصالح كافة المجتمعات المعنية كل على حدة. الأهداف الإنمائية ودعت إلى ضرورة مضاعفة الجهود من أجل بناء نظام اقتصادي ومالي حكيم يوفر التمويل اللازم للتنمية الاقتصادية ويساعد في نفس الوقت على تحقق التوازن في الحسابات والاستقرار في الائتمان ومنع حدوث التقلبات المالية والتخفيف من آثارها، لاسيما على الدول النامية التي تعاني أصلا من أعباء الديون وبما يتلاءم مع الأهداف الإنمائية المتفق عليها للألفية الجديدة. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات نجحت في احتواء حدة الأزمة المالية من خلال اتخاذها المبكر لعدد من الإجراءات النقدية والمالية والاقتصادية الاحترازية التي كفلت حماية الاقتصاد الوطني واستمرار تمويل مشاريعها الحيوية وقاعدتها الإنتاجية .. بما في ذلك برامج مساعداتها التنموية والإنسانية الخارجية. الأوضاع في العراق كما أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن ارتياحه للانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية من العراق وبسط الحكومة العراقية لكامل سلطاتها السيادية في أرجاء البلاد، وجدد موقف دولة الإمارات الثابت والداعم للشعب العراقي وحكومته، لاسيما في مسعاها نحو الإسراع في استكمال إعادة بناء مؤسساتها الأمنية والتشريعية والاقتصادية وإنجاز المصالحة الوطنية مبدياً قلقه إزاء استمرار التدهور الأمني والإنساني في العراق، وإدانته القوية لأعمال التفجيرات الأخيرة التي تعرض لها هذا البلد الشقيق باعتبارها أعمالاً إرهابية. ودعا سموه إلى احترام وحدة أراضي العراق وسيادته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والحفاظ على هويته العربية والإسلامية ورفض أي توجهات تهدف الى تقسيمه أو تجزئته. تدهور عملية السلام حول عملية السلام في الشرق الأوسط أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن أسف الإمارات إزاء استمرار تدهور عملية السلام نتيجة استمرار إسرائيل لعدوانها واحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وفرضها لحصار قاس على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة ومواصلتها لسياسة مصادرة الأراضي والممتلكات والمنازل وبناء المستوطنات والجدار العازل ومحاولاتها المتكررة لتهويد مدينة القدس المحتلة بهدف تغيير هويتها العربية وذلك في أخطر انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. خطاب أوباما وقال سمو وزير الخارجية «إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة وإذ نبدي ارتياحنا للمواقف الإيجابية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أيام في هذه القاعة نرى بأن هذا الخطاب يتضمن أسساً قوية وصلبة للمفاوضات ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونتطلع الى أن يستمر الرئيس أوباما بقوة في متابعة هذا الملف الهام». كما رحب سموه بالمواقف المتحفظة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي وأطراف اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي إزاء مسألة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية العربية المحتلة، واعتبر هذه المواقف بأنها ليست كافية وتتطلب بذل المزيد من الجهود الفاعلة للعمل على استئناف المفاوضات الجادة مع السلطة الفلسطينية. دعم السلطة الفلسطينية وأكد أن تحقيق السلام العادل والدائم والشامل يستوجب من إسرائيل إتمام انسحابها الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ومرتفعات الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو 1967 وما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان طبقا لمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومتطلباتها. كما أعلن كذلك وقوف دولة الإمارات الى جانب السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأيضا استمرارها في تقديم للدعم والتأييد لقضيتهم العادلة، مشيداً بجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسعيه الدؤوب لاسترداد حقوق شعبه المشروعة وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفي تحقيق التنمية والسلام في فلسطين. جهود المصالحة وجدد موقف الإمارات الداعم لكافة الجهود المخلصة المبذولة حاليا لاسيما من قبل جمهورية مصر العربية الشقيقة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية. إننا