الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

93% حصة روسيا وأميركا من الترسانة النووية العالمية

93% حصة روسيا وأميركا من الترسانة النووية العالمية
12 يوليو 2016 21:30
ما بين الاستخدام العسكري للطاقة النووية والاستخدام السلمي تضاد دائم فالأول يفتك بآلاف البشر في ثوان معدودة والثاني يوفر الطاقة لتلبية احتياجات التنمية الاقتصادية وتوفير حياة كريمة للإنسان، ولا يمكن الحديث عن الماضي والمستقبل للطاقة النووية السلمية دون العروج إلى البداية والتي شكلت تحولاً في الحرب العالمية الثانية وحققت النصر للحلفاء على دول المحور وغيرت الحرب العالمية الثانية الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، وأدت إلى إنشاء الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي ومنع الصراعات في المستقبل، وأصبحت الدول المنتصرة في الحرب: الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق والصين والمملكة المتحدة وفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبلغت القوة الناجمة عن قنبلة هيروشيما 15 كيلو طن من «تي أن تي»، وبلغت القنبلة السوفييتية الأولى نفس الشدة تقريبا، ومع اكتشاف القنبلة الهيدروجينية عام 1954، اكتشف العالم أن القدرة على التدمير لا حدود لها، فقد بلغت شدة هذه القنبلة 10 ميجا أطنان (10 ملايين طن) من «تي أن تي»، وفي عام 1954 فجر الاتحاد السوفييتي قنبلة نووية بلغت شدتها 50 ميجا طن وحملت اسم «القيصر» واعتبرت أشد قنبلة تدميرا في تاريخ البشرية. وأعلن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي «سيبري» الشهر الماضي، أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تحدث ترساناتها رغم الرغبة المعلنة للمجتمع الدولي بنزع هذا السلاح، مشيراً إلى أن 9 دول تمتلك، ما بين 15365 إلى 1405 رؤوس نووية وتستحوذ الولايات المتحدة وروسيا على 93? من تلك الترسانة بإجمالي 1429 رأس، مشيراً إلى نشر 4120 رأساً نووياً منشورة حالياً. وكشف التقرير، أن مخزونات الأسلحة النووية تراجعت منذ بلغت ذروتها في منتصف الثمانينات لأكثر من 70 ألف رأس نووية عازياً ذلك التراجع إلى الخفض في ترسانة أميركا وروسيا، وتخفض الولايات المتحدة وروسيا ترسانتيهما النوويتين تطبيقاً لثلاث معاهدات وقعها البلدان منذ عام 1991 وتنفيذاً لقرارات أحادية اتخذتها القوتان النوويتان. ونوه التقرير بأنه رغم الخفض المستمر في عدد الرؤوس النووية في العالم إلا أن وتيرة الخفض تباطأت على مايبدو بالمقارنة على ما كنت عليه قبل عقد من الزمان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا لم تعمدا إلى خفض قدراتهما النووية منذ وقعتا اتفاقية «ستارت الجديدة» التي دخلت حيز التنفيذ عام 2011. وتقع مسؤولية خفض عدد الرؤوس النووية في العالم بالدرجة الأولى على عاتقي الولايات المتحدة وروسيا كونهما تمتلكان 7290 و7000 رأس على التوالي، أي أن حصتهما مجتمعتين توازي 93? من الترسانة النووية في العالم بأسره، ولكنهما مع هذا منخرطتان في برامج تحديث ضخمة ومكلفة تستهدف الأنظمة الناقلة والرؤوس النووية وإنتاجها، بحسب ما جاد في التقرير. وأوضح التقرير، أن بقية الدول التي تمتلك أسلحة نووية معترفاً بها قانوناً بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي الموقعة في عام 1968 وهي: فرنسا (300 رأس)، والصين (260 رأساً)، وبريطانيا (215 رأساً) ورغم أنّ ترسانات بقية الدول التي تمتلك أسلحة نووية هي أقل بكثير من قدرات الخمسة الكبار، إلا أن ترسانتي الهند (ما بين 100 و120 رأساً)، وباكستان (ما بين 100 و130 رأساً)، في حين أن