أطلقت مايكروسوفت مؤخرا نسخة من برنامج “الحوسبة السحابية” وهي واحدة من تطبيقات أوفيس للإنترنت التي تتضمن برنامجي ورد وإكسيل. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة مباركة للاهتمام المتزايد للشركات بالتطبيقات المرتبطة بالانترنت، ونجاح شركة جوجل في جذب عدد كبير من الناس عبر برنامجها “خدمة مستندات”، خاصة منشأت الأعمال الصغيرة.
وتتيح تطبيقات أوفيس لمستخدميها على الانترنت تخزين ملفات في مراكز مايكروسوفت للبيانات أو في برامج “الحوسبة السحابية” التابعة لها، بدلا من تخزينها في كمبيوتراتهم الشخصية. كما تتيح هذه العملية التي نشرتها جوجل وشركات أخرى، للمستخدم الوصول الى ملفاتهم من خلال الانترنت، من أي مكان، وعبر أي جهاز. وسيتم تضمين خدمة “الحوسبة السحابية” مجانا مع نسخ أوفيس وشير بوينت 2010، كذلك إضافة الى برنامج مايكروسوفت المساعد للإنترنت، بحسب ستيف بالمر الرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر صحفي عقد في ماليزيا مؤخرا لإطلاق تطبيقات الحوسبة السحابية.
وتنافس نسخة المستهلك المجانية المتوقع إطلاقها في يونيو القادم، نسخة برنامج “خدمة مستندات” الإعلانية المجانية من جوجل. كما أن هناك نسخة غير مجانية من “خدمة مستندات” تحتوي على مزايا تجارية إضافية بتكلفة 50 دولارا في السنة للمستخدم الواحد.
ويمكن للشركات الصغيرة الاستفادة من هذه المنافسة المحمومة بين مايكروسوفت وجوجل، وذلك عبر إنعاش حركة الابتكارات مع الإبقاء على الأسعار في انخفاضها. وبتقديم جوجل لخدمات تتراوح بين المجانية إلى ذات الأسعار المنخفضة، فإن ذلك سيدفع مايكروسوفت لتبرز مهنيتها المتطورة.
وتبنت الشركات بكل أحجامها البرنامج الجديد كنموذج للخدمة بدلا عن برنامج الصندوق المعروف وذلك لسهولة استخدامه وفعاليته في المساعدة على الابتكار، خاصة في هذا العصر الذي يشهد نهضة الأجهزة المحمولة. ولهذه الفوائد قيمة كبيرة خاصة للشركات الصغيرة التي لا تملك خبرة تقنية كبيرة وأموال لاستغلالها في الخدمات، والمعدات الأخرى.
ويقول راجين شيث أحد مدراء الإنتاج في تطبيقات جوجل “عادة لا تملك الشركات الصغيرة موظفي تقنية معلومات ليوفروا عنها جهد العمليات المرتبطة بخدمات الأجهزة من برمجة، وتأمين بيانات، وصيانة وغيرها. ويفضلوا بدلا عن ذلك الاهتمام بأعمالهم التجارية وترك تقنية المعلومات لتؤدي وظيفتها بنفسها”.
ولكن عندما يتعلق الأمر ببرمجيات أوفيس الأساسية، فإن معظم الشركات التجارية الصغيرة تفضل خدمات برامج “الحوسبة السحابية”. ويعود السبب جزئيا في ذلك، إلى أن أوفيس والمستخدم على نطاق 97% بين المؤسسات، يحكم قبضته على أماكن العمل. لكن يعكس ذلك أيضا، حقيقة أن عروض برامج “الحوسبة السحابية” ليست غنية بالمزايا التي تعود عليها المستخدم في البرامج التي يحتاج لها أو يتوقعها على سطح المكتب، وذلك بسبب قيود الشبكة. لكن ولحسن الحظ، فإن سرعة وسائل الاتصال، وتطور تقنية المتصفح، ومرونة المنافسة، قد غيرت من ذلك. كما قامت تطبيقات أوفيس للإنترنت ولحد كبير بتقليد تلك النظرة.
