افتتح مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني لأول مرة على مستوى الدولة أربع مدارس ثانوية فنية للطالبات المواطنات، وفق مواصفات ومعايير عالمية في كل من أبوظبي والعين وجزيرة دلما وعجمان.
فيما قرر المركز افتتاح مدرسة إضافية للطالبات العام الدراسي المقبل بأم القيوين، في “فلج المعلا”، وذلك لمواكبة الإقبال الكبير الذي شهدته تلك المدارس لقبول الدفعة الأولى من الطالبات خلال العام الدراسي الجاري.
ويشترط في قبول الطلاب بالمدارس الثانوية الفنية اجتياز اختبارات القبول والمقابلة الشخصية، ويتم اختبار المتقدمين في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات، حيث تم عقد اختبارات قبول في كل من مدارس أبوظبي للبنات، العين للبنات، عجمان بنين وبنات، والفجيرة بنين، وتشمل الجولة التالية المقرر لها يوم السبت الموافق 13 أبريل المقبل، جميع المدارس الثانوية الفنية بالدولة.
وقال المهندس حسين إبراهيم الحمادي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني إن المدارس الفنية تشهد إقبالاً كبيراً، لافتاً إلى أن إنشاء مباني المدارس الثانوية الفنية تميز باتباع معايير عالمية عالية المستوى، على أحدث المواصفات المتبعة في كـُبرى المؤسسات التعليمية والتربوية العالمية، وتم تزويدها بأحدث التقنيات والتجهيزات من ورش ومختبرات وصفوف دراسية ومراكز محاكاة لبيئة العمل المستقبلية في العديد من المسارات الدراسية.
وأشار إلى أن المدارس الثانوية الفنية تطرح مجموعة واسعة من المسارات الدراسية، مثل الصيانة الهندسية (الكهرباء والميكانيكا والطائرات) وإدارة الأعمال “إدارة المرافق وإدارة الإمداد والتموين والإدارة المالية والمحاسبة)، مسار علوم الصحة ومسار الوسائط المتعددة والفنون المرئية، ومسار التربية البدنية، وتمتاز هذه المسارات بأنها مصممة بحسب احتياجات القطاعات الصناعية والتجارية المحلية، بحيث تعمل على إعداد الدارسين للعمل ومواصلة دراستهم الجامعية، كل ذلك يتم من خلال برامج رعاية الشركات للطلاب في المسارات المتخصصة في المدرسة الثانوية الفنية والمبنية حسب احتياجات الشركات.
وأوضح أن المدارس الثانوية الفنية تتميز بمنظومة إرشاد وظيفي متميزة، ولتحقيق ذلك تقوم بتنظيم معارض للاسكتشاف الوظيفي يتم من خلالها عرض المسارات الدراسية والتخصصات المهنية المستقبلية المطلوبة في سوق العمل المحلي.
وتنظم المدارس الثانوية الفنية أيضاً الزيارات الميدانية للجامعات والمؤسسات الصناعية، وذلك لكي تنميّ التوجه الدراسي والمهني المستقبلي مبكراً لدى الطلاب، على نقيض النظرة السابقة بالحصول على الشهادة أولاً ومن ثم البحث عن العمل.
ويتم تدريس برنامج اللغة الإنجليزية في المدارس الثانوية الفنية وفق منهاج جامعة كامبريدج البريطانية، ويتم تدريس برنامجي الرياضيات والفيزياء وفق المنهج البريطاني (IGCSE)، ويتم كل ذلك بربط الدراسة النظرية بالتطبيق العملي أو ما يسمى “التعلم بالممارسة”.
وبذلك يتم بناء قاعدة علمية فنية قوية لدى الطلبة والطالبات تتيح لهم مواصلة دراستهم في الجامعات والمعاهد، خاصة في المعاهد التابعة لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني وصولاً إلى وظيفة المستقبل.
