الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطريون يؤسسون «ورشة منزلية» لإصلاح دراجات السباقات المائية

قطريون يؤسسون «ورشة منزلية» لإصلاح دراجات السباقات المائية
29 سبتمبر 2009 00:02
آثر مجموعة من الشباب القطريين الاعتماد على أنفسهم، في تذليل الصعاب أمام ممارسة هواياتهم، وهم الذين ملوا وتعبوا من المتاعب والعراقيل الطبيعية والبشرية -المقصودة وغير المقصودة- التي تحول من دون تحقيق رغبتهم في الاستمتاع بأوقاتهم. وهذه الهوايات المحببة لأنفسهم تحتاج إلى جهد ومصروفات كثيرة، لم يجدوا إلا أن يعملوا بأنفسهم اختصاراً للوقت وتوفيراً للمصاريف، وتنمية للقدرات الشخصية وتسخيرها لخدمتهم، وما فعلوه -باختصار- هو افتتاح ورشة لهم لتصليح آلياتهم ودراجاتهم الخاصة بالسباقات المائية، فهم يشاركون بسباقات ومهرجانات وبطولات كبيرة ويكلفهم تصليح وصيانة مركباتهم الشيء الكثير، كما أن مشقة السفر لتصليح الدراجات ذات الماركات الفريدة التي لا توجد لها وكالات تصليح في الدوحة يجعلهم يخسرون كثيراً. انطلاق الورشة إضافة إلى ذلك فإن التصليح المستمر الذي تحتاجه الدراجات وكثرة الأعطال تجعلهم غير قادرين على العثور على مصلحين مهرة في أي وقت يريدونه أو حينما تقتضي الضرورة، خاصة في الظروف الحالكة والأوقات الضيقة عند قدوم أو اقتراب مواعيد البطولات الدولية التي يشارك فيها أي أحد من الفريق الذي أسسوه، وكل هذه الأمور اجتمعت لتجعلهم يقيمون «ورشة منزلية» خاصة بهم، وذاع صيت هذه الورشة أو الكراج الخاص بهذا الفريق، الذي خرّج أبطالاً في مجالات التزلج والسباقات المائية المحلية والدولية، وكل فرد من الفريق له قصة مختلفة مع التميز والنجاح، وإحراز المراكز المتقدمة. فكرة غير مسبوقة مع مرور الوقت وقبل أن يقرروا جمع المال لتجهيز الكراج الخاص بهم في بيت أحدهم بالعاصمة القطرية الدوحة أصبحوا مهرة في الإصلاح، وفي تبديل قطع الغيار الضرورية اللازمة، وإجراء الصيانة وتركيب القطع المهمة، وتبديل العدادات أو الأمور اللازمة لكل سباق، حسب معاييره ومواصفاته. والأكثر من ذلك أنهم يعتنون بدراجاتهم ومركباتهم الباهظة الثمن، وفق ما يرضي ضمائرهم، ويسكّن نفوسهم، ويجعلهم يطمئنون على ممتلكاتهم. وقد حازت هذه الفكرة إعجاب الكثيرين ممن عرفوا عن توجه الفريق، وفكرتهم غير المسبوقة. ويشير الشباب القطريون إلى أن «خطوتهم تلك لم تكن مسبوقة، وقد استغرب البعض منها، خاصة وأنهم من مجتمع لم يعتد على أن يفكر الرياضيون الأبطال في الاعتماد على أنفسهم في فتح ورش خاصة بهم، كي يسلموا من الغلاء، ويكسبوا الوقت المهدور في انتظار الوكالات أو المصلحين أو الفنيين. كما أنهم يرغبون في إيجاد متنفس لهم في متابعة شؤون مركباتهم الخاصة، ويواكبون التجديد في تركيب القطع الجديدة، ويجرون الصيانة لها». وأضافوا قائلين: «أننا سعداء بنجاح تجربتنا الفريدة من نوعها». نواة النجاح أشار أعضاء الفريق في معرض حديثهم إلى أنهم «راضون عن هذا التوجه»، مشيرين إلى أنهم «نجحوا في مشروعهم الذي أخذوا على عاتقهم الشخصي إنجاحه مقدرين أهمية التكاتف، وتوافر روح العمل الجماعي والتعاون التي جعلت نجاحاتهم تتوالى، فقد عملوا على إنشاء كراج لهم كي لا تظهر عوائق أمام طموحاتهم في تحقيق انتصارات رياضية وإحراز البطولات». وأفادوا أنهم في السابق «كانوا يتعرضون للتأخير، ويدفعون أجوراً غالية في إصلاح الأعطال، ولكنهم تعلموا الصيانة مع مرور الأيام، وباتوا ملمين بالفك والتركيب، مثل إلمامهم بقيادة المركبات بكل براعة وبسالة». لم يغفل فريق الشباب المناضل في سبيل تحقيق أمنياتهم في التنويه بأنهم «يتخذون من كراجهم مكاناً للقاءاتهم في أوقات فراغهم، وبعد أوقات العمل وانتهاء الدوام، لأن المكان يحوي ذكريات جميلة لتجمّع الفريق، علاوة على احتوائه أوسمة وكؤوس الفريق، والبطولات التي يحققها أي فرد منهم». وفي حقيقة الأمر أصبح هذا المشروع نواة للنجاحات المتكررة، وأساساً لإحراز المراكز المتقدمة وتحقيق أفضل النتائج، مما اثار دهشة كل من حولهم. وأصبح الشبان يغبطونهم على نجاحاتهم لأنهم حققوا النصر على الظروف الصعبة، وتغلبوا على كل الصعاب في سبيل تحقيق المجد، ولم يضع تعبهم وسهرهم في تأسيس هذا المشروع هدراً، بل إنه أثمر النجاحات وجعل المناقب والمآثر تصحبهم في مشوارهم ومشروعهم الرياضي والشبابي.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©