الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مارسيلو: عفواً أبي.. لن أعيش في جلباب القاضي!

25 ابريل 2018 03:22
أبوظبي (الاتحاد) مارسيلو فريتاس من أهم مدربي الجو جيتسو في أبوظبي.. يعيش مع «فن الترويض» في تجربة عمرها 34 عاماً، حيث بدأ ممارسة هذه اللعبة عند 9 سنوات، ومنذ أن بدأها لم يمر عليه يوم واحد دون أن يمارسها لاعباً أو مدرباً.. ولكن.. البداية لم تكن سهلة، فالوالد قاضٍ ملتزم ومعروف ورصين، والوالدة لها مكانة كبيرة في المجتمع، وكلاهما رفضا أن ينضم لهذه الرياضة القتالية، ونصحوه بأن يذهب لتعلم التايكوندو. قال مارسيلو: ذهبت إلى التايكوندو يوم واحد فلم أشعر بالسعادة، وأنا في طريق عودتي توقفت أمام صالة الجو جيتسو، ثم دخلت وتعرفت على من بالصالة، وبدأت أتدرب معهم في الأكاديمية، وعند العودة قلت لوالدتي، لن ألعب إلا الجو جيتسو، وبالفعل هنا كانت البداية، وتحت ضغوط رغبتي وافق الوالد بشرط ألا تؤثر على دراستي، وألا أستعملها في القتال مع الناس في الشارع. وعن أول تحدٍ واجهه مع الجو جيتسو قال: مرت علي 6 أشهر دون أن أخبر والدي بحاجتي لشراء بدلة الجو جيتسو «كيمونو»، وكنت أخشى أن يغضب ويرفض الفكرة من جديد، ولكني كلمت أمي بعد 6 أشهر، وهي من حاكتها لي لأنها كانت تهوى الحياكة، وأحتفظ بها حتى الآن لأنها غالية علي جداً كونها من رائحة أمي. وأضاف: في بداية مشاركاتي لم أحقق الفوز سريعاً، ولكني فزت بأول بطولة في سن 13 عاماً، كانت بطولة الأندية والأكاديميات في ريو دي جانيرو، لعبت 3 نزالات، ومع استمراري في اللعبة بدأت أحقق البطولات الكبرى عند 17 عاماً، فزت بالذهب في الحزام الأزرق في مدينة بيلوريزونتي ببطولة البرازيل الوطنية. وتابع: مع الجو جيتسو نحن كل يوم في نزال مع الحياة، لا بد أن نواجه المنافسين، ونعاني من السفر والمشاركات، ولن أنسى تلك البطولة التي سافرت لها 2000 كلم إلى فلامينجو للمشاركة، وأنا عند 14 سنة. وتحدث مارسيلو عن أصعب موقف تعرض له في مسيرته، وقال: في عام 2007 أجريت جراحة في 3 فقرات في العمود الفقري لي، وبعد نهاية الجراحة جلس معي الطبيب في حضور والدي وقال لي: يؤسفني أن أخبرك بأنك لن تمارس القتال مرة أخرى، لا بد أن تبحث عن رياضة أخرى، كان عمري 32 عاماً، وقد أشارك في نزالات الحزام الأسود، الطبيب قال لي إذا عدت للنزالات فربما لا يمكن أن تمشي على أقدامك مرة أخرى، ولكني لم أقتنع بكلامه، ومنذ هذا الوقت قررت أن أتدرب يومياً في حمام السباحة، لأستعيد المرونة للجسم، وبعد 12 يوماً فقط نزعت الغطاء الذي كان قد وضعه لفقارات ظهري، وكثفت تدريباتي في حمام السباحة، وحيث إني معالج طبيعي ودارس للعلاج الطبيعي تواصلت مع أساتذتي في الجامعة، وتعرفت منهم على بعض الحركات التي تعيد إلي المرونة، وتجعلني أستعيد عافيتي كما كانت، وقد تحقق لي ذلك بالفعل، وبعد 8 أشهر شاركت في بطولة العالم بريو دي جانيرو وفزت بالذهب، لن أنسى هذا التاريخ لقد أجريت الجراحة في الثاني من فبراير2007، وشاركت في بطولة العالم في أكتوبر من نفس العام. وتابع: بالنسبة لي كان أهم تحدٍ في حياتي هو عدم رغبة والدي لاستمرار مسيرتي مع الجو جيتسو، هو قاضٍ لديه مكتب محاماة كبير، وكان يحب أن أدرس القانون، وأضع يدي معه في المكتب، لكني رفضت، وطلبت منه أن يتركني بحريتي، كان عمري حينها 18 عاماً، ومنذ تلك اللحظة وهو لا يدعمني، ولا يهتم بنتائجي، وكنت أنتظر منه التهنئة بعد أي بطولة أحققها ولكنه لم يفعل، كنت أشعر بالحزن لأن الناس يتحدثون عن بطولاتي وإنجازاتي، بينما كان هو يتجاهل هذا الأمر تماماً، بل أحياناً كنت أشعر بأنه يخجل من الحديث عن هذا الأمر، وهذا هو الجرح الغائر الذي ما زلت أشعر به حتى الآن. مارسيلو يتكرر معه المشهد حالياً، ولكن مع ابنه الذي يتدرب جو جيتسو ويدرس إدارة الأعمال، وقال: قلت لوالدي.. لن أعيش في جلباب القاضي، وتقبلها مني وتركني أفعل ما أريد وظل بعيداً عني، وأنا أصبح لدي الآن حزام بني، وأترك له الحرية كاملة، وسوف أكون سعيداً بأي اختيار له، فلن أكرر موقف أبي معه، لأنني تعلمت من الجو جيتسو ما لم يتعلمه والدي في القضاء والقانون، تعلمت أن أثق في اختيارات الناس، لأن مسؤولية الاختيار تمنح صاحبها مسؤولية القدرة على النجاح، وأكثر ما يؤلمني أن والدي ووالدتي غادرا الحياة، وأنا هنا أدرب منذ عام 2008 لم أر اللحظات الأخيرة في حياة كل منهما، وهذا ترك لدي شعوراً بالألم والحسرة، وأشكرهما على كل شيء أعطياه لي، بما في ذلك التحدي الذي وضعاني أمامه في الجو جيتسو، لأنهما عندما رفضا تحولي إليها، كان ذلك هو بداية التحدي في مسيرتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©