الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انطلاق مفاوضات مناخية في بانكوك وسط تحذيرات من نفاد الوقت

انطلاق مفاوضات مناخية في بانكوك وسط تحذيرات من نفاد الوقت
28 سبتمبر 2009 23:52
انطلقت محادثات الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ في بانكوك أمس وسط تأكيد بأن الوقت ينفد بسرعة للانتهاء من إعداد «اتفاق جديد خاص بالمناخ» للتوقيع عليه في كوبنهاجن خلال قمة المناخ في ديسمبر المقبل. وقال أيفو دي بوير السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «الوقت ليس ضاغطاً؛ إنه نفد تقريباً»، وتجمع نحو 4000 من المشاركين والمراقبين في بانكوك لحضور اجتماعات تستغرق أسبوعين تستهدف الانتهاء من النص التفاوضي لاتفاق المناخ القادم الذي سيتم بحثه في الاجتماع الدولي للمناخ في كوبنهاجن. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك الاجتماع ليس على مستوى وزاري لذلك من غير المتوقع اتخاذ قرارات هامة بشأن القضايا الحساسة المتعلقة بالالتزام الحكومي تجاه أهداف تخفيض الانبعاثات أو تمويل مشروعات مكافحة التغير المناخي في العالم النامي. ضيق الوقت من جانبه قال رئيس الوزراء التايلاندي ابيسيت فيجاجيفا للمفاوضين إن «أبناءنا وأحفادنا لن يسامحونا أبداً ما لم نتخذ قرارات والوقت أصبح ضيقاً»، وأضاف «بقي علينا الكثير ولنستخدم هذين الأسبوعين في بانكوك لضمان مستقبلنا». وقال دي بوير «نصل الى بانكوك مع 280 صفحة من النصوص على ما أعتقد وسيكون عملياً من المستحيل العمل مع هذه النصوص»، وأضاف «أمامنا 16 يوماً من المفاوضات قبل (مؤتمر) كوبنهاجن، وبالتالي فإن الوقت محدود وعلينا الوصول إلى نتيجة». وستتواصل المفاوضات في بانكوك حتى التاسع من اكتوبر المقبل قبل الدورة الاخيرة من ماراثون مفاوضات المناخ التي ستعقد في برشلونة من الثاني الى السادس من تشرين نوفمبر 2009. كما قالت كايسا كوسونين المكلفة شؤون المناخ في منظمة «جرينبيس» ان «الحكومات يجب ان تصل الى بانكوك وهي مستعدة للتحرك (...) لتطبيق بعض ما ورد في خطابات قادة العالم في الامم المتحدة». وستكون الولايات المتحدة أيضا محط أنظار الجميع إذ ان القانون المتعلق بمكافحة ارتفاع حرارة الأرض الذي كان يؤمل في إقراره قبل مؤتمر كوبنهاجن، لن يعتمد قبل 2010. وقال انطونيو هيل مسؤول المناخ في منظمة اوكسفام انترناشيونال «إما أن تبذل الولايات المتحدة جهدا أو يمكن ان يؤدي أسبوعا بانكوك إلى فشل قاتل في كوبنهاجن». اتفاق مبسط وتستهدف محادثات بانكوك بالأساس تبسيط مشروع الاتفاق المكون من 280 صفحة لكوبنهاجن إلى أقل من 40 صفحة، وقال دي بوير «إن الأمر الأساسي يتمثل في التأكد من أننا توصلنا لتفاهم في نهاية هذه الجلسة حول كيفية تفعيل اتفاقية كوبنهاجن وما أتمنى حدوثه هو رؤية صورة أوضح لخطوط اتفاقية كوبنهاجن». ومن المتوقع أن يكون النص الختامي في جلسة بانكوك مبسطاً وقائماً على الأفعال ومقبولاً سياسياً لجميع الاطراف التي تشمل مايقرب من 177 طرفا في المباحثات. وتأتي المحادثات في أعقاب سلسلة من الاجتماعات الدولية بشأن تغير المناخ بالأمم المتحدة في نيـــويـــورك ولمجموعـــة الـ 20 في بتسبرج التي حددت نغمة سياسية إيجابية للتقدم نحو الانتهاء من الاتفاق. وقالت كوني هيدجارد وزيرة المناخ والطاقة الدنماركية في خطابها الافتتاحي «مهمتكم الان وعلى مدى الاسبوعين القادمين هي الانخراط في حالة من التفاوض الكامل والبناء على العملية السياسية وتحويل الإرادة السياسية إلى نص». ويرجع التقدم السياسي جزئياً للتغيرات التي شهدتها إدارتا الولايات المتحدة واليابان، حيث أوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما أن التغلب على مشكلة التغير المناخي تمثل إحدى أولويات إدارته على الرغم من الشكوك المحيطة بإمكانية دعم الكونجرس له. ووافقت اليابان تحت إدارة حكومتها الجديدة على تخفيض انبعاثاتها الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2020 لأقل من مستويات التسعينيات أي بارتفاع عن هدفها السابق وهو 8%. وفي حين ان الصين والهند قدمتا التزامات جديدة بشأن خفض الانبعاثات في الاجتماعات الأخيرة فإن مجموعة العشرين فشلت في حمل الدول المتقدمة على الموافقة على تبني اتفاقية تمنح من خلالها الدول المتقدمة 140 مليار دولار سنوياً للدول النامية لمواجهة تغير المناخ والتكيف معه. وقالت هيجارد «أقول بأمانة لقد أصبت بالإحباط من اجتماع مجموعة العشرين الأسبوع الماضي.. لقد فشلت في تقديم خطة مالية لتغير المناخ كما كان يؤمل.