السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الواقعية» تمنح البرتغال «التاج الأوروبي» في «يورو 2016»

«الواقعية» تمنح البرتغال «التاج الأوروبي» في «يورو 2016»
13 يوليو 2016 11:01
القاهرة (الاتحاد) التاريخ يكتبه المنتصرون.. ولأن منتخب البرتغال حصد لقب بطولة يورو 2016 للمرة الأولى في تاريخه، فقد أعاد كتابة تاريخ البطولة كيفما أراد، بعد محاولته الأولى في عام 2004 فوق ملاعبه والتي باءت بالفشل مع الخطوة الأخيرة في نهائي تلك النسخة، وها هو يحقق البطولة القارية الأغلى خارج قواعده فوق أراضٍ فرنسية بعد 12 عاماً من مغامرته الأولى. لكن إحقاقاً للحق، فإن التاريخ هنا يكرر نفسه مرة أخرى، والفضل يعود إلى منتخب الدنمارك قبل 24 عاماً في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً في بطولة 1992 بعد فوزه المفاجئ باللقب على حساب ألمانيا في النهائي الذي أقيم في السويد وقتها، وعادت اليونان بعد 12 عاماً أيضاً، في نسخة 2004، لتحقق المفاجأة التاريخية نفسها بالفوز على البرتغال في عقر دار الأخيرة، ليعود سليساو أوروبا هذه المرة بمفاجأة تتكرر كل 12 عاماً محققاً لقبه الأول خارج دياره على حساب الفرنسيين، ومرسخاً عقدة أصحاب الأرض للبطولة الثامنة على التوالي، حيث فشل منظم البطولة في الفوز بأي لقب طوال 32 عاماً، منذ فوز الديوك الفرنسية ببطولة 1984. البرتغال لم تكن ضمن أكبر المرشحين للفوز باللقب، بل إن البداية المتعثرة لم تكن تنذر بتلك النهاية السعيدة على الإطلاق، فمر الفريق من دور المجموعات ضمن أفضل ثوالث في المجموعات، بل إنه لم يحقق أي فوز في أول ثلاث مباريات له في البطولة وحصد 3 نقاط من تعادلاته في المجموعة السادسة والأخيرة أمام كل من أيسلندا والنمسا والمجر على الترتيب. فاز السليساو بالبطولة بعدما حققوا الفوز في ثلاث مواجهات، الأولى أمام كرواتيا في دور الـ16 في الدقيقة 117 من الوقت الإضافي، والثانية في مقابلة ويلز في الدور قبل النهائي بهدفين نظيفين، ثم في النهائي على حساب أصحاب الأرض بهدف قاتل أيضاً في الدقيقة 109 من الوقت الإضافي، مقابل 4 تعادلات، ثلاثة منها في الدور الأول، والتعادل الرابع كان أمام بولندا في ربع النهائي بهدف لكل منهما قبل أن يمر المنتخب البرتغالي بركلات الترجيح (5 - 3). منتخب البرتغال حل في المركز الرابع من حيث قوة خط الهجوم، بعدما سجل 9 أهداف في سبع مباريات، بمعدل 1.29 هدف في المباراة، وسكنت مرماه في المقابل خمسة أهداف، بمعدل 0.71 هدف في المباراة، ويأتي في المركز السابع مكرر مع فرنسا كأكثر الفرق استقبالاً للأهداف في البطولة، وبلغ الفارق التهديفي لصالحه (+ 4) في المركز الثاني مكرر وبالتساوي مع أربعة منتخبات أخرى. وكان سليساو أوروبا قد حافظ على نظافة الشباك في أربع مباريات، بنسبة 57%، وهو الوحيد الذي لعب 7 مباريات حتى النهائي دون أن يتعرض لأي خسارة في البطولة، وكانت بولندا قد غادرت البطولة أيضاً دون أي هزيمة في 5 مباريات، مثلما كان الحال مع سويسرا بعدم الخسارة في 4 مباريات. كل هذه الأرقام والإحصائيات، حتى لو كانت تشير إلى أن فوز البرتغال بالبطولة كان حلماً بعيد المنال، إلا أنه تحقق في النهاية بواقعية السليساو الشديدة وتحت قيادة فنية للمخضرم الداهية فيرناندو سانتوس، ليشبّه البعض أداء البرتغال بالفكر الإيطالي الواقعي المتحفظ القادر على تخطي مرحلة تلو الأخرى لتجده في النهاية بطلاً متوجاً لكبرى البطولات الأوروبية. أما عن البطولة، فقد أقيمت 51 مباراة في مختلف مراحلها، حُسمت 37 منها بالفوز، بنسبة 72.5%، مقابل 14 تعادلاً، منها 4 مباريات فقط انتهت بنتيجة سلبية كلها كانت في الدور الأول منها، وكانت مباريات النهائي وقبل النهائي قد انتهت كلها بالفوز. المنتخب الفرنسي، الوصيف، هو الأكثر فوزاً في تلك النسخة، بخمسة انتصارات، يليه التنين الويلزي بأربعة انتصارات، وبالطبع فإن منتخب البرتغال هو الأكثر تعادلاً (4 مباريات) تلاه كل من بولندا وسويسرا، وتعادل كل منهما في ثلاث مباريات، بينما