الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعادة الذكريات

29 مايو 2017 00:06
تأخذني عقارب الساعة إلى الخلف، إلى تلك البقاع التي أحاول جاهداً كل صباح وأنا أنظر في قعر فنجان القهوة الأسود، أن أنساها، أو أن أتظاهر بأنني أنساها. إن كل ما نفعله نحن البشر، نجاحاتنا، إخفاقاتنا، أفراحنا، أحزاننا، صراخنا، سكوننا، فوضانا، نظامنا، إنجازاتنا، قفزاتنا، وثباتنا، هفواتنا، كبواتنا، سقوطنا، رضوخنا، خنوعنا، ثوراتنا، كفاحنا، سلامنا، استسلامنا، شوقنا، رغباتنا، عشقنا، حقدنا، ذكرانا، نسياننا، ربيعنا، خريفنا، دموعنا، ابتساماتنا، ما هي إلا محض اختياراتنا، قد لا نختار البدايات، لكننا بكل تأكيد نستطيع تحديد النهايات. ماذا لو كانت النهاية بيد قوة أعلى منا؟ حين يتدخل القدر ويضع النهاية التي يشاء رغماً عنّا، نهاية ما كنا في أسوأ الأحوال وأحلك الظروف أن نختارها، عندها فقط، نُصاب بوعكة العمر العصيبة، فالإنسان لا يختار أن يفقد من حوله مهما وصل به الأمر، الإنسان بطبيعته أضعف من أن يتمنى الضُّر ببشر. انتهى وقت صنع الذكريات الجميلة، وحان وقت الاستعادة، استعادة كل جميل لن يعود، فالأصدقاء مزيج سحري، أوقاتنا معهم ترياق سعادة، لكل ملمات الحزن التي قد تصيبنا. أبدأ بالانتقال عبر الزمن لحظة آخر لقاء، لحظة الوداع، آخر ضحكاتنا الصاخبة، ها أنا أبتسم مجدداً، أتراني هناك من الأعلى؟ لا بد وأنك ترى ما تصنعه بي ذكرانا معاً، تفر من حزني ابتسامة مبللة بالبكاء، ها أنا ذا أتقبل ما سمعت، ولن آتي إليك، لن آتي لكي أراك، لا أحتاج إلى هذه الذكرى الأليمة. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©