الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«يورو 2016» تعيد اكتشاف الوجه الجميل لكرة القدم

«يورو 2016» تعيد اكتشاف الوجه الجميل لكرة القدم
13 يوليو 2016 11:00
أمين الدوبلي (أبوظبي) إذا كان السؤال عن أعظم شعور في كرة القدم.. فإن الإجابة المتوقعة والتلقائية عند الغالبية العظمى من اللاعبين والمدربين والإداريين والجماهير، هي حالة الفوز، ونشوة الانتصار، وانتفاضة المدرجات عند تسجيل الهدف، وفرحة الحصول على النقاط الثلاث، ولحظة المجد عند التتويج باللقب، ودمعة المشتاق عند رفع الكأس، والثقة عند انتزاع الصدارة، هذه كلها معان جميلة في اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لكننا مع المشهد المهيب لخروج البرتغالي رونالدو مصابا وسط تصفيق ودموع جماهير فرنسا والبرتغال في الملعب على حد سواء، ووقوف الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند لتحية اللاعب، ومسح ديدي دي شامب مدرب الديوك على رأس «الدون»، اكتشفنا أن في الكرة ما هو أعظم من الفوز، وأقيم من النقاط، وأغلى من هز الشباك، وأرفع من الصدارة، وأهم من التتويج، إنها الأخلاق الرياضية واللعب النظيف، والمصداقية حتى لو أدت إلى الخسارة. في نهائي يورو 2016، وبرغم خسارة المنتخب الفرنسي على ملعبه ووسط جماهيره، بقيت مشاعر التعاطف مع «الدون»، وذهب اللاعب ديمتري باييت بعد المباراة ليعتذر لرونالدو عن التحامه القوي، بعد أن كان قد اعتذر له في الملعب، وفي المقابل تقبل رونالدو اعتذاره في المرتين. ولم تقتصر السلوكيات النبيلة فقط في يورو 2016، لكنها تستدعي لذاكرتنا مشهدا ولا أروع للاعب الألماني أرون هانت خلال مباراة بريمن أمام نورنبرج عندما احتسب حكم المباراة مانويل جرايفي ضربة جزاء لبريمن بسبب خطأ ارتكبه أحد المدافعين بحق هانت، قام اللاعب الشجاع على الفور وجرى في اتجاه الحكم وصحح له المعلومة قائلاً إن أحدا لم يلمسه، وانه لا يستحق ركلة الجزاء، مما دفع الحكم إلى إلغاء قراره. المواقف كثيرة التي تتجلى فيها الروح الرياضية، والشجاعة من اللاعبين والجماهير، والمدربين، فلم يكن ذلك وحده عنوانا للتحضر، ولم ولن يكون الأخير، إلا أننا وجدنا تلك المواقف ماثلة أمام أعيننا الآن أكثر من أي لحظة مضت، خاصة مع انتشار مظاهر التعصب في ملاعبنا، وانتشار سلوكيات التحايل، والتمثيل، وادعاء الإصابة، فكان من الضروري أن نتوقف أمامها لنستخلص منها الدروس، ونستطلع الآراء في غياب معاني وقيم الرياضة عن ساحاتنا وملاعبنا في هذا التحقيق. وقال الحكم الدولي السابق إبراهيم المهيري: عند إصابة رونالدو وما تلا ذلك من مواقف، شعرت بقيمة الرياضة، واعتقد أن المواقف المدهشة من هذا النوع كانت كثيرة في يورو «2016» ولابد للاعبينا ومدربينا أن يتعلموا منها فلن أنسى مواساة سامي خضيرة لاعب منتخب ألمانيا للحارس الإيطالي بوفون بعد خروج الآزوري، وكذلك حرص الألماني كيميتش على إخراج الكرة برغم