في الإمارات العربية المتحدة نتطلع إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية المشتركة لإخراج الصومال من محنته ودعم التنمية فيه وتأييد كل المساعي الجادة المبذولة لتمكين الحكومة الصومالية الشرعية من تحقيق السلام والاستقرار في وطنها معربين عن تأييدنا الكامل لكافة الجهود الدولية والإقليمية المبذولة وفقا لقرار مجلس الأمن 1851 والقاضي بمواجهة عمليات القرصنة البحرية المتزايدة في الممرات المائية الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر من قبل عناصر غير مسؤولة. كما أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية دعم واستقرار باكستان والتي تمثل عمقاً استراتيجياً لمنطقة الخليج العربي، كما تمثل عنصرا أساسيا في استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الجوار الباكستاني وبخاصة في أفغانستان. مجموعة أصدقاء باكستان وفي هذا المجال أؤكد حرص دولة الإمارات على استقرار وتنمية وازدهار باكستان ولتأكيد هذا الحرص تساهم دولة الإمارات بشكل نشط وفاعل في شراكات استراتيجية دولية في أكثر من إطار ثنائي وجماعي وبخاصة «مجموعة أصدقاء باكستان» لدعم جهود الاستقرار والتنمية في باكستان. أما على الصعيد الأفغاني فإن الإمارات العربية المتحدة تقوم بدور إيجابي في الجهود الدولية المبذولة لمساندة أفغانستان وإعادة إعمارها وتحقيق الأمن والاستقرار فيها وذلك عبر تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية، حيث بلغ حجم المساعدات المقدمة من دولة الإمارات الى أفغانستان نحو 550 مليون دولار وذلك خلال الفترة من 2002 حتى 2008. وبشأن موقف الإمارات من القضايا الأفريقية قال سمو وزير الخارجية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي دول هذه القارة، عناية خاصة من خلال تطوير التعاون والشراكة معها في إطار إعلان الأمم المتحدة الأهداف الألفية وبالأخص أهداف مكافحة الفقر وتمكين إفريقيا التي تمثل الجزء الأكبر من عالم الجنوب على حصة عادلة في الازدهار العالمي. وفي الشؤون الاقتصادية أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على السياسات التي انتهجتها الإمارات طوال العقود الأربعة الماضية تجاه مسألة الطاقة والحريصة دوما على حيوية انسياب إمداداتها بعيدا عن أية عراقيل سياسية أو غيرها. احترام حقوق الإنسان وقال سموه إن الإمارات ستمضي قدما في سياستها الخارجية بخطى ثابتة مهتدية بمقاصد الأمم المتحدة ومبادئها، خاصة المتصلة منها بفض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو المس في سيادتها الوطنية كما نؤكد وفي هذا الإطار استمرار التزامنا بسياسة الصين الواحدة. وأكد التزام الإمارات باحترام مبادئ حقوق الإنسان وذلك على ضوء القيم الإنسانية والمبادئ الوطنية ومقاصد وأحكام المواثيق والعهود الدولية ذات العلاقة منوها باعتماد مجلس حقوق الإنسان بجنيف في ديسمبر الماضي لتقرير دولة الإمارات الدوري الشامل بهذا الشأن. حماية حقوق العمالة وأضاف أن الإمارات تولي اهتماما كبيرا بأوضاع العمالة الوافدة وحماية حقوقها كاملة، وذلك وفقا لما يكفله دستور الدولة وتنص عليه التشريعات الوطنية وما ينسجم مع معايير منظمة العمل الدولية، مشيراً الى أنها أقرت في الفترة الأخيرة مجموعة من السياسات والإجراءات الهادفة إلى تعزيز هذه الحماية في مجالات متعددة. كما عملت أيضا على تفعيل التعاون الإقليمي بين مجموعة الدول الآسيوية المرسلة للعمالة من مواطنيها وأيضا الدول الأخرى التي تنوي إرسال مواطنيها للعمل في الإمارات مستقبلا وذلك في إطار ما أصبح معروفا بـ «حوار أبوظبي» وذلك سعيا منها لضمان توفير شروط الحماية للعمالة في مختلف مراحل دورة العمل التعاقدي. وأوضح سمو وزير الخارجية أن الدولة وضعت في سلم أولوياتها الوطنية قضايا المرأة والطفولة معتبرا نجاح الإمارات في تمكين المرأة وحماية ورعاية الطفولة هو أحد قصص النجاح الكبرى في مشروع الإمارات الوطني التنموي. دعم «تحالف الحضارات» وأكد سموه أن الإمارات حرصت على مواجهة كل أشكال العنف والتطرف والجريمة وانتهاك حقوق الإنسان والاتجار بالبشر وذلك في إطار شراكات متكافئة قائمة على الاحترام المتبادل وتساهم في ضمان السلام والاستقرار والاستدامة في التنمية. إن دعمنا ومشاركتنا