كان منتخبا أوكرانيا وأيرلندا الشمالية هما الأكثر تعرضاً للخسارة، حيث مني كل منهما بثلاث هزائم، لكن تعرض لها كلها الأصفر والأزرق في الدور الأول وغادر مبكراً، بينما مر الجيش الأخضر إلى الدور التالي قبل أن يحصد خسارته الثالثة. الهجمات المنظمة تدك حصون المجر وأيسلندا 7 مرات القاهرة (الاتحاد) تسببت الهجمات المنظمة في اهتزاز شباك المجر وأيسلندا 7 مرات، ثم سلوفاكيا وويلز، وكلاهما استقبل 6 أهداف في مرماه بنفس الأسلوب، في حين أن الهجمات المرتدة كانت العامل المؤثر في رحيل النمسا عن البطولة حيث تلقت شباكهم 3 أهداف خلالها مقابل هدف واحد من هجمة منظمة، وكذلك الأمر مع التشيك بعد استقبال 3 أهداف بذات الطريقة مقابل هدفين بهجمات منظمة، ومني مرمى روسيا بستة أهداف مقسمة بالتساوي بين الهجمات المنظمة ضدهم وكذلك المرتدات، وتأثرت دفاعات المنتخبات الثلاثة بارتفاع معدل الأعمار لديهم حيث اقترب المتوسط لدى كل منهم من 29 عاماً، وهو بالطبع ما ينعكس على سرعة الارتداد لمواجهة الهجمات العكسية. كذلك يتضح الأمر أكثر مع استقبال الشباك الروسية خمسة أهداف من هجمات سريعة مررت فيها الكرة أقل من ثلاث مرات، وتكرر الأمر ذاته مرة أخرى مع النمسا والتشيك، واهتزت شباكهما 4 مرات بنفس الأسلوب، وهو ما يؤكد على أن السن المرتفع لدى تلك الفرق أثر على سرعة وخفة اللاعبين في الضغط والارتداد ومحاولة قطع التمريرات السريعة من المنافسين. التنظيم الدفاعي والتمركز الصحيح والضغط السليم على لاعبي المنافسين، اختفى بعض الشيء في منتخبي أيسلندا وويلز، حيث تلقت شباك كل منهما 5 أهداف من هجمات كانت الكرة تمرر فيها أكثر من ثلاث مرات في بناء هادئ منظم يتطلب بعض الدقائق الطويلة من المنافس لكنه كان ينجح في النهاية. وأخيراً، كانت الأراضي الإسبانية مستباحة أمام هجوم المنافسين، حيث مني مرمى الماتادور بثلاثة أهداف، كلها من داخل منطقة الـ 6 ياردات، وهو ما تكرر مع أيسلندا أيضاً، والأخير تسببت أخطاء حارسه في تلقيه هدفين في شباكه مثلما كانت الحال مع حارس مرمى سلوفاكيا. «النيران الصديقة» تمنح ويلز تذكرة تاريخية القاهرة (الاتحاد) من مجموع 108 أهداف، تم تسجيل ثلاثة أهداف عبر النيران الصديقة، هدفان في الدور الأول لصالح السويد والمجر في مرمى جمهورية أيرلندا وآيسلندا على الترتيب، وكلا المباراتين انتهتا بالتعادل، بينما سجل جاريث مكاولي هدفاً قاتلاً في مرمى منتخب بلاده، أيرلندا الشمالية، تأهلت به ويلز إلى دور الثمانية. تم تسجيل 42 هدفاً في الأشواط الأولى من عمر كل المباريات، مقابل 66 هدفاً في الأشواط الثانية ومعها الأشواط الإضافية أيضاً، لتصل نسبة أهداف الشوط الثاني إلى 61% مقابل 39% لأهداف الشوط الأول، وهو ما يوضح دور المديرين الفنيين في تعديل نتائج فرقهم بالإضافة إلى تعدد حالات الحسم في كثير من المباريات بفضل حماس وتركيز اللاعبين. وبعيداً عن أهداف الأشواط الإضافية، وهما هدفان، كلاهما لصالح البرتغال، صاحبة الإصرار الكبير وهو ما يظهر من تسجيل هذين الهدفين القاتلين، فإن آخر ربع ساعة ومعها الدقائق المحتسبة كوقت بدلاً من الضائع هي الفترة الأغزر تهديفاً في البطولة كلها، ولعله كان المشهد الأبرز منذ مباريات الدور الأول، وتم تسجيل 28 هدفاً ما بين الدقيقتين (76 و90) وما بعد التسعين، بنسبة 26% من أهداف البطولة، أي الربع تقريباً.. وبلغ عدد الأهداف المحرزة فيما بعد الدقيقة 90، تسعة أهداف. ثم كانت بداية الشوط الثاني أيضاً، وسجلت فيها المنتخبات 21 هدفا، بنسبة 19.4%، وهو ما تكرر بنفس العدد والنسبة في نهاية الشوط الأول.. بينما كانت الفترة في منتصف الشوط الأول (ق 16 - 30) هي الأقل تهديفاً، وأُحرِز فيها 8 أهداف فقط بنسبة 7.4%، ثم ربع الساعة الأول من المباريات وشهد تسجيل 13 هدفاً. على مدار البطولة كلها، تم إحراز 31 هدفاً حاسماً لنتيجة المباريات، بنسبة 28.7% من إجمالي الأهداف، 21 منها منحت الفوز لصاحب هذا الهدف الحاسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©