الأسترالية هيرتينت تفوز بجائزة ليندجرين لأدب الأطفال

منحت جائزة أستريد ليندجرين العالمية لأدب الأطفال لهذا العام للكاتبة الأسترالية سونيا هيرتينت، البالغة من العمر أربعين عاما، وجاء في أسباب اختيارها من بين 155 متنافسا من 61 بلدا ان الكاتبة هيرتينت، هي واحدة من الكاتبات المجددات في مجال كتابة أدب الشباب والمراهقين، وبعمق غوصها النفسي في عالم الشباب، ودون إغفالها الجوانب المعتمة في دواخلهم، فأنها تخرق السطح وتجسد الشروط الحياتية التي يعيشها المراهقون· وهذا ما يوجد نوعا من التوازن بين أسلوبها وأسلوب الكاتبة السويدية ليندجرين، ويبدو ان هذة الإشارة الأخيرة قد أثارت حفيظة الكثير من النقاد السويديين، ومن بينهم الناقدة لوتا أولسون التي وجدت تباعدا بين أسلوب الكاتبتين، وهو ما اعتبرته موضع جدل في مدى مطابقة شرط الجائزة الأساسية، والتي تشدد على أن يكون أسلوب الكاتب الفائز قريبا من روح ليندجرين، وبين اعتبارات أخرى من بينها البعد الجغرافي، فقد عزت الناقدة قرار اللجنة الى اعتبارات جغرافية، أخذت بعين الاعتبار ان استراليا لم تحصل على الجائزة سابقا، وربما فوز كاتبة منها يحقق توازنا في تقسيم الجائزة عدلا على بقاع مختلفة من العالم· ردود الفعل الكبيرة في استراليا رسخ، الى حد ما، هذا الانطباع· وفي ردها على أسئلة الصحفيين حول ردود فعل أبناء بلدها قالت هيرتينت: كان يخالجهم شعور بالفخر والاعتزار بأن كاتبة من بلدهم تحصل على هذا الشرف، لقد وصلتني آلاف من باقات الورود والمكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية، وكلها تعكس فرحتهم· وأكملت: أنه شيء جيد للأدب الأسترالي، فنحن بعيدون جغرافيا، مما يصعب على أدبائنا النشر في الخارج، لقد أحتجت الى وقت طويل حتى أرى قصصي منشورة في الولايات المتحدة الأميركية· أما ناشرتها السويدية كاترينا فروك، فقد جاءت ردود فعلها سريعة وصرحت للصحافة حال سماعها النبأ قائلة : هذا خبر رائع· وشيء مفرح لمؤسستنا· إنها كاتبة تستحق الجائزة· وأضافت: منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها هيرتينت، قلت في نفسي ''إذا حدث يوما وأخذ كاتب للصغار جائزة نوبل للآداب فستكون هذة الكاتبة هي من يحصل عليها· وعن أهميتها قالت فروك: هي ليست كاتبة سهلة ولكن أسلوبها رائع ويصل بسهولة للأطفال والكبار على حد سواء· وعن منجزها ذكرت فروك: بالمناسبة، هيرتنيت ولدت في عام ،1968 ولهذا فهي تعد أصغر كاتبة سنا تحصل على الجائزة، وربما يعود ذلك الى بداياتها المبكرة· لقد أصدرت روايتها الأولى ''صعاب على طول الطريق'' وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة، وظلت تكتب حتى وصل عدد كتبها المنشورة 18 كتابا· ومن أشهرها ''ظلال الذئب المخطط''· لقد لفتت هذة الرواية أنظار العالم الى أسلوبها الأخاذ· كما ترجمت أعمالها إلى لغات عالمية كالصينية، الألمانية، الإيطالية، الفنلندية وغيرها· أما عن ردود فعلها بالجائزة، التي تبلغ قيمتها 5 ملايين كرونة سويدية (ما يقارب 800 ألف دولار أميركي) فعلقت هيرتينت بقولها : لقد علمت مسبقا، أني كنت من بين المرشحين لجائزة هذا العام، ولكني لم أكن أتوقع الفوز بها، خاصة وان أسماء كتاب أدب الصغار وهم مهمون كانوا بين المرشحين، مثل الكاتب الكبير كوينتين بلاكه، ولهذا حين بلغت بالفوز اعتقدت، بادىء الأمر، ان ثمة خطأ ما قد حدث· ولكن بعد تأكيداتهم لي أصبت بحالة من الهستيرية، فأنا لم أكن أحلم في يوم أن أحصل على جائزة ليندجرين، وهي الأهم في مجال أدب الأطفال دون أدنى شك!