وتتوقع الشركة أن معظم عملائها سيستخدمون كلا النسختين من اوفيس، و”الحوسبة السحابية”. ويقول فيل سورجين نائب مدير حلول الأسواق الصغيرة والمتوسطة الحجم التابعة لمايكروسوفت أميركا “نحن نركز اهتمامنا على المرونة وخيارات المستخدم. ونرغب في توفير الخيارات لعملائنا، كل حسب بيئة عمله وليختار ما يناسبه من المنتجات”.
وستساعد هذه الخطوة مايكروسوفت على الاحتفاظ بهيمنة اوفيس على كمبيوترات الشركات وذلك عبر توفير المنتجات وتقليل تكلفة برامج “الحوسبة السحابية”، إضافة الى تشجيعها للاحتفاظ بمنتجات سطح المكتب وتطويرها. ويعتبر ذلك من أوليات مايكروسوفت حيث يحتل برنامج أوفيس ثاني أكبر دخل بعد ويندوز.
كما ستوفر حماية ضد التعدي المستمر من قبل برنامج خدمة مستندات جوجل. وتستخدم اكثر من مليوني من الشركات التجارية “خدمة مستندات” جوجل، كما يتحول نحو 3 آلاف آخرين يوميا. وكذلك يستخدمها الملايين من الناس على شكل متخصص لمشاركة الملفات الشخصية عبر الانترنت.
ومن المؤكد أن جوحل لن تقف عند هذا الحد، بل ستستمر في إضافة مزايا جديدة لتجعل “خدمة مستندات”، أكثر ثراءً وارتباطا ببرامج سطح المكتب، حتى في محاولاتها للاحتفاظ بتصميم لعالم الانترنت، سريع في تحميله ، وخفيف في حركته. ولترقية وظائفها، اضافت “خدمة مستندات” 60 بايت جديدة في 2008، و100 أخرى في 2009، مع الإسراع في وتيرة التطور المستمر. وقامت جوجل هذا العام بالعديد من التطويرات المصممة من أجل توفير أداء افضل للمستخدمين، وأدوات اكثر للاستفادة منها في “خدمة المستندات”. وستمكن قريبا مستخدمي اوفيس 2003 و2007 من دمج “خدمة مستندات” الجديدة في برنامج سطح المكتب القديم وذلك باستخدام وصلة قامت بصناعتها شركة دوك فيرس التي استحوذت عليها جوجل في مارس الماضي.
وبهذه التغييرات، يمكن للعديد من الشركات الصغيرة الاستغناء عن تحديثات أوفيس واستخدام “مستندات جوجل” بدلا عنها.
عن “وول إستريت جورنال”
«مايكروسوفت» تجري تغييرات مهمة بقطاع خدمة المستخدمين
سان فرانسيسكو (د ب أ) - أعلنت شركة “مايكروسوفت” الأميركية إجراء تعديلات كبيرة في قطاع أجهزة المستخدمين وأجهزة الترفيه، حيث تأمل أكبر شركة تكنولوجيا في العالم في زيادة قدرتها على مواجهة منافسيها أمثال “آبل” و”جوجل”. وذكرت الشركة، التي تتخذ من “سياتل” بواشنطن مقراً لها، في بيان لها أن رئيس قسم “الترفيه والأجهزة” روبي باتش الذي كان مسؤولًا عن تطوير جهاز الألعاب “إكس بوكس” سيترك الشركة بعد العمل بها لمدة 22 عاماً.
كما أن جي ألارد، “كبير الخبراء” في الشركة، الذي سيواصل عمله كمستشار خاصل للرئيس التنفيذي ستيف بالمر، في طريقه أيضاً لترك الشركة.
عدد اليوم