تأخر فريقه لإصابة ديمتري باييت والتي كانت خفيفة. وأضاف: رونالدو كان نبيلا عندما ذهب إلى زميله جاريث بيل بعد لقاء البرتغال وويلز واكد له أن منتخب ويلز كان نجما في البطولة، وأنه وزملاءه يستحقون أن يرفعوا رؤوسهم لأعلى على ضوء ما قدموه. وتابع: قبل التطرق إلى موقف هانت في الدوري الألماني وسلوكيات لاعبينا يجب أن نؤكد أن الحكم هو صاحب القرار الأول والأخير في الملعب، وأنه إذا اتخذ قرارا فنيا أو إداريا يجوز له أن يلغي هذا القرار قبل الاستئناف، أما إذا اكتشف الخطأ بعد استئناف اللعب، فعليه أن يستمر في إدارة اللقاء بشكل طبيعي، ثم يكتب تقريرا يذكر فيه الواقعة، لذا فإن موقف الحكم مانويل جرايفي الذي ألغى ركلة جزاء لهانت صحيح وشجاع، لأنه كان من حقه ألا يلغي ركلة الجزاء إذا لم يقتنع بكلام اللاعب. وأوضح «للأسف الشديد تزايدت في ملاعبنا المرحلة الأخيرة مسألة سقوط اللاعبين داخل منطقة الجزاء، للتحايل على الحكم، والتمثيل وادعاء الإصابة، وكرة القدم لعبة احتكاكات، وأنا أرجع ذلك إلى ضعف ثقافة اللاعب عندنا، لأن من الممكن للحكم أن يمنح اللاعب اليوم ركلة جزاء، لكنه سيعطي المنافس على حسابه ركلة جزاء غدا لنفس السبب، وفي المقابل يمكنه أن يشهر له البطاقة الصفراء لو اكتشف أنه يتحايل، ومن الممكن أن يتغاضى له عن ركلة جزاء صحيحة إذا كان معروفا عنه التحايل. وقال: عقوبة التحايل لم تكن موجودة في قانون الكرة في البداية وحتى تسعينات القرن الماضي، لأن اللجنة التشريعية في الاتحاد الدولي رأت أن اللاعبين يكثرون من التحايل، ويدفعون الحكام لاتخاذ قرارات خاطئة، ولابد من إيقاف انتشار تلك الظاهرة بوضع عقوبة على اللاعب المتحايل. وتابع: لاعبونا ليسو أقل من خضيرة وكيميتش وهانت في أخلاقياتهم، ولكل منهم الحق في البحث عن الفوز دون أن يتعارض ذلك مع الأخلاق، ومع قيم الرياضة النبيلة، ولكن للأسف فإن مثل هذه التصرفات من التحايل والتمثيل تتسبب في إيقاف المباريات، وتتكرر الإيقافات فنشعر بالملل، ولا تتطور كرتنا، وربما يعاقب اللاعب الذي يتحايل أو يدعي الإصابة، مثلما حدث مع وليد عباس لاعب الأهلي الذي أراد أن يتحايل على الحكم ليحصل على ركلة جزاء في مباراة الهلال في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، حينما وقع على يده، وتسبب ذلك في خلع كتفه بما استوجب علاجا لمدة شهر غاب فيه عن المستطيل الأخضر. وأوضح «الألماني هانت طلب من الحكم إلغاء ركلة جزاء كانت ستصب في مصلحة فريقه، لكنه نال احترام العالم، وأصبح مشهورا في كل مكان بتلك الواقعة، وربما يعتزل قبل أن يترك بصمة أخرى عند الجماهير أقوى من تلك البصمة، لكنه سيظل رمزا للروح الرياضية والأخلاق في كرة القدم، ويكفيه فخرا احترام المنافسين له». وقال: كان من الطبيعي أن يقوم أحد اللاعبين الأجانب في دورينا بمواقف مشابهة لموقف يورو 2016، وموقف هانت الألماني، لأنهم معنيون بنشر ثقافة وقيم الرياضة كونهم أكثر خبرة