إسرائيل (80 رأساً) تجري اختبارات على صواريخ بالستية جديدة بعيدة المدى، فيما تبلغ تقديرات المعهد بللبرنامج النووي العسكري لكوريا الشمالية (ما بين 8 إلى 10 رؤوس). وبحسب تقرير «سيبري» فإن شفافية الدول بشأن ترساناتها النووية تتفاوت بشدة بين دولة وأخرى، وتشير برامج التحديث الجارية في الدول التي تمتلك أسلحة نووية تدفع إلى الاعتقاد أن أياً منها لن يتخلى عن ترسانته النووية في المستقبل القريب. المستقبل للمفاعلات الصغيرة توقع خبراء في القطاع النووي أن تشهد السنوات القليلة المقبلة، ظهور جيل جديد من المفاعلات صغيرة الحجم كانت تستخدم في الجانب العسكري واستخدامها لإنتاج الطاقة الكهربائية ، بحسب تقرير نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» . وأشار التقرير إلى أن شركة الطاقة النووية الوطنية الروسية «روس آتوم»، تقوم ببناء سلسلة من المحطات النووية العائمة المصممة لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه الساخنة لتلبية حاجة مناطق بعيدة جداً عنها، وتستغل كل واحدة من هذه المحطات مفاعلين صغيرين، تبلغ طاقة كل منهما 35 ميجاواط. ونوه التقرير إلى أن المفاعلات النووية الصغيرة تُستخدم منذ بضعة عقود في دفع وتشغيل الغواصات والسفن الحربية النووية، منوهاً بأن المفاعلات النووية المستخدمة في الغواصات والسفن الحربية للولايات المتحدة لا تصلح للاستخدامات المدنية لأنها تحتاج إلى وقود اليورانيوم ذي نسبة التخصيب العالية جداً والذي يمكن استخدامه بسهولة في صناعة القنابل الذرية، ولهذا السبب، بدأ بعض الخبراء العمل على تصميم مفاعلات صغيرة يمكنها أن تستهلك الوقود ذاته الذي يستخدم في معظم المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية. كما يجري العمل الآن في محطة نووية أميركية لتطوير الجيل الجديد من المفاعلات النووية الصغيرة، وتقع على ضفتي نهر سافانا في ولاية كارولاينا الشمالية، وتعمل تحت الإشراف المباشر لوزارة الطاقة. وعمد المختبر الوطني المقام هناك إلى توقيع اتفاقية مع مجموعتي «هايبيريون باور» الأميركية، والمجموعة الأميركية اليابانية «جنرال إلكتريك هيتاشي»، لتنفيذ مشاريع بناء سلسلة من المفاعلات النووية الصغيرة. وسيكون المفاعل النووي الصغير الذي يحمل اسم «هايبيريون باور موديول» جاهزاً للتشغيل خلال ثلاث أو أربع سنوات. وهو واحد من أصغر المفاعلات التي ينتظر تطويرها في إطار الخطط المرسومة، وبحيث تبلغ استطاعته لإنتاج الطاقة 25 ميجاواط. ويعتقد خبراء أن هذا المفاعل سيحظى باهتمام كبير في الأسواق العالمية للطاقة، ويضمن حجمه الصغير تخفيض تكاليف بنائه إلى أدنى الحدود، حيث تقدّر بـ50 مليون دولار للمفاعل الواحد، وتبلغ أبعاد المفاعل 2 متراً و1,5 متر فقط للطول والعرض، وتشغل التجهيزات الكاملة الملحقة به كتوربينات توليد الكهرباء وغيرها، مساحة إجمالية تقدّر بنحو 4000 متر مربع. كما أن مفاعل «هايبيريون» لا يحتاج إلى إعادة الشحن بالوقود النووي إلا مرة واحدة كل 10 سنوات، وتعد هذه ميزة كبرى من شأنها أن تخفض التكاليف، وتقلل الحاجة إلى الصيانة والمراقبة. وأكد التقرير، أن هذه المفاعلات التي يتراوح إنتاجها بين 10 و300 ميجاواط، تنطوي على فرصة حقيقية لتوليد طاقة أرخص وبطريقة أكثر مرونة من المفاعلات الضخمة التي يتراوح إنتاجها بين 1000 و1600 ميجاواط، والتي تُعدّ حتى الآن الخيار المعياري لإنتاج الطاقة الكهربائية. 