بايكونور (أ ف ب) - أعلنت وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، أن مركبة الفضاء الروسية “سيوز” التحمت أمس بمحطة الفضاء الدولية، وعلى متنها 3 رواد فضاء، بعد رحلة أتمتها بسرعة قياسية. وقالت الوكالة إن الرواد أقلعوا من قاعدة “بايكونور” الفضائية في سهوب كازاخستان في التاسعة إلا الربع من مساء الخميس، ووصلوا إلى المحطة التي تبعد 400 كيلومتر عن سطح الأرض خلال أقل من 6 ساعات، فيما كانت الرحلات السابقة تستغرق يومين. ونقلت “سيوز” رائدي الفضاء الروسيين بافيل فينوجرادوف وألكسندر ميسوركين، وزميلهما الأميركي كريستوفر كاسيدي. واستغرق وقت الالتحام بالمحطة ساعتين، وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الروسي استقبال الرواد بحرارة من قبل زملائهم الموجودين قبلهم على متن المحطة. ويعود الفضل في هذه السرعة الكبيرة إلى تطوير تقني أتاح للمركبة “سويوز” القيام بـ4 دورات فقط حول الأرض قبل أن تفلت من مدارها، فيما كان ينبغي في السابق إجراء 34 دورة مدارية، وتم اعتماد هذه الطريقة الجديدة في نقل الرواد، بعد أن نجحت روسيا في إرسال 3 مركبات شحن للمحطة في أغسطس وأكتوبر، وفبراير، ووصلت جميعها بسلام إلى المحطة في 6 ساعات.
وأشاد رائد الفضاء الروسي فينوجرادوف بهذا الاختصار الكبير في مدة الرحلة، وأشار إلى أنه ورفاقه سيكونون في حالة جسدية ممتازة عند القيام بإجراءات الالتحام بالمحطة. كما أتاح الوقت القصير للرحلة نقل مواد عضوية لم يكن من الممكن نقلها من قبل. وقال فينوجرادوف مازحا “في رحلة قصيرة كهذه، يمكن للرواد أن يأخذوا معهم مثلجات أيضا”.
وبدأت “روسكوسموس” تخطط لهذه الرحلات السريعة في عام 2011 عندما انتقلت محطة الفضاء الدولية من ارتفاع 350 كيلومترا إلى 400. وروسيا حاليا هي البلد الوحيد القادر على نقل رواد الفضاء من محطة الفضاء الدولية وإليها، بعدما خرجت مكوكات الفضاء الأميركية من الخدمة في صيف 2011.
ووافق الشركاء الدوليون لروسيا في محطة الفضاء الدولية على هذا النوع من الرحلات السريعة.
وتعتزم روسيا تطبيقها في كل الرحلات إلى محطة الفضاء، إلا أن وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” طلبت إمهالها بعض الوقت للدراسة. وأبدت قلقها من اضطرار الرواد في هذه الرحلات السريعة للبقاء في مقاعدهم، وعدم قدرتهم على تمديد أقدامهم، أو الانتقال إلى حجرة الإقامة في المركبة.
عدد اليوم