الفاعلة في ملتقى «تحالف الحضارات» والذي جاء بمبادرة من الحكومتين التركية والاسبانية، هو تعبير عن حرصنا على الانفتاح على الآخرين من خلال التواصل الإيجابي، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة وإشاعة أجواء التفاهم والتعايش والتسامح وتبادل المصالح ومعالجة القضايا المشتركة بين أمم العالم وشعوبه وحضاراته. كما أن الحوار المعمق، بين أتباع الديانات والفلسفات المعتبرة، والثقافات المختلفة ضروري وممكن من أجل استثمار المشتركات الإنسانية، وتحقيق السلم والتعايش الحضاري الإيجابي، والتعاضد لإرساء قيَم العدل وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد والظلم والإرهاب والتطرف، وتصحيح الصور النمطية الخاطئة عن الآخر وبخاصة ما صار يعرف بـ«الاسلامو فوبيا» أو الخوف من الإسلام، كنتاج لسوء فهم متبادل. وأضــاف ســــموه إننــــا نعتــــبر الحوار الهادف بين الثقافات والأديان والملتزم بضوابط الحوار وآدابه هو من الوسائل الناجحة لمواجهة ثقافة الكراهية والعنصرية بين الشعوب ولتعزيز الأمن والسلم العالميين. الإمارات تجدد التزامها بتقديم التسهيلات لإنجاح «إيرينا» أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن اعتزازها بقرار المجتمع الدولي اختيار مدينة «مصدر» في أبوظبي كمقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، وجددت التزامها واستعدادها الكامل بتقديم كل التسهيلات والموارد التقنية اللازمة لإنجاح عمل الوكالة الدولية. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في الخطاب الذي أدلى به أمام اجتماعات الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة إننا نعتبر هذا القرار بمثابة بداية لحقبة جديدة من التعاون والشراكة المتوازنة ما بين الشمال والجنوب والدول النامية والمتقدمة تحت مظلة هذه الوكالة. كما أن إنشاء هذه الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بحد ذاته هو مكسب دولي ومطلب إنساني مهم في إطار سعينا جميعا لتحقيق التنمية المستدامة وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة التغير المناخي وخفض انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة والحفاظ على سلامة كوكب الأرض ونشر استخدام الطاقة المتجددة في إطار تعاون دولي فعال. إصلاح مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن الأحداث والمتغيرات السياسية والجغرافية والاقتصادية الإقليمية والدولية الراهنة تستدعي من المجتمع الدولي توسيع الدور الذي تضطلع به منظومة الأمم المتحدة لمواجهة تداعياتها .. وهو ما يتطلب تكثيف كافة المساعي والجهود المبذولة لإصلاح أجهزتها الرئيسية، خاصة مجلس الأمن والجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ووكالاتها وبرامجها الإنمائية الأخرى فضلا عن تعزيز وتطوير التعاون والتنسيق بين هذه المؤسسات الدولية والمنظمات الإقليمية. وأكد في هذا السياق التزام دولة الإمارات العربية المتواصل في المساهمة الفاعلة في كافة الخطط والبرامج والحملات الدولية بما فيها عمليات حفظ السلام والمهمات الدبلوماسية الوقائية التي تقودها الأمم المتحدة والرامية إلى تسوية الخلافات والصراعات القائمة بالطرق السلمية وتعزيز آليات وحجم الإغاثة والمساعدات الإنسانية الحالية المقدمة للشعوب المنكوبة والفقيرة. حضر اجتماعين مع كلينتون شاركت في أحدهما مصر والأردن والعراق عبدالله بن زايد ووزراء خارجية «التعاون»و أميركا يبحثون قضايا المنطقة نيويورك ( وام ) - شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مساء أمس الأول على هامش أعمال الدورة الـ 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في اجتماعين رسميين عقدتهما معالي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية على التوالي مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن ثم مع عدد من الوزراء العرب ضم الى جانب الوزراء الخليجيين وزراء خارجية كل من مصر والاردن والعراق . وبحث المجتمعون عدداً من القضايا السياسية المهمة في المنطقة وعلى رأسها تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط وتطورات الوضع في كل من العراق واليمن . وأصدر وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام الاجتماعين بيانا أعربوا فيه عن