الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإحسان أساس السعادة والحب والإخلاص بين الناس

28 مايو 2017 19:56
القاهرة (الاتحاد) من صور التسامح في الإسلام الإحسان، وهو المعاملة الحسنة والسلوك الكريم، والمشاركة الوجدانية، وحسن الخُلق، والعفو والاحترام المتبادل بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهو أفضل من الإنصاف، وتفوق أهميته في حياة المجتمع أهمية العدل، فإن كان العدل يقي المجتمع الآلام والأحقاد والمرارات، فإن الإحسان يخلق فيه الأفراح، والسعادة، والحب، والتعاطف، والمودة، والإيثار، والإخلاص، وحب الخير، ويثري المجتمع بالخيرات وينميها فيه. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: فسر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الإحسان لجبريل عليه السلام بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، أي أن يستحضر الإنسان مراقبة الله له في كل شيء يتعلق بالمعاملات مع الناس، وفي عبادته لله عز وجل فيؤديها على أحسن وجه وكأن الله تعالى سيحاسبه في العاجل عليها، ومن سماحة الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط الإحسان بعبادة الله لما لها من مكانة عظيمة في دين الله، بحيث تعتبر أسمى غاية خُلق الإنسان من أجلها، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، «سورة الذاريات: الآية 56»، وبما أن العبادة بهذه الأهمية، فإن إعطاءها حقها اللازم من الإحسان والإجادة يعد شرطاً أساسياً لقبولها وتحصيل الأجر الأوفر عليها، ويقول الله تعالى: (... وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة البقرة: الآية 195». والإحسان نوعان: عبادة الله، والقيام بحقوق خلقه، فأما الأول فيتحقق في عبادة الله خوفاً منه وهرباً إليه، ولا يتأتى ذلك إلا باجتناب ما نهى عنه والإقبال على طاعته، وأن يحسن الإنسان في الطاعات بأن يؤدي جميع الفروض بكامل شروطها ولا يفعلها بتكلف، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ)، «سورة الرعد: الآية 21»، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أكثر الصحابة خشية لله، فقد كان تحت عينيه خطان أسودان من كثرة بكائه خشية من الله، فالقرب إلى الله درجات وأعظمهم المحسنون. ومن سماحة الإسلام الإحسان في القيام بحقوق الناس، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، ومساعدة الفقير، وغير ذلك مما يلزم مراعاته من حقوق الناس، وأخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى «كتب الإحسان على كل شيء»، أي أنه أوجب الإحسان في كل شيء، لذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مراعاة الإحسان حتى في ذبح البهائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©