السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الرباعي» لقطر: الأزمة لن تنتهي إلا بوقف دعم الإرهاب والتخلي عن السياسات الحالية

«الرباعي» لقطر: الأزمة لن تنتهي إلا بوقف دعم الإرهاب والتخلي عن السياسات الحالية
24 ابريل 2018 23:52
دينا محمود (لندن) وجهت الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) رسالةً شديدة اللهجة إلى النظام القطري عبر صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أكدت فيها أن الإجراءات الصارمة المطبقة بحقه في الوقت الحاضر لن ينتهي سريانها، إلا بعد أن يتخلى عن سياساته الحالية التي تشجع الإرهاب وجماعاته في المنطقة، ويُسخِّر من خلالها وسائل إعلامه لخدمة هذه التنظيمات المشبوهة التي تهدد دول الجوار. وفي رسالةٍ نشرتها الصحيفة بتوقيع سفراء دول «الرباعي» في لندن، فندت البلدان المقاطعة للدوحة، ما زعمته افتتاحيةٌ لـ«فايننشيال تايمز» نُشرت يوم الجمعة الماضي من أن الإجراءات المتخذة ضد «نظام الحمدين» تستهدف تحويل قطر إلى «دولة تابعة». وأكد «الرباعي» أن الهدف من تلك التدابير يتمثل في حمل هذا النظام على الانضمام إلى الحرب ضد الإرهاب، وذلك في إشارةٍ واضحة إلى مواصلة السلطات القطرية سياساتها الداعمة للجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الرسالة -التي وقعها كلٌ من سفير الدولة لدى المملكة المتحدة سليمان حامد سالم المزروعي ونظراؤه؛ السعودي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود والمصري ناصر كامل والبحريني الشيخ فواز بن محمد آل خليفة- إنه «ما من رغبةٍ لدى حكومات (الرباعي العربي) لتحويل قطر إلى «‏دولة تابعة»‏.. ولكننا نتوقع أن تلتزم قطر بالمعايير الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب». وضربت الرسالة مثالاً صارخاً على التناقض بين أقوال النظام الحاكم في قطر وأفعاله في هذا الصدد، عبر الإشارة إلى حضور رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني عرساً أقامه أحد كبار ممولي الإرهاب في العالم، بعد يومين فحسب مما زعمه الشيخ تميم بن حمد أمير الدويلة المعزولة أمام وسائل الإعلام الدولية -عقب لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحادي عشر من الشهر الجاري- من أن بلاده «لا تتسامح مع ممولي الإرهاب ومناصريه». وقالت الرسالة إن عبد الرحمن النعيمي، الذي حضر رئيس الحكومة القطرية عرس نجله في الدوحة، «مُصنفٌ دولياً على أنه ممولٌ للإرهاب». وأبرزت ما ورد بشأنه في سجلات وزارة الخزانة الأميركية من أنه «أشرف على نقل مليونيْ دولار شهرياً» إلى فرع تنظيم «القاعدة» الإرهابي في العراق. وأشارت «دول الرباعي» إلى أن هذا الرجل ليس سوى نموذج للعديد من ممولي التنظيمات الإرهابية الذين يحظون بدعم الدوحة، قائلةً في رسالتها إن النعيمي «واحدٌ من الكثير من جامعي التبرعات للإرهابيين، ممن يعملون انطلاقاً من قطر، وينعمون بحصانةٍ تُمَكِنُهم من الإفلات من العقاب». واعتبرت الرسالة -التي أبرزتها «فايننشيال تايمز»- أن حالة النعيمي تشكل «نموذجاً للدعم المنهجي الذي يقدمه هذا البلد (قطر) للإرهابيين». واتهمت دول الرباعي النظام القطري بالإحجام عن اتخاذ خطواتٍ عملية لتحسين علاقاته بالدول المجاورة له، قائلة إنه «بعيداً عن السعي لتحقيق ذلك.. تستخدم قطر شبكاتها الإعلامية لدعم أفعال الإرهابيين في مختلف أنحاء المنطقة، والترويج لهذه الأفعال أيضاً»، وذلك في إيماءةٍ لا تخفى إلى ما تقوم به قناة «الجزيرة» ومثيلاتها من وسائل الإعلام التابعة للدوحة، من إفساح المجال لقيادات التنظيمات الإرهابية لنشر أفكارهم المتطرفة والدفاع عنها. وقالت الرسالة إن من بين الأمثلة الفاضحة أكثر من غيرها على ذلك؛ بث النداءات التي تطلقها الميليشيات الحوثية لشن هجماتٍ على المملكة العربية السعودية. كما فضحت رسالة «الرباعي» الازدواجية التي تحكم تصرفات «نظام الحمدين» المُهيمن على الحكم في الدوحة، بهدف الإمعان في خداع المجتمع الدولي والتظاهر بعدم ضلوعه في تمويل التنظيمات الإرهابية ودعمها، مُؤكدةً في هذا الخصوص أن «قطر تقول شيئاً للجمهور الغربي، بينما تفعل شيئاً آخر على أرض الواقع». وفي ختام الرسالة، دعت الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب نظام تميم بن حمد إلى إحداث تغييرٍ حقيقي في سياساته، لا العمل على إطلاق حملاتٍ دعائيةٍ تستهدف تبييض سجلاته السوداء، مُشددةً على أن انتهاء الأزمة الحالية رهنٌ بحدوث ذلك على أرض الواقع، إذ قال «الرباعي» في هذا الشأن إنه «ينبغي على قطر -بدلاً من التركيز على حملات العلاقات العامة- تغيير سلوكها بحق، ومن ثم ينتهي هذا النزاع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©