دعمهم لحكومة وشعب العراق في جهودهما نحو تحقيق الازدهار والوحدة وارساء الديمقراطية في عراق ينعم بالسلام في الداخل وفي الخارج مع جيرانه ويحترم الالتزامات الدولية ، مشيرين الى المكتسبات التي أنجزها العراق خلال السنوات القليلة الماضية. وجدد الوزراء في بيانهم تأييدهم لشعب العراق الذي يواجه تحديات كالهجمات الارهابية لاسيما تلك التي حدثت اخيرا في 16 اغسطس الماضي في وزارتي الخارجية والمالية ، ودعوا الى تقديم مرتكبي هذه الهجمات الى المحاكمة . وأعرب الوزراء عن إدانتهم الشديدة لجميع الأعمال الارهابية وعن تأييدهم لكل الجهود المبذولة والهادفة الى تعزيز السلام والامن والاستقرار في العراق ،مشددين على مبدأ عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية. وحول مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية رحب وزراء خارجية دول مجلس التعاون بالاجتماع الثلاثي الذي عقده الرئيس الاميركي باراك اوباما مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام في نيويورك , معربين عن أملهم في سرعة تحقيق تقدم نحو استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين . كما رحب البيان بالخطاب المهم الذي ألقاه الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا ودعوته الى اطلاق المفاوضات دون شروط مسبقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين من أجل تحقيق تسوية قضايا الوضع النهائي . وجدد البيان الدعوة الى تجميد المستوطنات ، مؤكداً مواصلة الدعم لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ولمبدأ التعايش بسلام واستقرار وانهاء احتلال اسرائيل للاراضي التي استولت عليها في العام 1967 تماشيا مع قرارات مجلس الامن ذات الصلة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. وأكد الوزراء موقفهم الداعم للسلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور سلام فياض ولا سيما في مساعيها لارساء مؤسسات وهيئات الدولة الفلسطينية المستقبلية. وبشأن المسألة الايرانية حث وزراء خارجية دول مجلس التعاون حكومة ايران على الشروع في اتخاذ خطوات بناءة بشأن ملف برنامجها النووي ، معربين عن أملهم في أن ينجح الاجتماع المقرر انعقاده في جنيف في الاول من اكتوبر المقبل بين ايران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن علاوة على ألمانيا في التوصل الى اتفاق يحقق ارساء مخطط لتسوية تبدد مخاوف المجتمع الدولي ازاء أنشطة ايران النووية. وأكد البيان دعم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الكامل للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحكومته في السعي للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن ولمساعي الحوار السلمي ، مشدداً على ضرورة ضمان أمن السكان المدنيين وفرق الاغاثة وتوفير ممرات آمنة لنقل المعونات الغذائية والدوائية الطارئة للمدنيين المتضررين من العمليات العسكرية. كما أكد الوزراء دعمهم وتأييدهم لمبادرات الاصلاح الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة اليمنية ، معربين عن الاستعداد لمساعدة اليمن في تحسين أحوال وظروف الشعب اليمني . وتعهد وزراء خارجية دول مجلس التعاون في ختام بيانهم بمواصلة اجتماعاتهم السنوية على هامش مشاركتهم في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة لتبادل وجهات النظر ازاء القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك. من جانبها وصفت وزيرة الخارجية الأميركية مباحثاتها مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ومصر والاردن والعراق بأنها كانت ايجابية ومثمرة من أجل تعزيز وجهات النظر وتنسيق الجهود المشتركة من أجل إرساء السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الاوسط ، مشيرة الى ان المباحثات تركزت على محاولة ايجاد سبل جديدة للدفع باتجاه إعادة استئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. من ناحيته أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن جهود إعادة استئناف المفاوضات ستفشل حتما طالما واصلت الحكومة الاسرائيلية حملة أنشطتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية . واعتبر موسى التعنت الإسرائيلي تجاه هذه المسألة بأنه سلبي للغاية، وتساءل «كيف يمكن للعرب التفاوض مع اسرائيل على خريطة وهم يواصلون بناء المستوطنات ؟»