سنغافورة (أ ف ب) - بسبب أزمة الإسكان تعيش الكلاب عيشة الملوك في سنغافورة، التي تعتبر من أثرى مدن العالم، حتى إنها تمارس كل النشاطات البشرية تقريباً. وأسس جو هووه (48 عاماً) شركة متخصصة في الرحلات البحرية للحيوانات الأليفة تتكون من زورق واحد في يوليو الماضي. ويضم الزورق حوضا للسباحة وصالون تجميل وأطواق نجاة، كلها مخصصة للكلاب. وتكلف الرحلة التي تمتد ساعتين في عطلات نهاية الأسبوع نحو 30 دولاراً، أو 400 دولار إذا تم حجز الزورق كله.
وقال جو هووه إن “الأزواج الشباب يمتلكون حيوانات أليفة قبل إنجاب الأطفال، أو بدلاً عنهم في بعض الأحيان”. ويعتبر معدل الولادات في سنغافورة التي تضم 5,3 مليون نسمة من المعدلات الأكثر انخفاضاً في العالم، وغالباً ما تحول أسعار العقارات المرتفعة دون تملك الأزواج شققا واسعة بما يكفي لتأسيس عائلة كبيرة. وبالتالي، يستعيض البشر غريزياً بحيوان أليف ليغدقوا عليه الحنان.
وفي ظل هذا الوضع ازدهر سوق الحيوانات، وفتح 250 متجراً في سنغافورة أبوابها لبيع الكلاب بأسعار قد تصل إلى آلاف الدولارات، وتخصصت بعض الصالونات في خدمات الحيوانات، حتى إن بعضها وسع نطاق نشاطاته، مثل “بيتوبيا”، الذي أصبح يوفر خدمات الحضانة والألعاب والأكسسوارات وتقدم حمامات خاصة لإزالة الروائح النتنة بسعر يتراوح بين 40 و70 يورو، حسب حجم الكلب.
وتزداد يوماً بعد يوم الخدمات التي كانت فيما مضى حكراً على البشر رواجاً في عالم الحيوانات، مثل “الدوجا”، وهو مصطلح يجمع بين كلمة “دوج” بالإنجليزية أي كلب و”يوجا”. وقد أبصرت هذه اليوجا المخصصة للكلاب النور في هونج كونج وتايوان، قبل أن تنتقل إلى سنغافورة. وأوضحت روزاليند صاحبة نادي “سولر كادلز كلابهاوس” الذي يقدم صفوف “دوجا” منذ أغسطس أن “الحيوانات الأليفة تبقى في المنازل طوال ساعات. وتجمع الدوجا بين الكلب وصاحبه”. وليس من المستغرب بعد هذا تخصيص صحيفة “ذي سترايتز تايمز” الشهيرة في سنغافورة صفحة وفيات للكلاب.
عدد اليوم
