الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا.. مخاطر الركود

25 ابريل 2018 00:14
عناوين الصحافة ربما تتحدث عن النمو، ولكننا نعيش في زمن اقتصادي مظلم، حيث عرف دخل وثروة معظم الأسر الأميركية ركوداً لا تخطئه العين في العقود الأخيرة، وأصبحا بالكاد يستطيعان مواكبة التضخم. وذهبت كل ثمار النمو الاقتصادي تقريباً إلى الأغنياء. وإذا راود المرء شك بشأن هذه المعطيات الاقتصادية، فربما سيكون من المفيد إلقاء نظرة على المؤشرات المقلقة الأخرى الكثيرة. فـ «الموت يأساً» عرف ارتفاعاً ملحوظاً. وبالنسبة للأميركيين الذين ليست لديهم شهادة إجازة جامعية، فتدهورت لديهم المؤشرات الاجتماعية - السمنة، بنية الأسرة، أمد الحياة - الواحد بعد الآخر. والواقع أن الولايات المتحدة لم تعرف فترة بمثل هذا الركود القوي منذ فترة «الكساد الكبير» في ثلاثينيات القرن الماضي. إنها المشكلة التي تميز عصرنا، وتفاقم كل المشاكل الأخرى. لقد جعلت الناس متوترين وغاضبين. وهي تغذي التعصب، وتُضعف تفاؤل أميركا الذي طالما تم التبجح به. ولكن، ما الذي يمكن أن نقوم به حيال هذا الأمر؟ الأجوبة المألوفة - تغييرات تقنوكراطية لقانون الضرائب وشبكة الأمان الاجتماعي - ليست جيدة بما يكفي، ولا ترقى إلى حجم المشكلة: اقتصاد لم يعد يحقق مستوى معيشياً مرتفعاً بشكل مستمر. كما أنها ليست ملهمة جداً. ففي 2016، قدمت هيلاري كلينتون العديد من المقترحات الرصينة، ولكنها لم تتمكن من تحقيق أي منها. وعليه، فإن هذا هو وقت الأفكار الكبيرة. ولعل أحد الجوانب الإيجابية القليلة لرئاسة ترامب هو إعطاؤها الدليل على أن خطابنا السياسي كان أضيق مما ينبغي. فاليوم، لم يعد الأميركيون المحبطون يشعرون بأنهم ملزمون بالقواعد القديمة، حيث صوّت قرابة 63 مليون منهم لرجل ليست لديه تجربة سياسية، وكان يسخر من الممارسة السياسية المألوفة. بيد أن بعض المراقبين ما زالوا يشعرون بالحيرة والارتباك بشأن كل هذا. فهم يتصورون الحياة السياسية كطيف بسيط ذي بعدين يجب فيه على «الديمقراطيين» الانتقال نحو الوسط. والحال أن كل القضايا مختلفة. صحيح أن ثمة مواضيع ثقافية ينقسم حولها المجتمع تقليدياً، مثل الإجهاض والأسلحة. غير أن الانتقال إلى الوسط، بخصوص هذه القضايا، أو على الأقل الاعتراف بخلافاتنا باحترام، يمكن أن يفيد «الديمقراطيين»، وقد أظهر النائب «كونر لامب» مؤخراً كيف يمكن فعل ذلك في بنسلفانيا. ولكن السياسة الاقتصادية مختلفة. ومعظم الناخبين لا يتقاسمون التفضيلات الوسطية لطبقة الخبراء «المرتاحة» في واشنطن. ذلك أن معظم الناخبين يرغبون في رفع الضرائب على الأغنياء والشركات. ويفضلون برنامجي «ميديكير» و«ضمان اجتماعي» أكثر سخاء، وتوسيع «ميدك-إيد»، ومساعدة مالية أكبر لطلاب الجامعات، وحداً أدنى للأجور، ودوراً أكبر للحكومة في توفير الوظائف. وعلينا أن نتذكر هنا أن ترامب فاز بالترشيح الجمهوري كشعبوي. وهناك أغلبية واضحة من الأميركيين تريد من الحكومة أن ترد بقوة على مشاكلنا الاقتصادية. ولا شك في أن التفاصيل ستكون مهمة. ذلك أنها إذا تمت بشكل خاطئ، فإن أياً من الأفكار المطروحة يمكن أن تفشل، ويمكن أن تجعل الناس يفقدون مزيداً من الثقة في الحكومة. غير أنه إذا تمت بشكل صحيح، فإن الأفكار يمكن أن تحاكي النجاحات الكبيرة التي حققتها الحكومة: «الضمان الاجتماعي»، «ميديكير»، الجيش، والأوراق المالية، ونظام الطرق السريعة، والجامعات العمومية، والبحث الطبي، ومشروع لوزارة الدفاع أصبح اسمه «الإنترنت». لقد حان وقت.. الأحلام الكبيرة من جديد! *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©