الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أقرباء في الإجرام» تمد جذورها إلى فرنسا

9 ابريل 2014 23:57
بدأت منظمة «فوري ف زاكون» «أقرباء في الإجرام» الإجرامية الروسية محكمة التنظيم، نشاطها منذ سنوات بشكل تدريجي في فرنسا من دون أن تثير ضجة، حسبما أكد محققون متخصصون في الجريمة المنظمة. وارتبط اسم هذه المنظمة التي نشطت في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، بالابتزاز والخطف والقتل وتجارة الأسلحة والمخدرات، لكنها ما زالت بعيدة عن الأضواء حتى الآن في فرنسا. وأوضح أحد المحققين المتابعين لهذا النوع من العصابات أنهم «متخصصون في الجرائم الصغيرة المتسلسلة، إنهم ينفذون عمليات صغيرة لا تثير ضجة لكن بأعداد كبيرة». وفي الآونة الأخيرة، بدأت المنظمة نشاطها داخل مناطق محددة في فرنسا مثل مدينة ليون، حيث أنشأت السلطات جهازا خاصا للتصدي لها. وقال محقق آخر «انهم موجودون في الحقيقة والخيال معا»، موضحا «بمعنى أنهم موجودون ولكن دون نفوذ كبير حتى الآن». ونشأت هذه «الأخوية» الإجرامية في روسيا خلال القرن التاسع عشر، وتضم في صفوفها أشخاصا من مختلف الجنسيات (روسيا وجورجيا وأرمينيا ومولدوفا والشيشان وأوكرانيا)، وصدرت نفسها لدول أوروبا منذ التسعينيات. أما في فرنسا، فقد بدأ نشاطها بين عامي 2009 و2010، حسبما ذكر مصدر مطلع على القضية. وتعتمد هذه الأخوية في عملها على تنظيم شبه عسكري يحكمه هرم تنظيمي ثابت. إذ يرأسها «عراب» ويقودها بواسطة مسؤولين إقليميين. ويجري اختيار الأعضاء الجدد بعناية من بين أصحاب السوابق ونزلاء السجون. ويتعرف الأعضاء بعضهم إلى بعض من خلال أوشام، بعضها على شكل بوصلة وبعضها بيت عنكبوت أو خنجر. ولكل من هذه الرموز دلالات محددة، ومؤشرات على وظيفة الشخص في العصابة. وهم ملتزمون بميثاق صارم يزيد صورتهم الأسطورية في نظر الناس. لكن المحقق يقلل من أهمية هذا الأمر ويقول «ليس لجميعهم أوشام، الأمور أبسط من ذلك». ويجب على كل مجموعة ضمن العصابة أن تدفع «الأوبشاك»، وهو الرسم المتوجب للقيادة المركزية، ونسبته 15% من إجمالي عائداتها، ويتم تخصيصه «لتعيين المحامين ومساعدة عائلات الموقوفين من أعضائها، ولأغراض أخرى»، حسبما قال المحققون. وتبلغ هذه العصابة درجة من التنظيم لا تضاهيها إلا المافيا الإيطالية والعصابات الصينية. وقال المحققون إنه يصعب تقدير العدد الفعلي لأفراد منظمة «فوري ف زاكون» في فرنسا. ولم توقف السلطات من أفرادها سوى 5 أو 6 من القياديين، وذلك منذ 3 سنوات. وكانت فرنسا تعد في التسعينيات مكانا يلجأ إليه أفراد العصابات الروسية، لكنها باتت الآن ساحة لنشاط المنظمة الإجرامية، وفقاً لفرانسوا ماسون مدير جهاز الاستقصاء والتحليل الاستراتيجي حول الجريمة المنظمة. ويتخوف المتابعون من أن تصبح هذه الجماعة مصدر تهديد حقيقي لأمن فرنسا إذا لم تبذل السلطات الجهود الكافية، خاصة إذا عززت وجودها وقررت إقامة علاقات وتحالفات مع مجموعات إجرامية أخرى. (باريس - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©