4 دول تنتج أكثر من 50? من اليورانيوم عالمياً يستخدَم وقود اليورانيوم لتشغيل المحطات النووية، وتنتج أربع دول هي «أستراليا وكندا وكازاخستان وروسيا»، أكثر من نصف مخزون اليورانيوم العالمي، بالمقابل تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقيرة باليورانيوم، حيث لايملك سوى الأردن (0.5?) والجزائر (0.3?) ومصر (أقل من 0.1?) ، لذا ستضطرّ دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تأمين إمدادات اليورانيوم من خارج المنطقة أساساً. وبحسب تقرير مشترك أعدّته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ووكالة الطاقة النووية، فإن احتياطيات اليورانيوم الراهنة أكثر من كافية لتلبية ارتفاع الطلب على اليورانيوم حتى العام 2035. ويمر اليورانيوم بمراحل ثلاث هي:«تعدين اليورانيوم، وتشغيل المنشأة، وتخزين النفايات الإشعاعية» وتستهلك المفاعلات كميات كبيرة من المياه، وخاصة مفاعلات الماء الخفيف. وأطلقت أميركا أول غواصة تعمل بالطاقة النووية «يو اس اس نوتيلوس»، وذلك في يناير 1954، وبلغ وزنها فارغة 2980 طنا وحمولتها القصوى 3520 طنا وبلغ طولها 97.5 متر، وعرضها 8.5 متر وحملت داخلها 13 ضابطاً بحريا و92 بحاراً، وأما قدرتها التسليحية فتبلغ 6 طوربيدات وحملت الغواصة الموديل رقم (SSN-571) وتم إيقافها عن الخدمة عام 1980، فيما بدأت أول السفن البحرية العاملة بالطاقة النووية في كل من البلدين في عام 1959. وشكل تدشين، أول مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء من جانب مختبر أرجون الوطني في ولاية إيداهو، بالولايات المتحدة في ديسمبر من عام 1951، نقطة تحول في الصناعة النووية والتوجه نحو التنمية عبر توفير الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية، وفي عام 1953 اقترح الرئيس ايزنهاور مبادرة «الذرة من أجل السلام» وتوجيه الجهود البحثية نحو توليد الكهرباء وتحديد مسار لتطوير الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة. وخلال عام 1954، تم إنتاج أول مولد كهرباء يعمل بالطاقة النووية في العالم وذلك في الاتحاد السوفييتي، وفي نفس العام، وفي عام 1960 بدأ أول مفاعل تجاري بالطاقة النووية من نوع مفاعلات الضغط الخفيف بالمياه المبردة «PWR» وبقدرة 250 ميغاواط، كما تم تطوير مفاعل الماء المغلي (BWR) في أميركا. وفي كازاخستان، بدأت أول المفاعلات التجارية عام 1972 بقدرة توليد بلغت 120 ميجاواط من الكهرباء والحرارة وذلك لتحلية مياه بحر قزوين، وفي جميع أنحاء العالم، مع استثناءات قليلة، اختارت بلدان أخرى تصاميم مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لبرامج الطاقة النووية لديها. ومنذ أواخر عام 1970 إلى حوالي عام 2002 عانت صناعة الطاقة النووية بعض التراجع والركود وكانت حصة الطاقة النووية في الكهرباء في العالم من منتصف 1980 تتراوح بين 16 إلى 17?، وتم إلغاء العديد من الطلبات. ومع أواخر عام 1990 ظهر في اليابان أول مفاعل متقدم من مفاعلات الجيل الثالث «كاشيوازاكي-كاريوا 6»، والذي ينتج 1350 ميجاواط «BWR»، ما شكل بداية جديدة للتوجه نحو الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء. الدول العربية تواصل التنديد بمشروع إسرائيل النــــووي والبرنامج الإيراني تواصل الدول العربية التنديد بامتلاك إسرائيل لسلاح نووي بفضل دعم الدول الغربية لها، مطالبة بتفتيش الترسانة العسكرية الإسرائيلية حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها، كما تبدي قلقها من الملف النووي الإيراني والذي وقعت بشأنه طهران الاتفاق النووي مع القوى الكبرى «5+1» العام الماضي، والذي يقضي بـ«وقف» برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات وتطبيع العلاقات. