السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زهراء الهيتي: اخترت لصالة الفنون اسماً مستوحى من التراث

زهراء الهيتي: اخترت لصالة الفنون اسماً مستوحى من التراث
28 مايو 2010 22:22
شكّل الاعتزاز بالتراث العربي عموماً وبتراث الإمارات خصوصاً الدافع الأمثل للمبدعة- التشكيلية زهراء الهيتي التي عززت عشقها للتراث والفنون الإبداعية بإشهار صالة عرض فني لتجمع في حناياها اللوحات التراثية والصور الفوتوغرافية للحصون والقلاع والمشغولات اليدوية في الإمارات جنباً إلى جانب أصناف مختلفة من الأنماط والمدارس الفنية في التشكيل والخط من مختلف أنحاء العالم. حظيت زهراء الهيتي بتجربة حياتية ثرية كونها تنقلت في العديد من بلاد العالم وصولاً إلى العراق وطنها والإمارات موطنها الذي تقيم به، انعكست على موهبتها الفطرية في الفن فتوجتها بدراسة الرسم والتصميم الداخلي في النمسا مما ساهم في صقل موهبتها. نشأة أسرية حول العوامل التي ساهمت في ظهور موهبة التشكيل لديها تقول الهيتي: «نشأت في أسرة شغوفة بالفن والأدب وكان جو المنزل يسوده الهدوء حيث الوالد كان طبيباً يحب التأمل والسكينة، مما عزز موهبتي في الرسم، والحقيقة أنه اصطحبنا كثيراً في رحلات إلى أوروبا وأميركا، فاطلعت على حضارات وثقافات وفنون العالم، مما جعلني أتابع الحركة التشكيلية في تلك البلاد، فتعلقت بفن التشكيل واللوحات العالمية خاصة التي شاهدتها في متحف اللوفر، وكذلك أعمال فان كوخ ودافنتشي ومايكل أنجلو وبيكاسو، كما أن الفترة التي عشناها في النمسا تشبعت خلالها بالفن الذي يبرز في معمار القصور هناك، وكذلك في الطبيعة الساحرة». بدايات فنية عن بداياتها الفنية، والمدارس التشكيلية التي تدرجت بها إلى أن بات لها أسلوبها الخاص، تقول: «درست آداب اللغة الفرنسية في الجامعة، واطلعت على تاريخ الفنون خلال دراستي، كما عملت مترجمة، ثم درست الفن والديكور أكاديمياً، وأصبحت أمارس هواياتي الفنية، واستمر ذلك حتى بعد زواجي من طبيب جراح، وتابعت ممارسة الفن وإطلاق المعارض الشخصية، خاصة أنني وجدت الكثير من الدعم والتشجيع من زوجي وأسرتي، مما ساعدني كثيراً في تطوير وتفعيل أسلوبي التشكيلي، على الرغم من أنني في البداية قمت بتقليد الكثير من الفنانين من مختلف المدارس إلى أن التزمت بأسلوبي الخاص الذي تبرز فيه أشجار النخيل والنساء الملتفات بالعباءة الملونة بهدف مزج الواقع بالخيال». تضيف: «تبرز الآن في أعمالي الفنية 3 محاور هي المرأة والنخلة والزهرة، وهم جميعاً المرأة بعطائها وشموخها وصمودها وصبرها، كما تمتاز لوحاتي بخروجها قليلاً عن الواقعية تجاه الخيال والحلم خاصة أنني أم لثلاثة أبناء قمت بإهداء أول ثلاثه لوحات رسمتها لهم فيما أهدوني أول ستاند ومجموعة ألوان زيتية في عيد الأم». اسم تراثي اختارت الهيتي لصالة العرض اسم «العرجون» دعماً لمجمل الفنون التراثية، ولأن الاسم مستوحى من التراث ويرمز إلى الهلال والى النخلة الأساسية في حياتنا الاجتماعية وتراثنا البيئي. تقول: «قمت بتأسيس صالة عرض الفنون مساهمة مني لدفع الفن التراثي في الإمارات إلى المقدمة، خاصة بعد أن لمست عناية الدولة وأندية التراث بالفنون والإبداع الشعبي التراثي. لذلك وعقب اطلاعي على الفنون الموجودة في الدولة والنشطة فيها وجدت أنها تفتقر بعض الشيء إلى وفرة الفن التراثي وكذلك الخط العربي الذي هو من صميم تراثنا فاهتمت بنشر فنون التراث واحيائها وإثرائها عن طريق صالة العرض التي أقمنا فيها دورات تدريبية -ومازلنا- في الخط العربي والرسم التراثي». معارض متنوعة استضافت الصالة حين افتتاحها قبل أكثر من عامين أول معرض جماعي في حناياها، اشترك به 11 فناناً تشكيلياً.. تعيدنا الهيتي إلى أجوائه وتقول: «افتتحنا الصالة بمعرض جماعي كان أشبه بمظاهرة فنية ضمت مجموعة فنانين من أنحاء العالم قدموا مختلف أنواع الفنون (رسم وسيراميك وخط عربي وتصوير فوتوغرافي ورسم على السجاد ونحت وأشغال فنية) وقد كان الحضور مميزاً بوعيه وحسن تذوقه». وفيما يخص أجواء مختلف المعارض الفردية والجماعية التي استضافتها الصالة، توضح قائلة: «دائما ما تكون أجواء المعارض مشجعة وأغلب الحضور من