السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنامل الأتراك تبث الحياة في الفنون وتبرز الوجه الجمالي للحضارة الإسلامية

29 سبتمبر 2009 23:53
وسط شذرات من الحضارة التركية العريقة لفت جنبات قاعة «أبن ظاهر» بالمجمع الثقافي في أبوظبي، افتتح ليلة أمس الأول معرض صناعة الكتب الإسلامية القديمة، بمشاركة مجموعة من الفنانين والحرفيين الأتراك الذين جاؤوا لأول مرة إلى إحدى العواصم العربية لعرض ابداعات أناملهم وإسهاماتهم في الحفاظ على التراث الإسلامي والفنون الإسلامية، وبث روح المعاصرة فيها من خلال عرضها بشكل مباشر على المهتمين بالإرث الفني والجمالي للحضارة الإسلامية سواء من الجمهور العادي أو المشتغلين بالفن، الذين احتشدت بهم أروقة المعرض. بعد حضاري التقينا منهم سامر المصري نائب المدير العام لهيئة الثقافة والتراث في أبوظبي والذي ذكرلـ «دنيا» أن هذا الحدث يقام في إطار الفعاليات المصاحبة لمعرض «الإسلام عقيدة وعبادة» الذي ترعاه حالياً هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وهذا العرض الحي للكيفية التي كانت ولا زالت تُصنع بها الكتب الإسلامية يهدف إلى التركيز على البعد الحضاري التاريخي الثقافي والاجتماعي للإسلام جنباً إلى جنب مع البعد الفني. وتسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من خلال هذا العرض إلى وضع الفنون الإسلامية في إطارها الشامل وليس فقط مجرد التطلع إليها دونما معرفة الكثير عن هذه الفنون التي مثلت ولقرون عديدة وجهاً حضارياً مميزاً للعالم الإسلامي. هوية إسلامية من ناحية أخرى يتم التركيز على أجزاء من الفنون الإسلامية التي لازالت محافظة على أصالتها وموجودة بفاعلية وقوة داخل إطارها المؤسساتي والثقافي وهو ما لم يتم الحفاظ عليه والالتفات له في غالبية الأقطار العربية. ولفت إلى أن التركيز على تلك الأمثلة من الفنون الإسلامية الموجودة داخل هذا المعرض، من شأنه أن يجذب الانتباه للفنون الرفيعة وكذا دعمها ونشر الوعي الشامل لجوانبها الفنية وارتباطها بالهوية الإسلامية. وأشار إلى أن هذه الجهود تحاول ضمان ترويج الفنون الإسلامية وضمان استمراريتها، وذلك من خلال الدعم والتحفيز الذي تلقاه عبر الإعلام والجمهور، وهما محوران أساسيان للحفاظ على أي فن وتبوءه لمكانة راقية داخل السياق الحضاري للمجتمعات، وهذا من شأنه، حسبما يقول سامر، وضع أسس لخلق هيكلية مستدامة لنشر هذه الفنون وضمان استمراريتها. فنون نادرة ومن بين زوار المعرض كانت الفنانة التشكيلية الإماراتية، سمية السويدي التي أوضحت أن المعرض على درجة من الأهمية لكل المهتمين بالفن والراغبين في تعلم فنون جديدة. ولفتت إلى أن المعرض يضم أنواع جديدة من الفنون مثل الرسم في الماء الذي تقوم به إحدى الفنانات التركيات وهو ما يعد أسلوبا فنيا جديدا لم يكن متعارف عليه في عالم الفن التشكيلي، حيث تقوم الفنانة بوضع الورقة التي ترسم عليها داخل الماء ثم تضع الألوان أيضاً داخل الماء، ومن ثم تشرع في ممارسة عملية الرسم وبعد الانتهاء منها تقوم بإخراجها من الماء فنجد لوحة فنية رائعة، وهو بالقطع شيء نادر ومدهش في عالم الفن التشكيلي. دقة المنمنمات وترى السويدي أن إقامة مثل هذه المعارض يعد دعماً للحركة الفنية في الإمارات ويعود بالنفع على كل من الفنانين ومحبي الفن من خلال الاحتكاك المباشر بهذه الأنواع الراقية والنادرة من الفنون، خاصة مع وجود أنواع وأشكال رائعة من الخط العربي، وكذلك المنمنمات المرسومة بدقة متناهية حتى أنه لا يمكن إدراك تفصيلاتها إلا بواسطة الأدوات البصرية، وهذا يدل على مدى براعة المشتغلين بالفنون الإسلامية، والتي أوحت لها شخصياً كفنانة إماراتية بأفكار لأعمال فنية ستبدأ في الشروع فيها وستظهر للنور قريباً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©