الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الماعون!

29 سبتمبر 2009 00:00
رحل رمضان على عجل، وانقضت إجازة العيد، وعُدنا من حيث كُنا، أو"عادت ريمه لعاداتها وسوالفها القديمة"، كما يقولون !،والبعض الآخر، لا يزال يعيش أجواءه الروحانية، مُتلمسا ً بركاته، ونفحاته، بإقبال أكبر على أداء فروضه، وطقوسه الإيمانية، من عبادات، وفعل الخيرات، ومن تحر ٍ للحلال، والحرام في كل صغيرة وكبيرة !. من الأمور التي لا يراها البعض ذات أهمية، والتي قد يكون أحيانا ً آثما ً عليها، سواء ً بلا قصد، أو إستسهالا ً منه، أوعن عمد، وهي مسألة مصادرة ، أوالتحفظ على الأطباق، والأواني الواردة من الصحب، والجيران !. ينتهي رمضان دون أن يُكلّف البعض منا نفسه، بنظرة تفقدية خاطفة للمطبخ، لحصر لما هو موجود من صحون، وقدور زائدة، أو غريبة، أرسلوها يوما ً أصحابها حبا ً، وكرامة، وتقديراً منهم لنا في الشهر الفضيل، أو حتى في غيره من الشهور. واللائمة هنا تقع على عاتق المرأة، أو ربة البيت، فالرجال لا يلامون في مثل تلك الأمور، هذا إذا ما علمنا أنّ بعض الأ ُسر، تخصص ميزانية ضخمة مستقلة، في كل عام، فقط لشراء أوان ٍ منزلية خصيصا ً للشهر الفضيل، وما أن ينتهي الشهر، حتى لا تجد منها شيئا ً !. المسألة ليست "ضُواقة عين"، بقدر ما هي مسألة أصول، وذوق يجب أن نتحلى به كمسلمين، يتحرون الحلال والحرام، في أبسط أمور حياتهم، ومنها ما يدخل في ذمتهم من ممتلكات الغير وهم غافلون ! . فكم من "طقم" فاخر للسفرة بقي ناقصا ً، جراء خروج قطعة من مجموعته، ولم تعُد، بسبب تحفظ المرسلة له عليها !، وكم من قطعة نادرة قلما تجد مثيلها، تحطمت بسبب تهاون البعض بقيمتها الفنيّة، فقد لا يصدق البعض، بأن عملية تأثيث المطبخ، من أدوات، وأطقم سفرة وخلافه، قد يستغرق من البعض سنينا ً متراكمة، هي حصيلة تجوال طويل ما بين البلدان، لإنتقاء المميز، والنادر منها، فعملية شراء الأواني المنزلية، في غاية الدقة والحساسية، تحكمها الذائقة الشخصية لتلك الأمور، وذوق ومزاجية خاصة، أوروح الشخص نفسه، لذا فلا عجب من أن نجد بعضاً منها يُوَرّث كأيّ إرث مجموع للعائلة، قد يتنافس عليها الورثة لإنتقاءها !. أمّا من القصص الطريفة التي مرت بي في مسألة المواعين والصحون، والتي تعلمت منها درسا ً لن أنساه طيلة حياتي، ذات يوم قمت بإعداد وجبة غداء لعائلة، بطلب من "عباس"، فكانت زوجة صديقه في فترة النِفاس، فقمت بإعداد مائدة غداء، وقدمتها، بأفخر، وأجمل ما لديّ من صحون للتقديم، وأرسلناها لهم، المهم .. خطف الأسبوع الثاني على الوليمة، ولم تعد صحوني الغالية، فأخبرت " عباس" بالتحري عن الموضوع، بطريقته الدبلوماسية، فأخبر صديقه، بأننا نقدّر تعب زوجتة النفساء المصون، وحالتها الصحية، فسنرسل السائق لأخذ الصحون خالية إذا أمكن، ولا حرج عليكم، فأجابه : " والله المدام أعجبتها صحونكم كثيرا ً وقامت بمصادرتها، وقالت : بصراحة ما في أحلى من هذه الهدية للمولود الجديد "!. فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©