وتشبعا لها من خلال تجاربهم الطويلة، لكن للأسف لم يحدث أبدا ذلك من أي لاعب أجنبي في دورينا، بل على العكس هم يعترضون ويطالبون الحكم باحتساب ركلة جزاء لهم سواء كانوا يستحقون أو لا يستحقون، وفي المقابل رأينا أن أحد الفرق في الدوريات الأوروبية عندما سجل هدفا بلا قصد في منافسه من كرة يريد أن يعيدها للحارس على خلفية إصابة زميله، وقف الفريق بالكامل وأتاح الفرصة أمام الفريق المنافس حتى يسجل هدف التعادل إعلاء لقيمة الروح الرياضية. وأضاف: منذ 5 سنوات كنت أدير مباراة للشارقة والنصر، واحتسبت 7 دقائق وقتا بدلا من الضائع في الشوط الثاني، وفي السبع دقائق تم تسجيل 3 أهداف بواقع هدفين للنصر، وهدف للشارقة، وانتهى اللقاء بفوز النصر 5 - 4 فتقدم النصر بشكوى ضدي عن احتساب 7 دقائق وهو من وجهة نظرهم اكثر من الوقت الضائع، ولكن مع بحث الشكوى والعودة للشوط الثاني وجد المحققون أن الوقت الضائع 12 دقيقة وليس 7 دقائق، فهل ذلك دوري؟ هل هذه كرة؟ عدم الالتزام باللعب النظيف وإضاعة الوقت يقفان ضد تطوير اللعبة في الإمارات، لأن معدل دقائق اللعب في مبارياتنا لا يزيد على 38 دقيقة، في حين أن الاتحاد الآسيوي يرفع شعار 60 دقيقة لعب لتطوير الكرة في القارة الصفراء. ياسر سالم: السقوط في منطقة الجزاء «أولوية»! أبوظبي (الاتحاد) أكد ياسر سالم، الدولي السابق والمحلل الفني، أنه رغم ترشيحاته فرنسا بالفوز ، فإنه تعاطف مع البرتغال بعد إصابة رونالدو، وتمنى أن يفوز رفاقه ، مشيداً بسلوكيات جماهير ولاعبي ومدرب فرنسا. وقال: مبدأ الروح الرياضية في اللعب أصبح آخر اهتمامات أغلب اللاعبين والمدربين، بل والإداريين في الأندية، بمعنى أن اللاعب أصبح يستسهل الأمر ويسقط مدعياً الإصابة كي يوقف اللعب إذا كانت هناك هجمة واعدة، مشيراً إلى أن الهجمة المرتدة في المقابل باتت في الغالب لا تتوقف إذا كان أحد المنافسين على الأرض، فالكثير من اللاعبين أصبحت أمنيتهم ليست التسجيل وهز الشباك، بل السقوط داخل منطقة الجزاء للمطالبة بمخالفة، ونجد أن بعض اللاعبين ممن لديهم فرصة في التسجيل يفضلون السقوط، والمطالبة بركلة جزاء أكثر من التسجيل بشكل مباشر. وتساءل سالم «كيف نطور الكرة ونرفع إيقاع السرعة بهذه الطريقة؟، لدينا 4 أطراف مسؤولة عن ضياع الروح الرياضية اللاعب في مقدمتهم، وعليه أن يتصرف بمصداقية ومسؤولية، والحكم له دور أيضاً في معاقبة من يدعي أو يتحايل، وأن يكون جاداً في ذلك من البداية حتى لا يتكرر المشهد، وله دور أيضاً في عدم إيقاف اللعب إذا كانت إصابة من سقط على الملعب لإهدار الوقت بألا يوقف اللعب، والمدرب لا يجب أن يلوم لاعبه إذا انتصر للروح الرياضية، ولم يمثل، والإداري أيضاً عليه دور بأن يقدر موقف اللاعب المسؤول غير المدعي والذي يعلي من قيمة الروح الرياضية، وهنا الإداري الذي أقصده هو اتحاد الكرة والنادي والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية». وقال:«إذا