الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركـا بعـد دالاس.. وحـدة وانقسـام

12 يوليو 2016 22:39
حثّ أوباما الأميركيين يوم السبت الماضي على أن يركزوا على الوحدة بينهم بعد سلسلة من عمليات القتل المتصلة بالشرطة التي وقعت الأسبوع الماضي. وفي مؤتمر صحفي في ختام قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالعاصمة البولندية وارسو، أكد أوباما على أن «أميركا ليست منقسمة كما أشار البعض... فكما أن هناك أسى وغضباً وارتباكاً في الولايات المتحدة هناك أيضاً الوحدة في إدراك أن هذه ليست الطريقة التي نريد أن تعمل بها مجتمعاتنا». وقبل كلمة الرئيس بيومين، قتل مسلح خمسة من أفراد الشرطة في مدينة دالاس بولاية تكساس أثناء احتجاجه على مقتل رجلين أسودين على أيدي الشرطة في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وأثار مقتل أفراد الشرطة الخمسة انتقادات وجهها بعض المحافظين إلى «حركة حياة السود مهمة» اعتقاداً منهم بأن المسلح أقدم على إطلاق النار بتحفيز من الخطاب المعادي للشرطة الذي تبثه الحركة. وكان دونالد ترامب المرشح المفترض للحزب «الجمهوري» لخوض انتخابات الرئاسة قد وصف أنصار الحركة بأنهم أناس «يبحثون عن المشاكل»، وأعلن يوم الجمعة أن أميركا «منقسمة بشدة»، وأن «التوترات تفاقمت ولم تتحسن». واستمرت احتجاجات الحركة كما كانت مزمعة على امتداد عطلة نهاية الأسبوع في غمرة الاتهامات الموجهة لها، لكن إطلاق النار لم يزد هوة الشقاق بين المعسكرين إلا اتساعاً فيما يبدو. ودفع الوضع الراهن من التوترات العرقية في الولايات المتحدة إلى المقارنة بينها وبين ما حدث في الستينيات، لكن أوباما رفض هذه المقارنات، وأشار إلى التقدم الذي حدث في العلاقات بين العرقيات المختلفة منذئذ. وقال أوباما: «إنكم لا تشهدون أعمال شغب، ولا تشاهدون شرطة تطارد الناس الذين يحتجون سلمياً. لقد شاهدتم محتجين سلميين متجانسين تقريباً ورأيتم شرطة متجانسة تتعامل مع هذه الاحتجاجات باحترافية». ورغم أن الاستقطاب السياسي في ذروته منذ عقود، والأميركيون منقسمون في آرائهم بشأن حركات مثل «حركة حياة السود مهمة»، يبرز أوباما بين عدد من الناس الذين يعتقدون أن الأمور ليست بالسوء الذي تبدو عليه. ويرى الصحفي «فرانك بروني» في صحيفة نيويورك تايمز أن التغطية الصحفية سادتها العناوين التهييجية، ونادراً ما تغطي ما يحدث بشكل صحيح. وكتب بروني يقول: «إنها تتجاهل كيف بدأ الاحتجاج سلمياً في دالاس، وكيف مضى قدماً بهدوء حتى دوي صوت الطلقات.. السود والبيض وقفوا معاً. المدنيون وأفراد الشرطة وقفوا معاً». والجهود التعاونية بين ضباط تنفيذ القانون والمجتمعات التي يخدمونها تزايدت وانتشرت عبر البلاد في السنوات القليلة الماضية، حيث تستكشف أقسام الشرطة مفهوم «الشرطة المجتمعية». وفي مقابلة مع كريستيان ساينس مونيتور العام الماضي، أكد هاري ليفين أستاذ علم الاجتماع في جامعة كوينز كوليدج الذي يدرس أنماط عمليات الاعتقال التي تقوم بها شرطة نيويورك أن «هناك وعياً قومياً جديداً وحركة بشأن التحيز والشرطة وهذا تطور جيد للغاية». والمخاوف بشأن التحيز العنصري والتنميط العرقي وصلت إلى أعلى مستوى من القيادة الأميركية، كما تجلى هذا في قوة المهام في البيت الأبيض لشرطة القرن الحادي والعشرين، التي كُشف النقاب عنها في مايو الماضي، والتي تستهدف تحسين العلاقات بين أقسام الشرطة المحلية والتجمعات السكانية للسود. وفي اجتماع للشرطة في شيكاغو الشهر الماضي، أكد «توم تايلر» أستاذ القانون وعلم النفس في جامعة «يل» على أنه يقوم «بهذا العمل منذ 30 عاماً ولم أشهد مثل هذه الروح من الانفتاح ومحاولة البحث عما هو مناسب لعمليات الشرطة كما شهدته هنا». وهذا ينقل رسالة عبر ما يُطلق عليه «حاجز سوء الفهم». ويقول البعض أن تجاوز هذا الحاجز قد يكون أسهل مما نعتقد. وفي مقابلة مع سي. إن. إن. بعد عمليات إطلاق النار يوم الخميس الماضي، صرح «فان جونز» المشارك في تأسيس جماعة «دريمز كوربس» غير الهادفة للربح والساعية لتحقيق العدل الاجتماعي أنه يعتقد أن «هناك جماعتين اثنتين فقط في الولايات المتحدة يمكنهما فهم إحداهما الأخرى في الواقع». وهاتان المجموعتان بحسب قوله تبدوان على أكبر درجة من الشقاق، وهما الشبان السود والشرطة. ويوضح جونز أن أفراد الشرطة يقولون: «إنهم يشعرون بأنهم عرضة للاستهداف... وهذا بالضبط ما يقوله الشباب في حركة حياة السود مهمة... وربما يكون هذا سبباً لإيجاد أرضية مشتركة بينهم في الواقع»، كما دعا مسؤولي الشرطة يوم الجمعة الماضية عبر الولايات المتحدة من دالاس إلى نيويورك إلى إنهاء «هذا الشقاق بين الشرطة ومواطنينا». *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©