الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

انطلاق مهرجان الشارقة الدولي لفن العرائس والدمى

انطلاق مهرجان الشارقة الدولي لفن العرائس والدمى
2 ابريل 2011 21:18
انطلقت مساء أمس الأول في معهد الشارقة للفنون المسرحية، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الشارقة الدولي لفن العرائس والدمى الذي يستمر حتى مساء الخميس المقبل مشتملاً على عروض في مسرح الدمى والعرائس وندوات وورش عمل. وقال محمد حمدان بن جرش مدير عام مسارح الشارقة في كلمته الافتتاحية للمهرجان”إن من أهداف هذا المهرجان تسليط الضوء على دوره في العملية التربوية التي تعزز من قدرات الطفل الاستيعابية وتنمّي خياله” موضحاً أن فعاليات هذا المهرجان سوف تتوزع على كافة المنطقة الشرقية لإماراة الشارقة فضلًا عن مدينة الشارقة معتبراً هذه الدورة بأنها تمهيدية للدورات اللاحقة. ثم قدمت مجموعة كرنفال الفرح أغنية ترحيبية تراثية من الإمارات ارتدى خلالها المشاركون دمى تمثل رجالاً ونساء بملابس تقليدية إماراتية وغير تقليدية وكذلك دمى لحيوانات أليفة مثل القط والغزال وسواهما. تلا ذلك عرض مسرحية “البطاريق ورجل الثلج” لفرقة مسرح الطفل للعرائس السورية من تأليف عاصم الخيال وإخراج مأمون الفرخ وتأليف موسيقي لأيمن زرقان وتمثيل جمال نصّار وإبراهيم عيسى وعدد من لاعبي العرائس. بدأ العرض بمقدمة موسيقية راقصة، ثم قام الممثل من بين جمهور الأطفال وأهاليهم داعياً إياهم إلى التصفيق معه فيما يرتدي ملابس صياد ويحمل بارودة، ولما سأل الأطفال من الجمهور عن مهنته قالوا له: أنت صيّاد. فأوضح لهم أنه من القطب الشمالي ويرتدي الملابس التي يرتديها أهل المكان ويعتاش مثل غيره على الصيد. ثم بدأ يروي لهم قصة أخبره بها جدّه العجوز ذات يوم عن رجل الثلج الذي فقد أنفه الجميل فيما كان مستغرقاً في النوم، وعندما يأتي إليه أصدقاؤه البطاريق للعب معه صباحاً يكتشفون الأمر فيبدأون بالبحث عن الأنف المفقود دون جدوى. وكان لافتاً أن العربية الفصحى قد جعلت من العمل قريباً إلى وجدان الأطفال ومخيلاتهم حيث تفاعلوا مع الراوي ومع الحكاية وصفقوا مع الموسيقى وتمايلوا بأجسادهم الغضة، أيضا كانت الجمل التي ينطق بها الراوي والشخصيات الأخرى من الحيوانات التي صارت قريبة إلى قلوب الأطفال تعتمد على الانتهاء بكلمات ذات وزن صرفي واحد فضلاً عن قِصَر هذه الجمل ما أبقى الحكاية جاذبة لأذن الطفل وعينه باتجاه المشهد المسرحي وتفاصيل الحكاية والتفاعل معها ومع شخصياتها كلما طلب منهم الراوي ذلك. وبالتأكيد فقد انتهت الحكاية بالعثور على أنف رجل الثلج وعودة البطاريق والأطفال المتفرجين إلى اللهو معه من جديد. ويمثل ما سبقت الإشارة إليه بعضاً من شروط أي عمل ينتمي إلى مسرح العرائس والدمى، حيث استطاعت الفرقة السورية استكمال شروط العرض ما جعل “البطاريق ورجل الثلج” مسرحية ناجحة بحسب ردود فعل الأطفال، غير أن ما كان حاسماً في الأمر على ما بدا هو اللغة التي كانت تخاطب بها المسرحية جمهورها من الأطفال. ولعل موضوع المسرحية الذي يتعلق ببيئة القطب الشمالي يطرح أكثر من سؤال من نوع: إلى أي حدّ ينبغي في مسرح العرائس والدمى تقديم البيئة المحلية فقط؟ وإذا كانت هذه المسرحية مكتملة الشروط الفنية فهل يعتبر غياب البيئة المحلية نقيصة؟ وإذا افترضنا أن عناصر البيئة المحلية قد حضرت على الخشبة بشخصياتها وشخصية المكان وكانت ناجحة أيضا، فهل يمنحها هذا الأفضلية على سواها من المسرحيات التي لم تتخذ من البيئة المحلية موضوعا لها؟ فما هي الحال إنْ كانت المسرحية التي ابتعدت عن أجواء البيئة المحلية اكثر اكتمالًا وجذباً لجمهورها من الأخرى؟ الحال، أن الإجابة عن هذه الأسئلة هي من شأن أهل الاختصاص في هذا النوع من المسرح، لكن من الواضح أنه ما من معيار أو شرط مسبق لذلك، ما دامت المسرحية قادرة على جعْل الأطفال يتفاعلون معها ومع حكايتها ويصبحون جزءاً من نسيجها، ما يعني أنها مسرحية ناجحة سواء أكانت تنتمي إلى بيئة محلية أو حتى بيئة غير موجودة أصلا وتمّ اختراعها من خيال الكاتب فحسب. وكانت الكلمة الافتتاحية لمحمد حمدان بن جرش مسبوقة بموسيقى كرنفالية وبالعرض الإيطالي “كان هناك طائر” من إخراج ألبرت باكنوا وهو عرض تفاعلي للأطفال من سن السادسة وحتى العاشرة. كما تحتوي صالة معهد الشارقة للفنون المسرحية على معرض للدمى والعرائس والخشبية وتلك التي من قماش أو صوف أو سواها، وتمثّل في أغلبها شخصيات شعبية وأخرى مأخوذة من الحكايا الشعبية الموروثة أو حتى من حكايا عالمية، تُبرز جميعاً مدى الصعوبة التي يواجهها محرّكو العرائس أثناء العرض لإقناع الأطفال بأنها شخصيات من لحم ودم وتثير التعاطف أيضا. فعاليات اليوم تقام في معهد الشارقة للفنون المسرحية عند الحادية عشرة صباحاً ورشة صناعة الدمى الورقية - إيطاليا. وفي الواحدة ظهراً ندوة حول مقومات فن العرائس والدمى - سوريا. وفي الخامسة مساء عرض مسرحية فيكابوندو من فرنسا، تليها ورشة عمل حول المسرحية وتقنيات العرض في مسرح العرائس والدمى.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©