الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاهرة 30» يحتضن تحفاً يعود تاريخها إلى قرن مضى

«القاهرة 30» يحتضن تحفاً يعود تاريخها إلى قرن مضى
28 مايو 2010 22:25
عازف الناي المصري سمير فؤاد (65 سنة) وقع في غرام كل ماهو قديم واستطاع أن يعيد الماضي الجميل بعد أن احترف جمع وشراء وبيع التحف والانتيكات القديمة النادرة التي يفوح منها عبق التاريخ وتعود إلى أكثر من قرن مضى ولم يكتف بذلك بل خصص معرضاً ضخماً لها يحمل اسم “القاهرة 30” الذي استوحاه من رواية الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ “القاهرة الجديدة” التي تحولت إلى فيلم سينمائي. وللناس فيما يعشقون مذاهب مقولة شهيرة ربما تنطبق على الكثير من هواة جمع الأشياء القديمة والنادرة بدافع التميز والولع والمتعة تارة وبدافع الاختلاف والرفاهية تارة أخرى. إلى ذلك، يقول سمير فؤاد “نشأت في عائلة فنية غرست في حب الموسيقى والتعلق بها وكنت ألاحظ والدي جيداً وهو يعزف على الناي فتخرج أجمل النغمات شيئاً فشيئاً بدأت في تقليده وحرصت الأسرة على أن تجعل حياتي كلها موسيقية فكانت الهدايا التي تقدم لي آلات موسيقية وحرصت على صقل موهبتي بالدراسة الأكاديمية فالتحقت بمعهد الموسيقى وحصلت منه على البكالوريوس”. اعتزال مبكر يقول فؤاد “بدأت شهرتي تزداد شيئاً فشيئاً بعد أن تخصصت في عزف الناي وانضممت لبعض الفرق الموسيقية التي أحيت العديد من الحفلات في مختلف المناسبات ومنها أضواء المدينة وكنت احرص قبل أن تبدأ الفرقة برنامجها الفني على التأمل في أي قطعة أثرية أو تحفة نادرة تقع عليها عيني داخل القصور أو الفلل أو المسارح التي كانت الفرقة تحيي حفلاتها بها ومن هنا بدأت أتعلق بالتحف والانتيكات”. ويضيف “رغم الشهرة التي حققتها من خلال عملي كعازف ناي وتنفيذ الموسيقى التصويرية لبعض المسلسلات والأفلام السينمائية فإنني قررت الاعتزال في الستينيات واتجهت لعالم التحف والانتيكات وبدأت أجمع كل ما هو قديم واحتفظ به في منزلي وبعد سنوات قليلة افتتحت معرضاً بالقاهرة أطلقت عليه اسم”القاهرة 30” مستوحى من رواية الأديب الراحل نجيب محفوظ التي تحولت إلى فيلم سينمائي وكنت أحرص في البداية على جمع الآلات القديمة مثل الراديو والجرامافون اليدوي والآلات الموسيقية مثل الناي والقانون والجيتار لعشقي الشديد لها وحتى أكون مختلفاً عن الآخرين من محترفي هذا المجال بالإضافة إلى إقبال الكثيرين على شرائها واقتنائها، وبعضها يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الـ 19 وقد اكتسبت خبرة كبيرة من شخص يدعى علوي فريد كان من أشهر المتخصصين في جمع التحف والانتيكات في ذلك الوقت حيث تعرفت منه على مصادر الحصول عليها وتقدير قيمتها وطريقة استخدامها وترميمها خاصة أن معظم الأشياء التي اشتريها معطلة ومتهالكة لهذا أنشأت ورشة ملحقة بالمعرض لترميم وإصلاح الأجهزة المعطوبة وإعادتها إلى حالتها الأولى وتضم الورشة كافة قطع الغيار اللازمة لإصلاح هذه الأجهزة”. عن المصادر والأماكن التي يحصل منها على هذه المقتنيات، يقول فؤاد”معظم التحف والانتيكات اشتريها عن طريق المزادات أو إعلانات الصحف والشوارع أو عن طريق أصحابها الذين يترددون إلى المعرض لبيع بعض المقتنيات لديهم”. ويضيف “بالرغم من التطور التكنولوجي المذهل الذي يشهده العصر الحديث في كافة مناحي الحياة فإن الكثير من فئات المجتمع لديها ولع باقتناء بعض الأشياء الكلاسيكية القديمة ومنهم الفنانون محمود عبدالعزيز و سهير المرشدي ومحمد الحلو الذين يداومون من آن لآخر على زيارة المعرض للإطلاع على الغريب والمثير من أجهزة الجرامافون لشرائها ومن فرط عشق المطرب محمد الحلو للجرامافون قام بطبعه بجانب صورته ووضعه على غلاف احد ألبوماته الغنائية كما يحرص بعض السائحين العرب والأجانب على زيارة المعرض وشراء ما يستهويهم من محتوياته”. ويقول “بالرغم من عدم حظر بيع أي من محتويات المعرض لمن يرغب في ذلك فإنني احتفظ ببعض الآلات الموسيقية لنفسي مثل القانون والناي والارغون وأرفض التفريط فيها سواء بالإهداء أو البيع مهما عرض عليّ فيها من مقابل لأنني موسيقي سابق وأعلم قيمة أي آلة من هذه الآلات. ويضيف “إلى جانب نشــاطي في مجال شراء وبيع وإصلاح المقتنيات القديمة ألبي طلبات قطاعات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني من التحف والانتيكات مثل ساعات الحائط والجرامافون والتابلوهات والزهريات للاستعانة بها في ديكور أي عمل فني لإبراز فترة زمنية معينة”. ثروة تراثية يقول مقتني الأنتيكات سمير فؤاد “بمرور الوقت صارت لدي ثروة تراثية لا تقدر بثمن تصل إلى أكثر من 3 آلاف جرامافون وراديو كبير وصغير ونحو 1500 اسطوانة للمطربين القدامى أمثال منيرة المهدية وصالح عبدالحي وفريد الأطرش وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وأجهزة الجرامافون يتم تشغيلها بـ “الزمبلك” من دون كهرباء وظلت تستخدم حتى عام 1930”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©