الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوق حدود الخيال

فوق حدود الخيال
29 سبتمبر 2009 00:04
تخيلوا: ليلى وبعد أن تصل إلى بيت جدتها، وتكتشف أنَّ الذئب أكل الجدة (الحزلوطة) فتصرخ وتستغيث، فلا يسمعها أحد، بينما يكون والد ليلى منهمكاً في متابعة صفحات (الحنتش بنتش )على الانترنت. فيقوم الذئب بأكل ليلى هنيئاً مريئاً. تخيلوا: سندريلا، حين يأتي الأمير لقياس فردة الحذا على قدمها، يكتشف أنَّ قدمها أكبر بثلاثة نمر من النمرة المطلوبة، لأن زوجة أبيها قد ضربتها (فلقة) حامية قبل أن تأتي، بعد أن كسرت صحناً أثناء الجلي. فيطردها الأمير من القصر ويتزوج ابنة زوجة أبيها الشريرة. تخيلوا: اللص الظريف أرسين لوبين، وبعد أن يعطل أجهزة الإنذار، ويدخل إلى خزنة المليونير، ينحبس في الخزنة التي تغلق اتوماتيكياً، ويموت اختناقاً بعد تناقص الهواء دون أن يستطيع الخروج. تخيلوا: جيمس بوند، وبعد أن يتعارك مع العملاق ذي الأسنان الحديدية في الطائرة، ينجح في قتل العملاق، ويضع الحقيبة على ظهره ويقفز من الطائرة، لكنه يكتشف بعد فوات الأوان بأنه قد (خربط) وقفز بحقيبة الإسعافات الأولية وليس بالمظلة... فيهوي إلى الأرض... ويموت طبعاً. تخيلوا: روبن هود وقد أصيب بسهم مسموم من أول غزواته فانكسرت عصاته..!! وتخيلوا رامي السهام (بل) وقد ولج السهم في قلب طفله بدل التفاحة، والأربعة والأربعين حرامياً وقد ألقوا القبض على علي بابا وشنقوه على باب المغارة، وسندباد البحر وقد قتله القراصنة، وشهريار وقد أصيب بسكتة قلبية ومات ليلة زواجه من شهرزاد. تخيلوا كل تلك الأشياء التي تكسر البداهات التقليدية والمعتاد والمتعارف عليه والتقليدي. تستطيعون فعلا تخيل كل ما ذكر وما لم يذكر، لكنكم لن تستطيعوا، ولن أستطيع إطلاقاً أن نتخيل أننا صرنا نموت عشقاً في السياسة الأميركية بعد عدة اجتماعات، تتخللها بعض المعاتبات والمجاملات بين مفكرين عرب وإسلاميين من جهة، وموظف متقاعد من الخارجية الأميركية. كما لا يمكن أن تتخيلوا أننا قد تجاوزنا خلافاتنا وأنانياتنا، وشرعنا في تحقيق نوع من التضامن العربي على الأرض وليس من خلال الاجتماعات والتصريحات الرنانة، وبدأنا في وضع مشروع حقيقي ومبرمج للعملة العربية الموحدة، وبناء لجنة تحكيم دائمة لفض الخلافات بين الدول العربية قبل ان تصل إلى المذيعين المتحمسين للتنابذ بالألقاب. وتخيلوا أن موقفنا في الحرب والسلم والمفاوضات هو موقف واحد موحد، وإننا نخاطب العالم بلغة موحدة ونزعل موحدين ونرضى موحدين. قلت لكم: تخيلوا.. فقط تخيلوا!!!!!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©