ومن جانبها، قالت عائشة علي النعيمي مديرة الشؤون الطلابية في المدرسة الثانوية الفنية إن نظام التعليم في المدرسة متطور جداً وبأحدث التقنيات ويفتح فرصا متعددة للطالبة في مسارات جديدة للتعليم، حيث تستطيع الطالبة العمل بعد منحها الشهادة الثانوية الفنية، كما يمكنها التقدم أكثر في المجال الأكاديمي ودخول الجامعة في حال كانت متميزة، لافتة إلى أن المسار الفني يفتح آفاقاً جديدة للتعليم في الدولة ويوسع من الفرص المهنية للطالبات، حيث إنه مجال مرغوب في سوق العمل.
وأوضحت أن جامعة الإمارات تخرج إعادا كبيرة من الطلاب لا يحتاجهم سوق العمل، حيث إن 70% من خريجي جامعة الإمارات من المساقات الأدبية لا يجدون فرص عمل، الأمر الذي يتطلب إعادة مفهوم مسارات التعليم ونسبها، بما يتوافق مع احتياجات الدولة وخططها المستقبلية.
وأشارت إلى أن المدرسة الثانوية الفنية للبنات فرع العين قبلت 175 طالبة للعام الدراسي الجاري كأول دفعة للطالبات في المدارس الفنية، حيث شهدت المدرسة إقبالا كبيرا من الطالبات نتيجة الوعي بأهمية التعليم الفني ونتائجه في المستقبل، لافتة إلى أن ذلك المسار يعتبر أعلى من المسار الأدبي وأقل من المسار العلمي، بالإضافة إلى أنه يفتح فرصاً متعددة عكس المسارات الأخرى.
وأشارت إلى أن عدد الطالبات اللاتي تقدمن للمدرسة أكبر من السعة الاستيعابية حسب الخطة، الإمر الذي يؤدي إلى قبول المتميزات حسب امتحان القبول والاعتذار إلى الأخريات.
وأضافت أن الطالبة تحدث لها نقلة كبيرة خلال تلقيها التدريب العملي والعلمي ويرتفع مستواها حتى بالنسبة للغة الإنجليزية، حيث يتم التدرج معهن في تطوير اللغة الإنجليزية وبقية المواد، حيث إن طريقة التعليم مختلفة وذلك من خلال الفصول المتخصصة والتي تهيئ الجو للطالب لتلقي الدروس، حيث إن نظام الفصول التقلدي يجعل الطالب يمل من العملية التعليمية.
وأضافت أن نظام الفصول يعتمد على وجود فصل ثابت متخصص لكل مادة عبارة عن مختبر أو معمل أو ورشة تصمم خصيصاً للمادة المعنية سواء كانت هندسة ميكانيكية أو كمبيوترا أو حتى اللغة عربية، وينتقل الطالب من فصل إلى آخر حسب المواد، فيكون الفصل عبارة عن مختبر متكامل عن المادة المعنية مزود بأحدث الأجهزة والمعدات ولا يحتاج الأستاذ لنقل كل هذه المعدات في كل درس، بينما يتنقل الطالب إلى الفصل المحدد للمادة، وأوضحت أن النظام القديم يزور فيه الأستاذ الطالب، أما حاليا فإن الطالب يزور المادة التي يريد أن يدرسها ويكون مهيأ لذلك.
المدارس الفنية نظام تعليمي متكامل
تأسست المدارس الثانوية الفنية تماشيا مع الطفرة التكنولوجية والصناعية التي يشهدها العالم عموماً ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة، وذلك لتوفير نظام تعليمي فني تخصصي متكامل لبناء جيل من مواطني ومواطنات الدولة من ذوي الكفاءات والمهارات الفنية المتميزة، حسب أرقى المعايير المحلية والعالمية بما يؤهلهم للإسهام الفعّال في نهضة الدولة.
كما تم تطوير المناهج الدراسية في المدرسة الثانوية الفنية، بحيث توائم مخرجات التعليم متطلبات إكمال الدراسة وذلك بحصول المتخرج على الشهادة الثانوية الفنية للصف الثاني عشر والمعتمدة من وزارة التربية والتعليم، بالإضافة للشهادات الدولية الفنية التخصصية المعتمدة عالمياً والمتوافقة مع نظام الهيئة الوطنية للمؤهلات في دولة الإمارات العربية المتحدة .
عدد اليوم
