الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ماي».. استثمار «الاحتفاء» خلال الاستفتاء

12 يوليو 2016 22:38
خطت «تيريزا ماي» أول أمس خطواتها الأولى على مسار خالٍ من التحديات، نحو أن تصبح رئيسة وزراء بريطانيا التالية، وذلك بعد انسحاب منافستها الوحيدة بشكل غير متوقع، من سباق خلافة كاميرون، وهو ما فتح الباب لدينامية، قد تقودها سريعاً إلى 10 دوانينج ستريت. وكانت منافسة «تيريزا» الوحيدة، وهي «أندريا ليدسوم»، وزيرة الطاقة، قد قررت التخلي عن حملتها، بعد أيام قليلة من اختيارها من قبل غالبية أصوات أعضاء البرلمان «المحافظين»، كي تصبح إحدى متنافستين على الوصول لأعلى منصب في البلاد. وكان من المقرر أن يستمر السباق الانتخابي طيلة الصيف، ولكن حملة «ليدسوم» بدت بداية متعثرة، بعد أن أثارت موضوع أمومتها باعتباره ميزة تتفوق بها على «ماي»، التي لم تنجب أطفالاً. وانسحاب «ليدسوم» يضيف نقطة تحول أخرى، في مسار موسم سياسي بريطاني، تميز بمفاجآت متتابعة، وبحالة من الفوران. و«ماي» البالغة من العمر 59 عاماً، التي تولت منصب وزيرة الداخلية خلال السنوات الست الماضية، ستكون أول سيدة تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا، منذ أن أعلنت مارجريت تاتشر استقالتها عام 1990. وقال «كريس جرايلنج» مدير حملة «ماي» إنها «ستفعل كل ما في وسعها لإعداد البلاد لمواجهة التحديات العديدة التي تنتظرها». وعلى الرغم من أن «ماي» سعت إلى إبقاء بريطانيا ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي، فإنها أكدت أكثر من مرة أن بريطانيا لا تستطيع أن تتجاهل نتيجة الاستفتاء، وقالت في تجمع انتخابي يوم الاثنين -قبل أن تعلن ليدسوم انسحابها من السباق:«الخروج يعني الخروج، وسوف نعمل على تحقيقه بشكل ناجح». والتحول المفاجئ في سباق القيادة تزامن مع زيارة قام بها لنيويورك جورج أوزبورن وزير خزانة بريطانيا، لتهدئة مخاوف المستثمرين الدوليين بشأن خطط بريطانيا للانفصال عن الاتحاد. والدفع باتجاه اختيار رئيس وزراء جديد، يأتي في وقت يجد فيه حزب «العمال» المعارض نفسه غارقاً في صراعات داخلية، وذلك بعد أن أعلنت «أنجيلا إيجل» النائبة الأولى السابقة لرئيس الحزب «جيريمي كوربين» يوم الاثنين، عن نيتها تحدي «كوربين» على قيادة الحزب. وكان «كوربين» اليساري، قد خسر اقتراعاً بعدم الثقة، تم إجراؤه من قبل أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب «العمال»، ولكنه رَفضَ، مع ذلك، مطالب مستمرة بالتنحي عن منصبه. الجدير بالذكر في هذا السياق، أن «المحافظين» قد فازوا بالأغلبية في البرلمان في انتخابات العام الماضي، وهو السبب في أنهم ليسوا بحاجة إلى الدعوة لتصويت جديد على تعيين رئيس وزراء جديد. ولكن حزب «العمال» والحزب «الليبرالي الديمقراطي»، دعوا معاً يوم الاثنين، لإجراء انتخابات جديدة قبل التصويت القادم المقرر عقده عام 2020. ولكن «ماي» قالت إنها لن تدعو لانتخابات جديدة، عندما تتولى منصبها. يشار هنا إلى أن «ماي»، قبل الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كانت تحل في المركز الثالث بعد جونسون وأوزبورن في الاستطلاعات التي كانت تُجرى لتحديد المتنافسين على خلافة كاميرون. ولكن بعد خروج الاثنين من السباق، استفادت ماي من بقائها بعيدة عن الأضواء خلال حملة الاستفتاء على الخروج، حيث سمح لها هذا الوضع بخوض حملة، تحت راية أنها مرشحة الوحدة القادرة على توحيد الجناح المؤيد للخروج، والآخر المطالب بالبقاء، داخل صفوف حزب «المحافظين» البريطاني. *مدير مكتب «واشنطن بوست» في لندن يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©