السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الهوية والتواصل الثقافي» عنواناً لـ «أبوظبي الثالث للترجمة»

«الهوية والتواصل الثقافي» عنواناً لـ «أبوظبي الثالث للترجمة»
10 ابريل 2014 00:05
جهاد هديب (الاتحاد) - اختارت إدارة مؤتمر أبوظبي الثالث للترجمة، الذي ينعقد لأربعة أيام ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب عنواناً جامعاً لدورته هذه يناقش من خلالها: «الهوية والتواصل الثقافي» الذي يتحقق عبر الترجمة. جاء ذلك في إطار اللقاء الإعلامي الذي أقيم صباح أمس في قاعة الندوات في فندق جميرا أبوظبي- أبراج الاتحاد واستهدف الكشف عن تفاصيل برنامج المؤتمر، وشارك فيه الدكتور علي بن تميم، مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والدكتور أحمد السقّاف مدير برنامج إصدارات ومشروع كلمة في الهيئة. بدأ اللقاء بكلمة للدكتور بن تميم أشار في مطلعها إلى أن اختيار العنوان يأتي في سياق: «فتح آفاق جديدة أمام المترجمين عند مقاربتهم للنصوص ونقلها إلى العربية من اللغات الأخرى، فلا يمكننا إغفال الدور المحوري الذي تقوم به الترجمة لتعزيز الهويات والانفتاح على الآخر والتواصل معه من جهة أخرى، وهو دور يمكن أن يكون عائما إذا غاب الوعي وعندها قد يقود إلى إساءة فهم النصوص». وقال بن تميم: «من خلال تجربتنا في مشروع كلمة نلحظ الوتيرة البطيئة التي تسير عليها حركة الترجمة العربية عموما، وهو أمر يجعلنا في موقع متأخر مما وصلت إليه ثورة المعرفة الحديثة والتكنولوجيا في العالم». وأضاف: «رغم أننا في مشروع كلمة قد تمكنا من نقل معارف وعلوم متنوعة عن ثلاث عشرة لغة وترجمة أكثر من سبعمئة كتاب، إلا أن الحاجة إلى تكثيف جهود المؤسسات الثقافية بهذا الصدد أصبحت أكثر إلحاحا مع ازدياد وتيرة الإنتاج المعرفي، كما أصبحت الحاجة ملحة إلى بلورة رؤية متكاملة تقود إلى توحيد الجهود دون إهمال للتنوع في الأهداف والاستراتيجيات». وعلى صعيد تفاصيل المؤتمر أوضح الدكتور أحمد السقاف أن المؤتمر يسعى إلى تحقيق «أهداف نوعية لتعزيز الهوية وإظهار دورها الكبير في عملية الترجمة»، ولتحقيق ذلك «ومن منطلق عملنا على بناء قدرات المترجمين الشباب وتمكين الجيل الصاعد من أدواته المهنية لاستكمال مسيرة التبادل الثقافي سنعقد أربع ورش عمل تدريبية متوازية ضمن مؤتمر أبوظبي الثالث للترجمة لهذا العام». وأكد السقاف أنه قد تم اختيار أربعة من الأكاديميين المتخصصين في حقل الترجمة للإشراف على هذه الورش، حيث سيجري النقاش حول أفضل الأساليب في الترجمة لنقل النص من لغته الأصلية مع الحفاظ على خصوصية اللغة والسياقات اللغوية والثقافية المتعلقة بها. وقال: «يشرف على ورشة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية الدكتور سعيد الشياب من جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويشرف الدكتور محمد عصفور من جامعة فيلادلفيا على ورشة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وأما ورشة الترجمة من الإيطالية إلى العربية فيشرف عليها الدكتور عز الدين عناية، وتشرف الدكتورة زينب بنياية، وهي مترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية». وقال أيضا: «يشارك في مختلف ورش العمل عشرون مترجماً من مختلف الدول العربية الذين تم اختيارهم بعد ملء استمارات المشاركة عبر الموقع الإلكتروني لمشروع كلمة، حيث قامت اللجنة المنظمة بفرز الطلبات وفقا لشروط القبول المعلنة، وهي أن يكون عمر المترجم ما بين الثامنة والعشرين وحتى الخامسة والأربعين، وأن يكون من خريجي كلية الآداب أو الترجمة أو اللغات، وأن يتمتع بخبرة لا تقل عن خمسة أعوام، كما يحضر الورش عشرون طالباً وطالبة من الإمارات كمستمعين في خطوة لخلق كوادر مواطنة في هذا المجال في مرحلة عمرية مبكرة». وختم الدكتور أحمد السقاف كلمته بالإشارة إلى أن الإقبال على المؤتمر من قبل «المترجمين الشباب يعد مؤشرا مهما نحو الاحتراف في عالم الترجمة، وهو مؤشر مشجع لنا للمضي قدما في مشروعنا لتأهيل وتدريب المترجمين الجدد، حملة مشاعل التنوير والانفتاح الثقافي». وردا على سؤال لـ«الاتحاد» حول الدراسات التي صدرت خلال السنوات السابقة وتشير إلى الضعف المروّع جدا في حقل الترجمة إلى العربية، وذلك من موقعه في «مشروع كلمة للترجمة» مثل دراسة الأمم المتحدة عن واقع الثقافة العربية والتقرير السادس للتنمية الثقافية العربية من جهة، وإصدار كلمة لأكثر من 700 كتاب من جهة أخرى، قال الدكتور علي بن تميم: «حقيقة الأمر أن الترجمة عربياً تمتاز حركتها بالبطء الشديد بسبب قلة الدعم المادي المطلوب وقلة الاهتمام والمتابعة من قبل المؤسسات المعنية بها، حيث أفضى هذا الأمر إلى أن تكون الترجمة قائمة بشكل أساسي على التوجهات الفردية وعلى اهتمام دور نشر تستهدف الربحية وهو الأمر الذي حدث بالضرورة نتيجة غياب مشروعات الترجمة الكبرى عن الثقافة العربية في السنوات الستين الماضية، بمعنى آخر فقد غاب الهدف الجامع والكبير الذي قامت عليه فكرة الترجمة التي كانت سائدة في الثقافة العربية التي استمرت في غير حاضرة مهمة من الحواضر العربية والإسلامية حتى ما قبل اختراع الكتاب، على ما نعهده بفترة زمنية قليلة». وأضاف: «غير أنني أرى أن الأرقام التي أُعلن عنها في الدراستين المشار إليهما فيهما مبالغة، وهي مخيفة إذا ما قورنت بمعدلات القراءة في الوطن العربي بحسب الدراستين أيضا، غير أنها أرقام غير بريئة من الاتجاهات السياسية والأفكار التي تبعث على الإحباط وتثبيط الهمة. دون أن يعني ذلك خلو حركة الترجمة في الثقافة العربية من خلل بنيوي، يحتاج تجاوزه والرد على تلك الأرقام وضع استراتيجيات كبرى تستعيد تلك الفكرة الأساسية التي قامت عليها الترجمة سابقا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©