الدول الكبرى يتعين أن تثبت أنها جادة؛ نحن بحاجة لبناء هيكل مالي لما بعد 2010». رؤية أوروبية وعلى الرغم من سعادة الاتحاد الأوروبي بالالتزامات التي قدمتها الصين والهند بشأن إبطاء وتيرة نمو انبعاثاتهما من الكربون فهو مازال يتطلع للمزيد في بانكوك، وقال ارتور رونجي-ميتزير المفوض الاوروبي لقضايا التغير المناخي «ما ينقصنا هو معرفة ما هي الاجراءات التي سوف يقترحونها»، وأضاف «إن التمويل هو الشىء الذي يربط كل الامور» حيث أن الدول المتقدمة تريد أن ترى مزيدا من الالتزامات الراسخة من الدول النامية بشأن خفض الانبعاثات قبل أن تلتزم بخطة تمويل من شأنها أن تساعدها في الإيفاء بالتزاماتها. ويتزامن اجتماع بانكوك الذي تتلوه جلسة أخرى بشأن محادثات السلام في برشلونة مع عاصفة استوائية غير مسبوقة في مانيلا قتلت العشرات وشردت 500 ألف نسمة. وقال المدير التنفيذي لجرينبيس في منطقة جنوب شرق آسيا فون هيرناندز «أن الحاجة للاتفاق على اتفاق نزيه وطموح وملزم بالنسبة للمناخ في كوبنهاجن قد تعمقت اكثر هذا الأسبوع حيث أسقطت العاصفة الاستوائية كيتسانا كمية من الأمطار على مانيلا في 6 ساعات تعادل ما كان يسقط في شهر». وأضاف «مع استمرار ارتفاع محصلة القتلى وتشرد أكثر من 500 الف فإن هذا يذكر بأن منطقة جنوب شرق آسيا بين اكثر الاماكن عرضة للخطر واقلها استعدادا للتعامل مع آثار تغير المناخ». توقع ارتفاع حرارة العالم 4 درجات بانكوك (وكالات) - من المتوقع أن ترتفع درجات حرارة الأرض أربع درجات مئوية بحلول منتصف خمسينات القرن الحالي إذا استمرت انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة في الاتجاه الحالي، بحسب دراسة نشرت أمس. ورددت الدراسة التي اعدها مكتب الأرصاد الجوية بمركز هادلي في بريطانيا تقرير الامم المتحدة الاسبوع الماضي والذي وجد ان التغيرات المناخية تتجاوز أسوأ السيناريوهات التي توقعتها اللجنة الحكومية التابعة للامم المتحدة حول تغير المناخ في 2007. وقالت ديبي هيمينج التي شاركت في البحث الذي نشر في بداية مؤتمر تغير المناخ بجامعة اوكسفورد «نتائجنا تظهر نماذج مماثلة (لنماذج اللجنة الحكومية التابعة للامم المتحدة حول تغير المناخ) ولكنها تظهر ايضا امكانية حدوث تغيرات اكثر شدة». واعترف زعماء الدول الرئيسية المتسببة في انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة في يوليو تموز بأن الرؤية العلمية تظهر ان درجات الحرارة يجب الا تتجاوز درجتين فوق مستويات ما قبل الصناعة لتجنب المزيد من التغيرات الخطيرة للمناخ في العالم. وحصلت اللجنة الحكومية التابعة للامم المتحدة حول تغير المناخ على جائزة نوبل للسلام عام 2007 بالمشاركة بسبب تقريرها التقييمي الرابع. وكانت إحدى النتائج أن درجات حرارة الأرض قد تزيد بمقدار اربع درجات مئوية بنهاية الخمسينات. وأكدت دراسة الأمس ان هذا التحذير قد يحدث حتى قبل ذلك بحلول منتصف الخمسينات وتوقعت تأثيرات محلية اكثر شدة. وأشارت الدراسة إلى ان سقوط الأمطار قد ينخفض هذا القرن بمقدار الخمس أو أكثر في جزء من أفريقيا وأميركا الوسطى والبحر المتوسط وساحل استراليا «وقد يكون أكثر حدة على الارجح» من نتائج اللجنة الحكومية التابعة للامم المتحدة حول تغير المناخ في 2007. وقالت هيمينج «البحر المتوسط إشارة واضحة ومتسقة على حدوث جفاف شديد في كل النماذج التي نقوم بها تقريباً»، واضافت ان انخفاضا بنسبة 20 بالمئة أو أكثر في معدل هطول الأمطار «يعني الكثير بالنسبة لاماكن مثل إسبانيا التي تعاني بالفعل من نقص سقوط الأمطار منذ سنوات».
المصدر: بانكوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©