مجلس التعاون يدين اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى

أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس،اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأول، المسجد الأقصى المبارك واعتداءها الوحشي على المصلين الفلسطينيين. واستدعى الأردن أمس، القائم بالأعمال الإسرائيلي احتجاجاً على المصادمات، وعمت تظاهرات الاحتجاج قطاع غزة، وصدر العديد من الاستنكارات العربية، بينما ذكرت التقارير أن جنود الاحتلال أطلقوا النار فأصابوا وائل يونس بدر من طلبة جامعة القدس - أبو ديس» بعيار ناري في قدمه ، وذلك أثناء مظاهرة طلابية تقدر بـ100 طالب وطالبة تنديداً بالإعتداءات التي وقعت في باحات الأقصى. ودعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية في بيان أصدره أمس المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية، إلى اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لوقف مثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطرة والاستفزازية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، ووقف محاولات التطرف والمتطرفين الإسرائيليين للمساس بالأقصى المبارك ، معتبراً ذلك ضربة للمحاولات والجهود المبذولة لتحقيق السلام من الأسرة الدولية. وحمَّل العطية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن انتهاكاتها الصارخة لقواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وبشكل واضح وصريح. وحث على وقف هذه الممارسات العدوانية فورا، وإبعاد المستوطنين وغيرهم من المتورطين من الحكومة الإسرائيلية في اقتحام المسجد الأقصى المبارك الذين خططوا ودبروا لهذا الاقتحام. وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على «وقوف المجلس دولا وشعوبا مع الشعب الفلسطيني الشقيق في محنته حتى نيله حقوقه المشروعة، وقيام دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وفق القرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى «خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية». وواصلت قوات الاحتلال أمس لليوم الثاني إغلاق البلدة القديمة من القدس وأعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف شرطتها، بينما بقي سكان المدينة على حال من الترقّب والحذر الشديدين من مغبة أي خطوة لليهود المتطرفين، حيث واصلت جموعهم التوافد إلى ساحة البراق بالقرب من الحرم القدسي، تمهيداً لاقتحام الأقصى لأداء الصلوات التلمودية فيه. ونصبت قوات الاحتلال حواجز بالقرب من بوابات الأقصى ، وواصلت منع سكان القدس والداخل الفلسطيني ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول المسجد. وجدّدت القيادات الدينية والوطنية المقدسية تحذيراتها من اندلاع انتفاضة شعبية عارمة ثالثة تحمل اسم الأقصى، في ذكرى انتفاضة الأقصى التي اندلعت في مثل هذه الأيام، بعد تدنيس شارون باحات الأقصى بحماية قوة احتلالية مُعزّزة. وأعلنت العديد من المؤسسات المقدسية عن فعاليات خاصة في ذكرى الانتفاضة تستمر عدة أيام. وأعلن الأردن أمس، أنه استدعى القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان احتجاجاً على المصادمات، معتبرا أن هذا عمل استفزازي يقوض جهود السلام. وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن وزارة الخارجية طلبت من القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان، إبلاغ حكومته «استهجانها واستغرابها لهذا الاعتداء السافر وتوقيته على المصلين العزل». ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي قوله خلال استقباله وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة كريستين كامرمان :»ندعو إسرائيل لحماية المقدسات الإسلامية وتسهيل وصول المصلين إليها لأداء الشعائر الدينية فيها بحرية». ودعت اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس، العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، إلى « القيام بعمل فعال وجاد لمواجهة المخططات الاستيطانية التهويدية الإسرائيلية في القدس المحتلة». وحذرت حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من اشتعال انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني رداً على المواجهات في الأقصى بمدينة القدس. وشدد النائب محمد دحلان مفوض الإعلام في اللجنة المركزية للحركة في بيان صحفي ، على خطورة الوضع في مدينة القدس والمسجد الأقصى، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني للتوحد، بينما دعا إسماعيل هينة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، التي تديرها حركة «حماس» لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى عقد اجتماع عاجل. وشهد قطاع غزة مسيرات غاضبة احتجاجاً على تصعيد الاحتلال لجرائمه في القدس والضفة الغربية والقطاع . وفي مدينة غزة خرج الآلاف في مسيرة جماهيرية حاشدة تقدمها عدد من قيادات حركة «حماس» والوزراء والنواب. وطالب عدد من الشخصيات الوطنية والدينية الفلسطينية، الأمتين العربية والإسلامية بنجدة المسجد الأقصى المبارك. وفي كلمة «حماس» قال النائب مشير المصري:«إن قطاع غزة خرج اليوم من شماله الى جنوبه تحدياً للاحتلال الإسرائيلي الذي دعا لتحدي مشاعر الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بانتهاكاته المتكررة للمسجد الأقصى». ودان «حزب الله» في لبنان «الاعتداء الآثم» الذي قامت به إسرائيل ، معتبراً أنه يشكل «إهانة كبرى» للأمة الإسلامية. كما دان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هذه الاعتداءات، ودعا المجتمع الدولي «الى الضغط على إسرائيل لوقفها».