السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشفاهة وأختها الكتابة

الشفاهة وأختها الكتابة
25 يوليو 2008 02:30
تختلف النكتة الشفاهية عن أختها الكتابية، وقد انتشرت الكتابية عبر رسائل المحمول، ثم أخذت مجراها في الإيميلات والمنتديات، بحيث بدأ البعض، نظراً للوسائط المختلفة، والتي يمكن تسميتها بالشبابيك، بتوثيق النكت الشفاهية، ومنهم من سجلها كما هي، ومنهم من أعاد صياغتها بشكل يتناسب مع الحس الكتابي، إلا أن اللافت هو أنه أصبح للنكتة المكتوبة مجال للحضور، وهو ما يشعرنا بأن تأليفها أصبح مرتبطاً بالورقة والقلم، ولو أنها أخذت طبائع النكت الشفاهية التي ظلت فيها الورقة والقلم خارج النطق إلا أنها (الكتابية) خسرت ولم تخسر الشفاهة أجزاءً من سلاطة لسانها، وطريقة إلقائها، وفي بعض الأحيان لذاعتها العامية المرتبطة بطبيعة اللهجات غير الفصحى، وما دمنا نعرف جيدا أن الفصحى هي الأم المقدسة، وهي الأم التي حبست المستقبل· الشفاهة موضوع للتعبير، والكتابة فكرة للتفكير، وما يقض مضجع الإنسان أنه مهما كان شريرا، فلن يكون إسرائيلياً· تختلف القراءات ولا تنتهي عن اليمن السعيد، ومهما كانت؛ فكلها مهد لفكرة أن اليمن قديم جداً، سليمان وبلقيس علامة حديثة، والهدهد طائر متجدد· لا اختلاف على أن النكت ترطب القلب بالمسخرة·· تلك هي الشفاهة، أما الكتابة فهي مصير القانون، وسيدة النظارة السوداء، إسوة بـ ''طه حسين'' و''أبو العلاء المعري''، وليس هنا مجال لذِكر ''هوميروس''· تقول الملاحم إن هناك مغزى من التقدم، كما أن التأخر حكمة·· لماذا نجد هنا شبهة ضعف في فهم الزمن، ·· فحتى ''برجسون'' وعلى ذمة ''باشلار''، وذمة ''محيي الدين ابن عربي'' لم يطرح الزمن على أنه ليس رغيف خبز، ·· جائع، ··متآكل، ··مريض، ·· لا ينتظر العلاج، ·· يجيئك الشفاء من المعصية· تقول ''ألف ليلة وليلة'' إن الحكايات فيها ليست حكايات، بل غمر بماء، تشرب منه وتتعذب منه، مثلك مثل ''أمريكا اللاتينية'' التي تضع تحت وسادتها ''الرواية''، وتمحو أخطاء الموت· ماذا ستقول النكتة، إذا تم استحداث أمر بائعيها، وانتقلت من الشفاهة إلى أختها الكتابة· ليس هنا معنى لعلامة استفهام، بل ''علامة'' همز ولمز وغمز، وضحك بأعلى قهقهة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©