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك أكثر من مائتي قنبلة نووية، مع تأكيد بعض المصادر الغربية على حيازتها أيضاً كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج مائة قنبلة نووية أخرى. و إسرائيل التي بدأت برنامجها النووي عام 1947 هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك أسلحة نووية. وعبر تاريخ السلاح النووي والممتد لسبعة عقود ، حملت القنبلة النووية الأولى في التاريخ اسم «مايك»، فيما حملت القنبلة الأكثر تدميراً اسم «القيصر»، حيث أجرت الولايات المتحدة أول تفجير حراري نووي في الأول من نوفمبر 1952 وحملت القنبلة اسم «مايك»، وتم تفجيرها جزيرة «إنيوتوك»، وبلغت قوة التفجير ألف ضعف القنبلة التي أسقطت على هيروشيما، حيث إن قوة التفجير محت الجزيرة نهائياً، فيما فجر الاتحاد السوفييتي السابق عام 1961، أقوى قنبلة عرفتها البشرية، عرفت باسم «القيصر»، وبلغت قوتها التفجيرية نحو 58 ميجا طن، وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة، وفقاً لبيانات التاريخ النووي العسكري. وتداولت وسائل الإعلام آنئذ أن الاهتزازات الناجمة عن القنبلة هزت الكرة الأرضية ثلاث مرات، وأن كرة اللهب بلغ اتساعها 4.6 كيلومتر، وأن غبار الانفجار النووي ارتفع إلى مسافة 67 كيلومتراً فوق سطح الأرض.وفي يوم 12 أغسطس 1953 نجح الاتحاد السوفيتي السابق في تفجير القنبلة الهيدروجينية الأولى، ويصل الإشعاع الناتج عن انفجارها إلى مساحة قطرها 200 كيلومتر، وقوتها التدميرية تتراوح بين عشرة آلاف إلى خمسين ألف قنبلة ذرية، غير أن الأميركيين فجروا في الأول من مارس 1954 قنبلة جديدة أطلق عليها اسم «كاستل برافو»، بقوة 15 ميجا طن، و تسبب خطأ في التصميم في تلويث مكان الاختبار بشكل كبير مما أثر على سكان المنطقة، وبلغ وزن «كاستل برافو» عشرة أطنان، وطولها 4.56 متر وعرضها 1.3 متر. وفي عام 1957، أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية كجزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي. وفي السابع من أبريل 1966 أعلنت الولايات المتحدة أنها وجدت قنبلة هيدروجينية كانت قواتها الجوية قد فقدتها في الساحل الإسباني، حيث استقرت في البحر على عمق 840 متراً، مؤكدة أنها كانت سليمة ولم تتسبب في أي تلوث نووي. ويوم 24 أغسطس 1968 فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانجاتوفا في المحيط الهادي، وعادلت قوتها 170 ضعفاً من قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما. ويضم النادي النووي بعد الولايات المتحدة وروسيا (عام 1949 في عهد الاتحاد السوفياتي) كلاً من بريطانيا، والصين، وفرنسا، والهند (1974)، ثم باكستان (1998)، وكوريا الشمالية، وإسرائيل التي بدأت برنامجها النووي منذ 1947. ويتكون المخزون النووي البريطاني الحالي من 215 رأساً نووية يمكن نشرها على متن أربع غواصات تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ بالستية من طراز فانجارد. وبدأ البرنامج النووي الصيني عام 1955، ومنذ ذلك الحين أجرت 45 تجربة نووية، بما في ذلك تجارب على الأسلحة النووية الحرارية وقنبلة نيوترونية، وأجرت كوريا الشمالية تجارب نووية في أكتوبر عام 2006، فيما قامت أعلنت الهند عام 1998، رسمياً امتلاكها سلاحا نووياً. وفي عام 1976، بدأت باكستان مسار تخصيب اليورانيوم حتى تكون لها مقدرة على إنتاج أسلحة نووية بموجب توجيهات من العالم النووي عبد القدير خان، وبحلول منتصف الثمانينيات أصبحت لديها منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم، وأجرت تجارب نووية في مايو عام 1998، وأعلنت عن امتلاكها سلاحاً نووياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©