الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما... كشف حساب لـ«أسبوع الإنجازات»

أوباما... كشف حساب لـ«أسبوع الإنجازات»
29 سبتمبر 2009 00:05
لقد تعهد الرئيس أوباما للعالم كله وقدم له رؤيته الخاصة باحتواء أكبر التحديات التي تواجه البشرية اليوم، من التغير المناخي وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وصولا إلى معضلة تخليص العالم من تهديد السلاح النووي. غير أن الأسبوع الماضي الذي يعد أكبر أسابيع السياسة الخارجية لإدارة أوباما الفتية، وهو الأسبوع الممتد من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حالياً، إلى اجتماعات قمة مجموعة الـ20 التي اختتمت أعمالها قبل أيام في مدينة بيتسبرج، كشف عملياً عن صعوبة تحول رؤية أوباما الملهمة الجاذبة إلى مواقع القيادة الفعلية، خاصة في واقع القرن الحادي والعشرين الذي يتسم بتعدد أطراف القوى الدولية فيه. ويمكن لأوباما أن يزعم لنفسه إحراز تقدم في أكثر من جبهة من جبهات سياسات إدارته الخارجية. ويشمل ذلك تعزيز موقفه الدولي في مواجهة إيران قبيل بدء محادثات القوى الدولية معها في الأسبوع المقبل. كما تمكن أوباما من إزالة أي شكوك أثيرت من قبل حول قدراته القيادية الدولية على حد رأي المحللين السياسيين. فقد تبددت هذه الشكوك بصفة خاصة إثر نجاحه في استضافة قمة اقتصادية دولية، وقيادته لدفة مجلس الأمن الدولي الذي تمكن من الحصول منه مؤخراً على إجماع دولي بشأن الحد من خطر الانتشار النووي، وخاصة أن أوباما يعد أول رئيس أميركي يتولى رئاسة اجتماع لمجلس الأمن. ومن ضمن هؤلاء المحللين يرى «تشارلس كوبتشان» -خبير السياسات بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن- أن الأسبوع الماضي كان هو أفضل أسبوع للرئيس أوباما. فقد أكد خلاله للجمهور الأميركي والمجتمع الدولي كافةً قدرته على ترجمة بعض خطاباته الرئاسية إلى نتائج ملموسة على أقل تقدير. وكان أوباما قد دشن ذلك الأسبوع بإطلاق رؤى واحتمالات كثيرة كانت تتناثر في الهواء، إلا أنه تمكن من الخروج منه بنتائج محددة وملموسة، واستطاع أن يحرز تقدماً واضحاً في عدد من القضايا المهمة. ومضى كوبتشان معدداً تلك الإنجازات كما يلي: نجاح أوباما في تشديد القيود الدولية على انتشار الأسلحة النووية، وتشكيل جبهة دولية أكثر تماسكاً في مواجهة إيران، والتوصل إلى درجة ما من الإجماع الدولي بشأن الحد من المخاطر المالية، هذا إضافة إلى نجاحه في استبدال مجموعة الثماني القديمة بمجموعة الـ20 باعتبارها منبراً دولياً لقيادة الاقتصاد العالمي. ولكن ذلك لا يعني أيضاً أن أوباما حصل على كل ما طمح إليه. ولعل أوضح فشل له هو عجزه عن إعلان استئناف عملية سلام الشرق الأوسط على رغم بذل كبار دبلوماسييه جهوداً مكثفة في هذا الاتجاه طيلة عدة أسابيع. أما «ستيفن سشريج» -وهو خبير اقتصادي مرموق بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن- فيرى أن أوباما تغلب على الإحباط الدولي لأمل القيادة الجماعية لعالم تصاعد فيه دور الاقتصادات والقوى الوسيطة الناهضة. وعلى رغم اعتراض الكثير من قادة الدول على هيمنة الدور القيادي الأميركي على العالم، إلا أنه ما من أحد من هؤلاء القادة تقدم خطوة واحدة لملء الفراغ الذي يحدثه التخلي الأميركي عن هذا الدور. وكانت هذه المعارضة على أشد ما تكون خلال الخطابات التي ألقاها قادة بعض الدول في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك. ونشير هنا بصفة خاصة إلى خطابات الرؤساء: نجاد، والقذافي، وشافيز. كما يلاحظ أن الأخير أثار تصفيق الكثيرين داخل اجتماعات الجمعية العامة عند حديثه عما وصفه بـ«شخصيتي أوباما المزدوجتين» فهناك أوباما الذي يتحدث عن التعاون الدولي والقيادة الجماعية للعالم، وهناك أوباما الآخر الذي يتصدى لقيادة العالم منفرداً، دون أن يميز نفسه عن أي قائد إمبريالي تقليدي، حسب رأي شافيز! ولكن أوباما يدرك حقيقة أن عالم اليوم ليس ذلك العالم الذي يستطيع فيه قائد دولي واحد أياً كان شأنه التصدي لمشكلاته. وهذا هو رأي «أندرو باسيفيتش»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوسطن. وإذا كان بوش قد تعامل مع المجتمع الدولي عقب هجمات 11 سبتمبر كما لو أن كل المطلوب منه بصفته رئيساً للولايات المتحدة هو أن يشير بيده فيهرع العالم من خلفه دون قيد أو شرط، فإن أوباما ليس من هذه النوعية من الرؤساء. ويرى المحللون أن الغياب شبه التام لأفغانستان في أحداث الأسبوع، يشير إلى ضعف رئيسي من مظاهر ضعف سياساته الخارجية إزاء أهم دولة يتوقع لها أن تحدد مصير إدارته كلها. وهذا هو الجانب السلبي من أسبوع الإنجازات. هوارد لافرانشي- نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©