توالي إنجاز المشاريع العقارية ينعش أعمال شركات التصميم الداخلي بأبوظبي

انتعشت أعمال شركات التصميم الداخلي والديكور خلال العام الحالي مع توالي انجاز المشاريع العقارية بأبوظبي، بحسب مسؤولين بالقطاع. وقال هؤلاء لـ”الاتحاد” إن شركات التصميم الداخلي استفادت من فترة الطفرة العقارية، حيث شهدت نموا ملحوظا في عددها ونشاطها، إلا أنها تأثرت سلبا بتباطؤ السوق بعد الأزمة المالية العالمية، وبالتالي تراجع حجم المشاريع المنجزة. وقال يوسف فران المدير العام لشركة “ديكو فيجن للتصميم الداخلي” إن نشاط التصميم الداخلي في أبوظبي تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية، لاسيما في العاصمة التي تشهد نشاطا ملحوظا في تنفيذ المشاريع خلال العام الحالي. وبين فران أن أسعار مواد البناء تؤثر على نشاط التصميم الداخلي، حيث تستخدم كثيرا من المواد مثل الحديد والأخشاب والرخام والمواد الكهربائية، وغير ذلك من المواد الضرورية. إلا أنه استدرك بالقول إن “الأسعار الحالية تعد معقولة وغير مبالغ فيها”. وألقت الأزمة المالية العالمية بظلال سلبية على النشاط العقاري في الدولة، ما أدى إلى تقليص أعمال القطاعات الرديفة والتابعة للقطاع، مثل مواد البناء، والتصميم والديكور. واستعاد القطاع نشاطه مع إنجاز عدد من المشاريع وتسليم آلاف الوحدات السكنية بأبوظبي، فضلا عن الشروع في مشاريع عقارية ضخمة تساعد على تعافي القطاع. ومن جانبها، قالت ريا نعمان مدير شركة “إيليمنتس” للتصميم الداخلي إن نشاط القطاع يشهد تطورا ملحوظا العام الجاري، مقارنة بالفترة التي تلت الأزمة المالية. وقدرت نعمان حجم نمو أعمال التصميم الداخلي بنحو 50% خلال العام الجاري، مقارنة بالعام 2009. ولكن المهندس ياسر السيد المدير الفني بشركة الجابر للهندسة والمقاولات أكد أن التحسن الحالي نسبيا ومحدودا، في ظل تزايد المنافسة وانخفاض الطلب مقارنة بما كان عليه الحال قبل الأزمة المالية العالمية. إلى ذلك، أكد فران أن الشركات المحلية لا تواجه منافسة قوية من الشركات الأجنبية، في ظل تفضيل كثير من العملاء للشركات المحلية، نظرا لارتباط أعمال الديكور بالبيئة المحلية، فضلا عما يتطلبه النشاط من تواجد مستمر ودراسة لجميع تفاصيل السوق المحلية. وأوضح فران أن حجم أعمال شركته في أبوظبي يقدر بنحو 400 مليون درهم خلال العام الجاري، ما بين أعمال قيد التنفيذ وأخرى في طور التسليم، موضحا أن الشركة نفذت مؤخرا أعمال التصاميم الداخلية والديكورات لفندق أبراج الإمارات بقيمة 150 مليون درهم، إضافة إلى تصميم ديكورات لمطعمين بفندق قصر الإمارات بقيمة 60 مليون درهم، فضلا عن تصاميم فندق “الخالدية روتانا” بقيمة 60 مليون درهم. وبين فران أن الشركة تملك مصنعا لتصنيع الأخشاب والمفروشات بمنطقة مصفح، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تقدر بنحو 60 مليون درهم سنويا. وتتبع “ديكو فيجن” مجموعة “الرويال جروب” التي تضم تحت لوائها عددا من الشركات الكبرى، وفي مقدمتها شركة “طموح العقارية”، إضافة إلى شركة “هيدرا العقارية”. وقال فران إن نشاط الشركة لا يقتصر على العمل مع شركات “الرويال جروب”، موضحا أن الشركة تتعاون مع جميع الشركات، فضلا عن قبول الطلبات الخاصة لتوفير الديكورات والتصاميم الداخلية. وأوضحت ريا نعمان أن أعمال التصميم كانت تركز سابقا على الشركات والمؤسسات بحصة تفوق 90% من حجم أعمال الشركة، فيما تشهد الفترة الحالية استحواذ المساكن الخاصة على نحو 30% من حجم الأعمال مقابل 70% للشركات والمؤسسات والفنادق. وبينت أن الفترة الحالية تشهد نموا في إنشاء الفلل الخاصة لاسيما بالمدن الجديدة خارج جزيرة أبوظبي، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من المواطنين يفضلون تصاميم متميزة وخاصة لمساكنهم. وأوضحت أن “إيليمنتس” توفر إلى جانب خدمات التصميم، مجموعة من الخدمات المتميزة، مثل الاستشارات الفنية، فضلا عن خدمات التنفيذ والتركيب. وفي ظل تحسن نشاط القطاع، أكد فران أن الشركة تخطط للتوسع في جميع إمارات الدولة، بعد نجاحها في انجاز عدد من المشاريع الكبرى في أبوظبي. وتقدم الشركة خدمات أخرى كإدارة الشقق الفندقية، حيث تدير نحو 800 شقة فندقية في أبوظبي. وقالت ريا نعمان إن الفترة التالية للأزمة المالية شهدت بعض التباطؤ في نشاط التصميم الداخلي، كنتيجة طبيعية لتباطؤ نشاط الشركات في تنفيذ المشاريع بسبب أزمة شح السيولة، موضحة أن ذلك دفع الشركة للتركيز على التصاميم المتعلقة بالفلل والمساكن الخاصة، جنبا إلى جنب مع طلبات الشركات. وقال السيد إن تباطؤ الأعمال بعد الأزمة المالية العالمية أدى إلى انخفاض الأسعار بنسبة وصلت إلى 30%، في محاولة لجذب العملاء، موضحا أن انخفاض أسعار مواد البناء كان له دور في تخفيض الأسعار. وأضاف أن الشركات غيرت في استراتيجيتها للتعايش مع الأزمة المالية العالمية، فإلى جانب خفض الأسعار، أصبحت الشركات تنجز أعمالها في وقت أقل، حيث يتم انجاز المشروع المزمع الانتهاء منه خلال عامين في أقل من عام ونصف. وبين السيد أن أغلب العقود توقع مع شركات التصميم بعد الانجاز، أو مع اقتراب الانجاز، فيما يفضل بعض العملاء توقيع عقود التصميم مع البناء في بداية المشروع، وذلك في المشاريع العقارية الضخمة.