المهتمين بالفن، كما أجد الكثير من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية بزيارة الصالة لمشاهدة معارضها وتذوق فنونها، وقد قام السفير الإنجليزي ذات مرة بافتتاح معرض الخط العربي للفنان طه الهيتي وقراءة العديد من اللوحات المعروضة أمام وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. وبذلك فإن المسؤولين المحليين والعرب والأجانب رغم انشغالهم بمسؤولياتهم ووقائع حياتهم يعطون لأنفسهم فسحة لتذوق الجمال الفني في المعارض ويوثقوا ارتباطهم بالفن الراقي». وحول «معرض الربيع» الذي أزهر مؤخراً مجموعة لوحات لفنانين من أنحاء العالم، تقول الهيتي: «أعتبر معرض الربيع من أنجح المعارض التي أقيمت في أبوظبي نسبة إلى معروضاته ومستوى اللوحات الراقي والصور والمخطوطات المتميزة، وأصدائه في مختلف وسائل الإعلام، فضلاً عن الجمهور الذواق». أهداف نبيلة تشير الهيتي إلى الأهداف التي تتطلع إليها من خلال إقامة الأمسيات والندوات والجلسات في مختلف صنوف الفنون الإبداعية في صالتها، وتقول: «أهدف إلى المساهمة في نشر الفنون وثقافتها وكل ما يتصل بها، فالفنون الجميلة تشذب المرء وتنقي النفس وتمنحه فرصة التأمل والمعرفة وتنمية الحس الجمالي. كما أهدف إلى جمع الفنانين مع الجمهور المتعطش لفنونهم والذي يحب الفن بأنواعه ويتذوقه من أجل تطوير الفن. وأفخر أن من معروضات الصالة أعمال لمبدعين من الإمارات». وتسترسل مضيفة رأيها في حركة الفنون التراثية في الدولة، وتقول: «هناك الكثير من فناني الإمارات الذين نعتز بنتاجهم الفني الراصد للتراث، وأبرزهم إبراهيم الزعابي الذي يهتم بإنتاج الصور التراثية واستعمال تقنيات تحول الصور إلى رسمات باهرة. وكذلك الفنانة خلود الجابري، وأيضاً مريم الكويتي وفاطمة الزعابي». «أغلب مقتنيات القاعة التراثية هي لوحات خطية للفنانين طه الهيتي وإبراهيم الزعابي الذي يقوم دائما برحلات إلى القلاع القديمة والأماكن التراثية للقيام بتصويرها ورفد الصالة بها. فضلاً عن وجود قطع فنية من سعف النخل، وقطع من المهن التقليدية القديمة والمشغولات اليدوية». الرعاية والاهتمام وعن دور الصالة في خدمة الفن والثقافة اللذين تشهدهما أبوظبي، تقول الهيتي: «تعتبر الصالة اليوم رافداً بل داعماً للخط العربي، لذا نقوم بعمل كراسات تعريفية وهدايا ومخطوطات نضمها إلى علب جلدية من أجل تقديمها للشركات بغية إبقاء الخط العربي في الواجهة واحياء رونقه. كما نعرض الأعمال التشكيلية المحلية والعربية والغربية بشكل متواصل سواء عبر المعرض الدائم المفتوح، أو المعارض المختصة». وحول معضلة كون المردود المادي للصالات الفنية الخاصة لا يوازي الجهد المبذول فيها و»لا يطعم خبزا» تجد الهيتي الحل يكمن في الدعم الحكومي، تقول في ذلك: «أجد الحل لهذه المعضلة في اهتمام الوزارات والهيئات الحكومية المسؤولة عن الفن والتراث بتقديم الدعم المطلوب، وحيث أن أبوظبي تتجه نحو تعزيز النهضة الثقافية الفنية وإحياء التراث، أتمنى أن نكون نحن كمعنيين بالهمّ الإبداعي التراثي جزءاً من خططها ورعايتها وأن تجنبنا الإهمال». يتطرق الحديث مع الهيتي إلى توأم روحها شقيقها الخطاط والحروفي طه الهيتي، تقول: «أنظر إليه بكل فخر وإكبار ليس لأنه أخي وإنما لكونه رغم صغر سنه أحد أعمدة الفن العربي والعالمي، وهو من أبرع الفنانين الذين يستخدمون في لوحاتهم الخطية نقوشاً بماء الذهب والفضة والجواهر الملونة والحبر العربي الأصيل المخلوط بماء الورد والزعفران والعسل وكذلك الورق اليدوي البكر الذي يقوم باستعماله بمهارة مشهودة، بحيث تعتبر لوحاته من تحف العصر وأجمل مقتنيات العرجون التي أفخر بها». إضاءات - تستقبل الصالة بشكل دائم معارض شهرية لفنانين من مختلف أنحاء العالم. - تستضيف دورياً ورش عمل ومحاضرات وجلسات استماع حول الفنون الجميلة. - تقام خلال العطل دورات تدريبية في الخط العربي والتصوير والرسم بكافة أنواعه. - يشرف على الدورات المخصصة للجنسين من مختلف الفئات العمرية والجنسيات؛ كوكبة من خيرة الفنانين. - ثمة مشاريع لدى الهيتي هي قيد التحضير ?تعدّ لها قبيل حلول رمضان الكريم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©