الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد الشمري: ارتطام شقيقي بزجاج السيارة دفعني إلى الابتكار

خالد الشمري: ارتطام شقيقي بزجاج السيارة دفعني إلى الابتكار
28 سبتمبر 2009 23:55
شهور قليلة تفصل خالد الشمري عن سن الثامنة عشرة، تلك السن التي يتاح له فيها تحصيل رخصة قيادة سيارة. لكن وجوده ذات مرة في السيارة مع شقيقه الذي ارتطم وجهه بالزجاج الأمامي نتيجة عدم وضعه لحزام الأمان دفعه للتفكير بوسيلة فعالة تفرض وضع حزام الأمان ولا تترك مجالا للغش في هذا المجال. لعبة أم ابتكار؟ استغرق العمل على مجسّم لكرسي سائق السيارة وحزام الأمان والدينامو (مولّد الكهرباء في السيارة) وناقل الحركة نحو خمسة أشهر، توصل فيها الشمري إلى ربط الثلاث في دائرة كهربائية لا تتواصل إلا بوضع حزام الأمان كي تدور السيارة وتتحرك. لم تتوقع عائلته أن شيئا ما سينتج عن «لعب خالد بكرسي السيارة وناقل الحركة والدينامو» بحسب قوله. ويضيف بصراحة ملفتة: «ربما لأنني لست فالحا في دراستي أبدا، ساد الاعتقاد بأن ما أقوم به ليس سوى لعبة جديدة أتسلى بها وسوف يمضي بعض الوقت وأنساها». هذا الاعتقاد لم يمنع والده من دعمه ماديا كي يشتري مستلزمات «اللعبة- الهواية» المستجدة لديه، وبلغت كلفتها نحو 5 آلاف درهم». دافع أساسي اتجه الشمري نحو تحقيق اختراعه معتمدا على اعتياد العديد من أفراد عائلته على القيادة بسرعة وتعرض عدد منهم لحوادث كادت تكون قاتلة، ومنها حادث شقيقه سلطان، وكان معه داخل السيارة، نائما في الخلف. يقول في ذلك: «كاد الحادث أن يكون مميتا لأن شقيقي لم يكن يضع حزام الأمان فارتطم وجهه بزجاج السيارة وصدره بالمقود. الحمد لله أنه لم يصب بأذى كبير، ولكن ذلك كان الدافع الرئيس لي وجعلني أفكر بالعديد من أصدقائي وأفراد عائلتي الذين لا يحبون وضع حزام الأمان أبدا، ويقودون سياراتهم من دونه، وهذا خطر جدا خصوصا في الطرقات التي يسرع فيها المرء دون حسيب أو رقيب، وأقصد بها مثالا الطرقات الفارغة في العين حيث أقيم مع العائلة، فهناك شباب يمارسون هواية قيادة السيارات بسرعة قصوى في الطرقات الكبيرة الفارغة، وكل ذلك من دون تثبيت حزام الأمان». انطلاقة العمل يشير الشمري إلى أنه اشترى أولا كرسي سيارة وعاونه العاملون في شركة والده للمقاولات في تثبيتها وتثبيت حزام الأمان، واشترى الدينامو والبطارية وناقل الحركة، وبدأ العمل، بعض الإصابات الطفيفة جراء التقاط أصابعه للكهرباء ومحاولات اتسم بعضها بالفشل إلى أن توصل إلى تمديد شرائط كهربائية في قاعدة حزام الأمان وأخرى في بكرة الحزام عينه، وبما أن الدائرة الكهربائية لا تسير إلا في حال اتصال الشريطين، أي عبر اكتمال الدائرة، تمكن الشمري من الحؤول دون دوران المحرك إلا بوضع حزام الأمان، ومن ثم عمل على ناقل الحركة الذي لا يمكن تحريكه أيضا إلا وحزام الأمان قد ثبت تماما». يوضح قائلا: «ليس من السهل اللعب بشرائط الكهرباء هذه لأن تمديداتها دقيقة وتحتاج إلى عملية صعبة لتفكيكها، ويأتي الشريط داخل قاعدة الحزام من جهة وبكلة الحزام من جهة ثانية، بشكل مخفي». ومن خلال خبرته بأهواء الناس الرافضين لوضع حزام الأمان، يشير الشمري إلى أن السيارة لا تنطفئ إلا بعد حلّ الحزام. أي أن عملية ربط وحل الحزام بشكل متكرر ستجعل هؤلاء يلجؤون لاستخدامه وفق مواصفاته وغاياته الأساسية وبالتالي لن يغشوا في استخدام حزام الأمان». مشاريع وهوايات لا يقف اختراع الشمري عند هذا الحد، فثمة مشروع يود متابعته إنما يحتاج إلى الدعم لتنفيذه، فالوسائل التي يمتلكها لا تكفي وهو يحتاج إلى سيارة كاملة للعمل على مشروعه. يقول موضحا فكرة المشروع: «اختراعي الثاني هو مشروع تطويري للأول، وهو السعي لجعل محرّك السيارة ينطفئ بعد دقيقتين من استخدام العدّاد، وثمة تنبيه للسائق بأن المحرّك سينطفئ قبل هاتين الدقيقتين وخلالهما. وهذا كفيل أيضا بعدم حلّ حزام الأمان خلال قيادة السيارة». يبتسم مشيرا إلى إحدى النوادر التي تعرض لها بعد شيوع الخبر عن اختراعه -(من خلال قيادة الشرطة في أبوظبي والإعلام الأمني في وزارة الداخلية)- إذ اتصل به العديد من الأصحاب شاتمين له بمرح ومزاح بسبب اختراعه لأنهم لا يحبون وضع حزام الأمان الذي قد ينقذ حياتهم في حال تعرضهم لحادث. وقال له أحد أصحابه: «لماذا لا تخترع كاتما لصوت الموتور الكبير الذي توقفنا من جرائه الشرطة لأنه ممنوع!». لدى الشمري الكثير من الهوايات كركوب البحر والتزلج على المنحدرات ولعب الهوكي وركوب الخيل والدراجات.. ويعتقد أنه حين يقود سيارة سيكون مثل أفراد عائلته «مسرعا» لكن سيربط حزام الأمان ولا يستهتر به بذريعة «خنق الصدر وعدم تجعيد الكندورة»! وفي ذلك مثل يردده: «تعفس كندورتك ولا تضيّع حياتك؟».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©