الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مروان المرزوقي: جمع العملات هواية الملوك

مروان المرزوقي: جمع العملات هواية الملوك
28 مايو 2010 22:23
هي هواية بألف هواية، وهي كما يصفها أحد الخبراء «هواية الملوك وملكة الهوايات»، تمدُّ من يمارسها بالثقافة والمعرفة والمتعة والفنون والجغرافيا والتاريخ واللغات الأجنبية، ناهيك عن ذلك هي تنقل الهاوي لجميع أنحاء العالم دون أن يغادر مقعده، ومن خلالها نتعرف على حضارات وثقافات وعادات وتقاليد ومحيط لا ينضب من المعلومات. شاب إماراتي اقتحم عالم جمع العملات المعدنية والورقية، عشق هذا المجال حتى آخر درجات العشق، منذ طفولته كان مروان المرزوقي يجمع العملات التي يأخذها من أفراد أسرته عندما يسافرون للخارج، لديه أكثر من 4000 عملة ورقية ومعدنية مختلفة الأحجام والدول، يقف متأملا أمام كل قطعة معدنية أو ورقية، يبارحها بصعوبة وكأنه يتغزل فيها، أما سفراته وجولاته فهي غالبا إلى المتاحف والمعارض العالمية التي تختص بالعملات القديمة، في كل رحلة لا يترك عملة أو قطعة ثمينة الا ويشتريها مهما كلفه من مال. يقول المرزوقي عن هوايته: «تعتبر هواية جمع العملات القديمة شغف العديد من المثقفين وهواة التاريخ والماضي وأدواته المختلفة، لذلك يحرص من تتملكه تلك الهواية الخاصة على اقتناء الأندر والأقدم من العملات، وما يرتبط منها بأحداث أو عصور معينة، حيث يرى خبراء العملات والتراثيات أن ارتباط «الأثر» بتاريخ ما يعطيه قيمة مضاعفة، ومكانة خاصة عند من يعشق ويعرف قيمة تلك الهواية جيدا». أما عن زمن اهتمامه بعالم العملات فيوضح المرزوقي: «تولد حب جمع العملات لدي منذ الطفولة، ولا يزال متمكناً مني حتى الآن، ومنذ كان عمري 8 سنوات كنت اتواصل مع مجلة «ماجد»، التي كان لها باب خاص لمن يهوى جمع العملات، وكان هناك تواصل مع الكثير من أصدقاء «ماجد» لعشاق جمع العملات النادرة، ومن ذلك الوقت حاولت أن أنمي تلك الموهبة التي بدأت مجرد تجميع عملات بدون هدف واضح، لكن مع استمراري في البحث عن القديم والنادر فكرت منذ 4 سنوات في تجميعها من أجل إشباع الهواية». تاريخ العملات الورقية يبدو المرزوقي مستغرقاً وهو يقلب صفحات ألبومه الذي يضم العملات المعدنية والورقية النادرة، ويقول مبتسماً: «تتنافس شرائح متعددة على اقتناء عملات مختلفة المصدر ومتعددة الفئات في جميع أنحاء العالم، ويختلف الهدف من هذا السلوك بين شخص وآخر، فهناك من يحب جمعها لأجل الحصول على التميز، وآخرون يعدونها ثقافة تاريخية توضح حقبة زمنية معينة، بالإضافة للثقافة الدينية التي تبرز من خلال الديانة التي كان الحاكم يعتنقها في تلك الفترة، لأنها تكون واضحة من خلال العملة والنقوش أو الرسوم التي تحملها». تبادل الخبرات بنفس الحماس والبهجة التي لا تفارقه في الحديث عن العملات يؤكد المرزوقي: «جمع العملات القديمة والنادرة هواية مفيدة جداً، لأنها تجمع ثقافة دول من خلال اقتنائها، بالإضافة إلى أنَّ اقتناء شيء نادر ومميز يدخل البهجة في قلوبنا وقلوب من حولنا، إذ يساهم تبادل الخبرات والثقافات والمعارف، كما أن من يهوى جمع تلك العملات المميزة والنادرة يشعر بمتعة شخصية قد لايشعر بها إلا محبو هذه الهواية، وهي هواية مكلفة». يضيف المرزوقي: «إن اختلاف العمر لا يفقد محبي هذه الهواية الرغبة في ممارستها بل على العكس تماماً، فأنا مولع ومحب لجمع العملات ولدي حصيلة 25 سنة في هذا السياق، وأحصل عليها أثناء السفر، ولا أنوي بيعها أبداً، وأوليها رعاية خاصة من خلال ألبوم خاص بها، وأرتبها بحسب الفترة الزمنية لها، وأكتب على كل عملة وقتها وفي أي عصر». وعن إمكانية التمييز بين العملة المزيفة والحقيقية، يقول: «الخبرة والثقافة هي ما تجعل الإنسان يميز ذلك، كذلك وزن وصوت العملة المعدنية المزيفة يختلف عن الأصلية، وهنا لا يستطيع أحد أن يكتشفها ويميزها إلا من كانت لديه مهارة وخبرة في جمع العملات». مجموعة نادرة تتميز مجموعة المرزوقي بقطع نادرة ومميزة، حيث كان اقتناؤها مكلفاً، والحصول عليها لا يخلو من صعوبة، وهو يقول في ذلك: «هناك عملات حصلت عليها لقاء مبالغ كبيرة، وقد أثرت على ميزانية الشهر، ورغم ذلك لن أبيع نفائس مجموعتي». ويتوسع شارحاً: «لدي عدة مجموعات لعدة دول، ولن أعمد أبداً إلى التفريط بأي مجموعة منها، مهما كان عدد عملاتها، أو الأسباب التي تدعو إلى ذلك، فليس من السهل التخلي عن أي مجموعة بسبب صعوبة الحصول عليها». وعن أمنيته فيما يتعلق بهذه الهواية يوضح قائلاً: «أتمنى أن تكون هناك جمعية خاصة تضم هواة جمع العملات، مما يسهم في تطور هذه الهواية، ويسهل تنظيم الجمع وتأمين نقص المجموعات من خلال عملية المبادلة أو الشراء». تاريخ العملات لم يكن لدى القدماء نظام نقود كالذي نعرفه اليوم. ولكن لكي يحصلوا على ما يحتاجونه، فقد استخدموا نظام المقايضة كنظام تجاري. وبمرور الوقت عرف الناس أنه بمقدور كل شخص أن يشتري سلعاً معينة في مقابل سلعة أو خدمة. شملت هذه السلع: الحيوانات، والأبقار، والقماش، والملح، والمصنوعات الذهبية أو الفضية. ثم بدأ الناس استعمال تلك السلع وسيلة للتبادل كما نستعمل النقود اليوم. وكانت أول العملات التي سُكَّت، في القرن السابع قبل الميلاد وكان ذلك في ليديا، وهي بلد تقع الآن غرب تركيا. ويعتقد كثير من المؤرخين أن العملات اخترعت كذلك بطريقة مستقلة في الصين والهند القديمة، وكانت مقتصرة على العملات المعدنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©