، منوها الى أن الوزراء العرب طالبوا خلال اجتماعهم مع الوزيرة كلينتون الضغط باتجاه حمل اسرائيل على وقفها الكامل لبناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية. التقى توني بلير وعمرو موسى على هامش الدورة الـ64 للجمعية العامة للأمم المتحدة وزير الخارجية يبحث العلاقات مع نظرائه في سنغافورة ومونتنيجرو وكوسوفو ورومانيا وبريطانيا نيويورك (وام) - واصل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أمس الأول في نيويورك لقاءاته الثنائية مع نظرائه من الدول المشاركة في الدورة الـ64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى مع وزراء خارجية خمس دول وبحث معهم علاقات التعاون والقضايا الراهنة. سنغافورة فقد استعرض سموه ومعالي جورج يو وزير خارجية سنغافورة العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في شتى المجالات خاصة في المجال التعليمي، وتبادلا مواقف البلدين من القضايا السياسية المتصلة بالمنطقة بما فيها مستجدات أزمة البرنامج النووي الإيراني وتحضيرات مؤتمر كوبنهايجن الدولي لتغير المناخ والمقرر عقده في ديسمبر المقبل. وناقش سموه مع نظيره السنغافوري مسألة عضوية سنغافورة في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «ايرينا»، مستعرضاً سموه موجزاً عن برنامج الإمارات النووي السلمي. وفي نهاية اللقاء، اتفق الجانبان على تبادل الدعم فيما يتصل بترشيحات البلدين لدى المنظمات الدولية وبالأخص مؤسسات الأمم المتحدة. مونتنيجرو كما التقى سموه معالي ميلان روسن وزير خارجية مونتنيجرو الذي أكد أن بلاده بصدد الانتهاء من ترتيبات فتح سفارتها في أبوظبي، داعياً الإمارات إلى فتح سفارة لها في بلاده. وناقش الجانبان خلال اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بما في ذلك توقيع بعض اتفاقيات التعاون المشتركة وأيضاً التعاون في مجال دعم ترشيحات البلدين لدى المنظمات الدولية إلى جانب بحث ترتيبات الزيارة التي سيقوم بها رئيس وزراء مونتنيجرو إلى الإمارات قريباً. وفي ختام اللقاء، وجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعوة إلى وزير خارجية مونتنيجرو للمشاركة في المؤتمر التحضيري لوكالة الطاقة المتجددة «ارينا» المزمع انعقاده في يناير المقبل بأبوظبي. كوسوفو وعقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لقاء مع معالي حسني سكندر وزير خارجية كوسوفو تركز على بحث التطورات السياسية المتصلة بمسألة الاعتراف الدولي بكوسوفو، حيث دعا وزير خارجية كوسوفو دولة الإمارات إلى التعاون مع حكومة بلاده في مجال حث الدول التي لم تعترف بعد باستقلال كوسوفو للاعتراف بذلك في القريب العاجل. وفي ختام اللقاء، رحب سموه بدعوة كان قد وجهت إليه من قبل نظيره الكوسوفي لزيارة بلاده في شهر نوفمبر المقبل في إطار تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين. رومانيا وناقش سموه ومعالي كريستيان دياكونيسكو وزير خارجية رومانيا سبل تطوير العلاقات الثنائية وترتيبات الزيارة الرسمية التي ينوي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان القيام بها إلى رومانيا في أكتوبر المقبل. واستعرض الجانبان المواقف المشتركة إزاء عدد من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك بما فيها المتصلة بالمفاوضات الخليجية الأوروبية بشأن مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين. وفي ختام اللقاء، حث سمو الشيخ عبدالله نظيره الروماني على العمل نحو تشجيع حكومته للانضمام لاتفاقية وكالة «ايرينا» في القريب العاجل. بريطانيا كما التقى سموه مع معالي ديفيد ميليباند وزير خارجية بريطانيا، حيث تبادلا وجهات النظر بشأن تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن مسألة الأمن في منطقة الخليج بما في ذلك الملف النووي الإيراني ومستجدات الوضع في كل من العراق وأفغانستان وباكستان. وكان سموه قد التقى في وقت سابق كلاً على حدة مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث جرى بحث تطورات عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمناقشات التي جرت في نيويورك في إطار عملية السلام.
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©