29 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - استقبلت جزيرة السمالية أمس الأربعاء 60 طالبة من المنتسبات لمركز السمحة النسائي ومجموعة من المشرفات، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الثريا الربيعي التي تنظمها إدارة الأنشطة والسباقات في نادي تراث الإمارات، وتختتم اليوم الخميس، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. وأوضحت فاطمة عبدالله التميمي رئيس قسم الأنشطة النسائية بالإنابة في النادي أن نشاطات أمس واليوم مخصصة بالكامل للفتيات المنتسبات لمركزي السمحة وأبوظبي في إطار اهتمام إدارة النادي بالفتيات وفتح آفاق وفضاءات جميلة لهن للتعبير عن مهاراتهن وطموحاتهن وقدراتهن في تعلم التراث وتعزيز الهوية الوطنية والتعرف على تراث الآباء والأجداد، خاصة المهن التراثية النسائية في جانب المشغولات والأعمال المنزلية.
وأشارت التميمي إلى أن برنامج أمس خصص لتنفيذ المشاريع الصغيرة بمشاركة الفتيات وأولياء أمورهن لترسيخ مفهوم تطوير نشاط العائلة في جزيرة السمالية أو جزيرة الأحلام التي تعتبر واحدة من أهم المحميات الطبيعية على مستوى المنطقة وتمتاز بتنوع مرافقها وميادينها المخصصة للنشاط الطلابي.
ونفذ أمس مشروع المرسم الحر بإشراف المشرفة حليمة المهري تحت عنوان “معالم من التراث العالمي”، حيث قامت الطالبات برسم معالم تراثية مختارة من الإمارات ومنطقة الخليج العربي والعالم مثل: آثار مدينة الدور في إمارة أم القيوين، وقلاع من العصر الحديدي في الفجيرة، وبرج إيفل بباريس وسور الصين العظيم وقلعة بهلاء في سلطنة عمان ومدافن حفيت بمدينة العين وبيوت تراثية قديمة في العاصمة اليمنية صنعاء وقلعة الزبارة بقطر والحدائق المعلقة في بغداد، إضافة إلى رسم مفردات تراثية نسائية محلية مثل البرقع والكندورة.
وقامت المهري بتقديم شرح واف عن تلك المعالم للطالبات المشاركات في المشروع، ومن ثم تم تنظيم معرض خاص تلك المعالم وتقديم جوائز عينية رمزية لكل المشاركات والمتميزات على وجه الخصوص. وأوضحت المهري أن فكرة هذا المشروع التراثي تهدف إلى تقديم معلومات تاريخية وتراثية حول تلك المعالم للمشاركات لتطوير الجانب المعرفي والثقافي لديهن.
كما تم أمس تنفيذ مشروع التشجير في جزيرة السمالية وهو فكرة خاصة بالطالبة سيرين خالد صالح الأحمد من مدرسة النهضة للفتيات، ويختص المشروع بزراعة شتلات من أشجار القرم الملحية التي تساعد على تحقيق نوع من التوازن البيئي، خاصة في مياه جزيرة السمالية، حيث يحقق هذا النوع من الأشجار الذي يعتبر موئلاً للأسماك توازناً بيئياً بحرياً خاصاً ونوعياً.
وقالت الطالبة سيرين الأحمد إن مشروعها يندرج في إطار المشاريع الزراعية الصغيرة ويشجع الطالبات على ممارسة هذا النوع من المشاريع الرامية إلى تعزيز فكرة قيمة الشجرة لدى الفتيات والعمل على الاهتمام بها ورعايتها وبخاصة الأشجار المرتبطة بالبيئة البحرية في الإمارات.
وأوضحت المشرفة نجاة عبدالله أن برنامج الملتقى المخصص للفتيات يهتم بصورة واضحة في تقديم المسابقات البيئية التي تثري جانب المعرفة البيئية لدى الطالبات. كما أن مشروع التشجير الذي نجح في تخضير منطقة ممشى القرم وبحيرة البط في الجزيرة، يشجع على الاهتمام بالنواحي البيئية ويسهم في إثراء معارف وثقافة الفتيات من جانب التوعية البيئية وبخاصة في جزيرة السمالية التي تحتوي على تنوع بيئي واضح.
وعبرت الطالبة جويرية اسماعيل آل علي عن سعادتها بالمشاركة في مشروع التشجير، وقالت إن ملتقى الثريا كان فرصة لها لتحقيق طموحاتها في تقديم شئ مميز لمجتمعها ووطنها الإمارات، فيما أكدت الطالبة بشاير نصيب عبد الله، أن ملتقى الثريا تجربة فريدة وخاصة لتعلم تراث الآباء والأجداد على الطبيعة وبصورة عملية ممتعة. وأشارت الطالبتان جهينة اسماعيل وحنان درويش إلى أن حضورهما إلى السمالية وممارسة الرياضات التراثية مثل الهجن والفروسية والرماية والحناء حقق لهما فرصة طيبة للتعرف على هذه المحمية الطبيعية ومعايشة التراث بصورة جميلة وسط أجواء أسرية وفضاءات مفتوحة تحقق عطلة مدرسية مثالية تجمع بين المعرفة والتراث والمتعة والترفيه.
وقد أتاح برنامج ملتقى الثريا للمشاركات ممارسة العديد من الرياضات التراثية في ميادين جزيرة السمالية مثل الفروسية والهجن والرماية والشراع الرملي وبرنامج العادات والتقاليد وتعلم فنون الطهي الشعبي والمشغولات اليدوية ومنها السدو والتلي. كما نظمت للمشاركات مجموعة من الورش التدريبية لتعليمهن فنون نقش الحناء والدخون وصناعة البراقع بإشراف عدد من الجدات في المشغل النسائي.
وفي الجانب الفكري والثقافي، نفذت أمس مجموعة من الأنشطة لتشجيع الطالبات على القراءة في المكتبة، كما نظمت لهن زيارة خاصة إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتشجيعهن على القراءة واقتناء الكتب التراثية والعلمية والأدبية. كما تمت الاستعانة بعدد من أولياء أمور الطالبات لسرد مجموعة من القصص والخراريف على المشاركات وذلك في إطار برنامج التواصل ما بين إدارة النادي مع المجتمع المحلي في سعي لتعزيز فكرة المحافظة على الموروث الشعبي.
ويهدف البرنامج المخصص للفتيات إلى تشجيع الطالبات الموهوبات والمتميزات على قيادة بعض الأنشطة في إطار برنامج القيادة الواعدة ومن ذلك ورشة الأعمال اليدوية التي أشرف عليها عدد من طالبات المراكز حيث قمن بتعليم المنتسبات الجديدات فنون الأعمال اليدوية والطهي الشعبي والحديث وغيرها من الأنشطة ذات الصلة بالأعمال النسائية.
ويشهد اليوم وهو مخصص للطالبات برنامجاً وفعاليات تشتمل على تنفيذ مجموعة من الورش التدريبية في تعليم نقش الحناء والألعاب الشعبية وتحفيظ القرآن الكريم والدخون والأنشطة الميدانية المختلفة في جزيرة السمالية، كذلك تنفيذ ورشة عمل في الأمن والسلامة وتعلم طرق إطفاء الحرائق والإسعافات الأولية، إلى جانب أنشطة مكتبية ومعرفية ومسابقات تراثية وثقافية مختلفة.
عدد اليوم