انتظرنا أن يتكرر موقف اللاعب الألماني هانت في ملاعبنا ربما يطول الانتظار لـ 100 عام، لأن من يفعل مثله في ملاعبنا ينتقد من مدربه ومن الإداري ومن الجمهور، وربما يعاقب، بدليل أنني في إحدى مباريات فريقي الوحدة أمام الشباب، وكانت النتيجة في صالح الشباب الذي سقط أحد لاعبيه على الملعب، ووصلت إلى الكرة في موقف شبه انفراد، وعندما أوقفت اللعب وأخرجت الكرة انتقدني الجميع خاصة أننا خسرنا المباراة». عبد الرحيم: الجهل بالقانون سبب مباشر أبوظبي (الاتحاد) أكد الحكم الدولي السابق حسين عبد الرحيم والمحاضر في اتحاد الكرة أن السوق الأوروبي يجب أن يكون منبعاً ورافداً لنا نتعلم منه في ميدان كرة القدم، مشيراً إلى أن السلوكيات الرياضية المتحضرة يجب أن تكون محل اهتمام لاعبينا المحترفين، خاصة أن نسبة التحايل والتمثيل زادت كثيراً في الفترة الأخيرة. وأضاف: الجهل بالقانون هو السبب الرئيسي، لأن اللاعب عندما يسقط مطالباً بركلة جزاء لا يفكر إلا في ركلة الجزاء فقط، ويضع مسألة العقوبة بالبطاقة الصفراء ضده بعد أولوية ركلة الجزاء، في حين أن البطاقة قد تكلفه الغياب عن المباراة المقبلة. وقال: «اللاعب ليس لديه الإلمام الكافي بالقانون، بدليل أنه عند مطالبته بقرار من الحكم يعرض نفسه للعقوبة لأن الحكم قد يعتبر ذلك اعتراضاً ويمنحه بطاقة صفراء، ثم إن كل هذا ليس في مصلحة الكرة لأنه يوقف اللعب، ويقلل المتعة، وللأسف اللاعب لا يعلم أن الإعادات وأساليب التصوير الحديثة تكشف تحايله للجميع، وتجعل الحكام يكونون عنه صورة سلبية، ثم ماذا سيقول لمحبيه هل يرضيه أن يعرفوا بأنه مدعٍ أو متحايل؟». وتابع: «لابد أن يكون الدافع داخلياً عند اللاعب، وأن يدرك أنه نجم وله جمهور ومحبون من الصغار يعتبرونه مثلاً أعلى، وهنا لابد أن يتحلى بالمسؤولية أمامهم، وإلا سيكون محتالاً، كما أن وجود 6 حكام الآن جعلهم أكثر دقة في الكشف عن التحايل، وجعل اللاعبين أكثر عرضة للعقوبات». وقال: مسألة عدم احترام المنافس، أو عدم إخراج الكرة خارج الملعب عند إصابة أحد المنافسين، هي مسألة أخلاق، لكن القرار هنا يعود للحكم، فإذا وجد مبالغة في عدم احترام المنافس سواء من اللاعبين أو الجمهور، أو عدم إبعاد الكرة خارج الملعب عند الإصابة، فمن حقه أن يوقف المباراة ويتدخل. وتابع: «إذا عقدنا مقارنة بين احتجاجات اللاعبين على الحكام، في ملاعبنا وفي الخارج، سنجد بسهولة أن الاحتجاجات لدينا أكثر، وتلك ظاهرة سلبية تنال من مبدأ اللعب النظيف والروح الرياضية، مشيراً إلى أن الروح الرياضية هي أهم شيء في كرة القدم، والحكم يمكن أن يخطئ ولكنه لا يقصد أن يوقع نفسه في الخطأ، وبالتالي فإن المسؤولية الأكبر تقع على اللاعب، في أن يكون جريئاً ويخبر الحكم بالحقيقة قبل استئناف اللعب، وللأسف طوال مسيرتي التحكيمية هذا لم يحدث معي، ولم أجد لاعباً ينصف منافسه ويشهد للحقيقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©