السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

1896 البارون النبيل

1896 البارون النبيل
12 يوليو 2016 21:14
نيقوسيا (أ ف ب) لعب ازدهار الحالة الاقتصادية في العالم بشكل عام في نهاية القرن التاسع عشر، وانتشار الثقافة وتوسع العلاقات الدولية بين المجتمعات، دورا كبيرا في تطور الحركة الرياضية العالمية من خلال إقامة المباريات. وكان لا بد إزاء هذا الواقع من وضع الأنظمة التي تدير الألعاب والمسابقات وترعى شؤونها، وإنشاء الملاعب الضخمة وما يلزمها. وفي منتصف هذا القرن، كانت اليونان محط إعجاب عدد من علماء الآثار الذين زاروا أولمبيا وكشفوا عن بقايا الملاعب الرياضية القديمة، فقام رجل الأعمال اليوناني ايفانجيلوس زاباس بفكرة إحياء الألعاب الأولمبية. وبدعم من حكومة بلاده، تمكن زاباس من إقامة المباريات الأولمبية في 15 نوفمبر 1859، وباءت بالفشل كما في الأعوام 1870 و1875 و1889، وذلك بسبب سوء التخطيط وعدم توافر التجهيزات المناسبة. لم يتمكن المشاهدون من رؤية المتبارين بوضوح، والبعض منهم كان يثير خلافات كانت تصل إلى حلبة المباريات (الجري والوثب والرمي والجمباز...) أحيانا، فتعم الفوضى والمشكلات. ثم أتى البارون بيار دو كوبرتان وغير هذا المفهوم، وهو إرستقراطي عمل سنوات عدة على تحسين المستوى الرياضي في فرنسا، إضافة إلى اهتمامه الشديد بالرياضيين. كان يشجع على التعاون بين الدول عبر إقامة أصوات رياضية أو غير رياضية لأنها وسيلة يعمم من خلالها السلام. وبعد دراسة عميقة لآثار مدينة أولمبيا وكونه محبا للرياضة، اقترح كوبرتان إحياء المباريات من جديد. استضاف البارون عام 1892 الاتحاد الفرنسي للنوادي الرياضية الذي أسسه قبل خمسة أعوام. وفي خطابه اقترح مشروع الألعاب الأولمبية فلقيت بادرته مزيجا من التردد والاستخفاف. وشكلت اللجنة التنفيذية من 14 عضوا، يمثلون 12 بلدا هي فرنسا، إنجلترا، الأرجنتين، بلجيكا، المجر، اليونان، إيطاليا، نيوزيلندا، روسيا، الولايات المتحدة، التشيك والسويد. ترأسها اليوناني ديمتريوس فيكيلاس، وكان كوبرتان نائبا له. وكتب الميثاق الأولمبي من المثل الداعية إلى إزكاء روح الحرية عند الفرد وبالذات عند المشتركين في الألعاب، وإجراء مباريات تتسم بالروح السمحة والصدر الرحب، ومحاولة تطوير الإنسان وتحسينه وارتقائه عقليا وأخلاقيا وبدنيا. وانطلقت الألعاب الأولى عام 1896 والتي كانت بمثابة تجسيد لحلم كوبرتان الذي كان يتطلع إلى عودة الإنسان «الجميل الصالح»، إلا أن هذا الحدث غير لاحقا تفكير الإنسان الغربي بنفسه... وإذا كانت الألعاب انطلقت في العصر القديم كحدث ديني، فقد تحولت في العصر الحديث إلى تعبير علماني لجمال الجسد وصحة الإنسان... وتطورت لتختصر لاحقا أسس العصرنة التجارية والإعلامية والعلمية بعيدا من الأفكار الرومانسية للمبادئ القديمة للهواة، والتي شغلت «الباحث والمؤسس» البارون دو كوبرتان وأبناء جيله طويلا. وفي المراحل الممهدة للألعاب الحديثة الأولى، كان فيكيلاس يشعر أن حقبة تاريخية جديدة يعاد بناؤها، وستعود بالفائدة على بناء اليونان الحديث قد تمحي ما تناقلته وسائل الإعلام عن بلوغ البلاد حافة الإفلاس. لكن المشكلة المالية كانت بالمرصاد والألعاب غاية أساسية لاستعادة أمجاد التاريخ الغابر والحضارة العظيمة. ورأى فيكيلاس المقيم في فرنسا أن الألعاب «ستبني شبكة علاقات جديدة بين باقي أوروبا وبيننا، وتصبح أثينا مكانا للصداقة وبرهانا إننا لا نزال حضاريين...». صرح فيكيلاس بما يدور في خاطره بعد لقائه الملك جورج وولي العهد لطلب الدعم والتشجيع، فعلقت الصحف أن «الفرصة أصبحت مؤاتية للتعبير الميداني». وتناولت أهمية الدور «في إعادة التقليد التاريخي...» ثم انهمرت الدراسات والمواضيع والتحقيقات «عن الأمجاد الأولمبية في العصور الغابرة» و«إمكانية التصدي للازمة الاقتصادية وتجاوزها... وها هو السباق اليوناني الأصيل ينطلق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©