الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«انفلونزا الخنازير» عبر المدونات

«انفلونزا الخنازير» عبر المدونات
29 سبتمبر 2009 23:55
«انفلونزا الخنازير»، أصبح حديث الساعة، كل مكان يضج بنشرات التوعية عنه، كتبت شيخة محمد من الكويت في مدونتها http://alsheekha.maktoobblog.com: المرض الذي عرف بأنه وباء عالمي.. لسرعة انتشاره وتأثيره المميت على بعض المصابين به. حالياً، هناك من بالغوا بتخوفهم منه، ونسجوا حول أعراضه قصصاً وقصصاً، والمضحك في الأمر أن أسعار المرة و»ذكر اللبان» والينسون ارتفعت!! حتى يزيدوا من تكاليف الوقاية منه عند البسطاء.. ويزيدوا من درجة القلق عند القلقين. نأتي لعنوان التدوينة: هل يستدعي المرض أن تتوقف الدراسة؟ هل يستدعي المرض أن تتوقف عجلة الحياة؟ هل إذا أُجلت الدراسة سيبقى الصغار وأهلهم في بيوتهم؟ هل الحل في انتظار الموت بهذا المرض؟ ألن تكون هناك حاجة لمخالطة الآخرين في الأسواق والمجمعات والمستشفيات وأماكن الترفيه؟ لم نمنع الدراسة إذن؟ ثقافة المرض شخصياً، مع تأجيل الدراسة في الكويت، لكن فقط حتى تتم توعية المعلمين والمعلمات وإداريي المدارس بالمرض؛ لأنهم سيقومون مشكورين بنقل ذلك لأهلهم وبذلك يتحقق الأهم، وهو انتشار ثقافة الوعي بحقيقة المرض وخطورة انتظاره، بعد استكمال استعدادات وزارتي التربية والصحة لاستقبال الحالات المتوقعة والمصابة بالمرض عند بدء الدراسة، لا أمانع ببدئها إطلاقاً، فكما تعلمون في الكويت نسبة كبيرة جداً مصابة بأمراض الحساسية والربو، ومرض انفلونزا الخنازير يؤثر على المصابين بأمراض ضيق التنفس لتأثيره السيئ على الرئة. لكني كأم لطفل وحيد وكمعلمة في مدرسة، أعرف خوف الأهل على أولادهم، ويقلقني تواضع الاستعدادات في المدرسة حتى الساعة، وكل استطلاعاتي للرأي تشير إلى أن الطلبة سيمتنعون عن الدوام، وإن أقر، حتى منتصف أكتوبر المقبل. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، طلبتنا هم دون سبب يختلقون الأعذار للانقطاع عن الدراسة والإضراب الجماعي عن الحضور للمدرسة. بعد انتهاء الاختبارات، قبل إجازة العيد، قبل الاختبارات، إذا مالهم خلق للدراسة وكأن بانفلونزا الخنازير جاءهم سبب مقنع ليطولوا مدة الإجازة، ليزدادوا من اللعب و التنزه! وحال أغلب أولياء الأمور مشجع لاتجاه عدم دوام أبنائهم.. في ظل ظروف المرض وتدني الاستعدادات له، بل أكاد أجزم أن أغلب الآباء مهمل لأبنائه ولدراستهم، وفرح بتأجيل الدراسة؛ لأنها خففت عنه ميزانية الاستعداد للدراسة. أخيراً أنبه إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية الصحيحة من المرض والغسل المتكرر لليدين، والاهتمام بالنظافة الشخصية، ونظافة المكان الذي نعيش فيه، والأهم ألا نثير الرعب في قلوب أبنائنا تجاه هذا الوباء. فقبل أعوام، كان هناك تخوف من انفلونزا الطيور، وانتهت تلك الأيام ولله الحمد تجاوزناها، وقبلها بأعوام أيضاً، كان هناك تخوف من الحرب الكيميائية والصواريخ أثناء حرب إسقاط صدام، ولله الحمد تجاوزناها. علينا أن نبذل أسباب الوقاية، ونتوكل على الله فهو الحافظ والمعين والرحمن. أدعو الله صادقاً أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء، وأن يحفظنا وأولادنا والمسلمين من خطر هذا المرض. الأسئلة الصعبة المدون «قشطة» كتب في مدونته http://qeshtafamily.maktoobblog.com عن انفلونزا الخنازير: ما كانت هذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذا الموقف، منذ حوالي واحد وأربعين عاماً، حيث كان آخر وباء أصاب العالم بفيروس الانفلونزا هونج كونج عام1968 وراح ضحيته مليون شخص حول العالم، إلا أننا آنذاك لم نشعر بهذا الرعب الذي يجتاح الناس ووسائل الإعلام، فقد أصبح العالم قرية صغيرة من خلال الإنترنت، والساتيلايت والفضائيات، التي تجعل دبة النملة أشبه بوقع أقدام الفيل. ولعلنا نحاول خلال هذه السطور أن نجيب عن بعض الأسئلة عن الوباء القادم، حسب ما هو متوافر لنا من معلومات حتى الآن، وهناك ثلاثة أوبئة اجتاحت العالم خلال القرن الماضي، ولعلنا نعرف قدر ما يمكن أن يسببه فيروس الانفلونزا من خسارة، إذا تتبعنا انتشار العدوى كوباء خلال هذا القرن، ففي عام1918-1919 قتل فيروس الانفلونزا حوالي 40-50 مليون شخص من الذين أصابتهم العدوى، وقد أطلق العلماء على الفيروس المسبب لهذا الوباء «الانفلونزا الإسبانية»H1N1، حسب ما يعتقد أنه المكان الذي بدأ منه انتشار الوباء، وفي عام1957 كان وباء «الانفلونزا الآسيوية»، أما في عام 1968 فكانت «انفلونزا هونج كونج»، وكثير من الناس، ومنهم بعض الأطباء المتخصصين يظنون أن فيروس H1N1 الذي نواجهه الآن والذي أطلقوا عليه اسم «انفلونزا الخنازير» هو نفسه الذي سبب وباء 1918 وهذا خطأ، فالفيروس الذي نواجهه اليوم يحمل الاسم نفسه، ولكنه فيروس جديد تماماً، تبين من خلال التحليل الجيني له بعد عزله من بعض الحالات في الولايات المتحدة أنه مكون من جينات 4 سلالات هي: انفلونزا الخنازير بأميركا الشمالية، انفلونزا الطيور بأميركا الشمالية، الانفلونزا الموسمية البشرية، وكذلك انفلونزا الخنازير الموجودة في آسيا وأوروبا، ولكن كيف تم هذا الخلط الذي جمع من جينات كل هذه السلالات في فيروس واحد؟ من المعتقد أن الخنازير هي البوتقة التي تحدث داخل خلاياها هذه الخلطة السرية، فالخنزير يمكن أن يصاب بكل هذه السلالات في الوقت نفسه، ففيروس الانفلونزا البشري تصيب أعراضه البشر منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، إلا أن الفيروس نفسه لم يتم عزله أو اكتشافه إلا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وينقسم إلى ثلاثة أنواع أA، بB، جـ،C، والأخير ليس ذا قيمة في إحداث العدوى، ويظل فيروس أA هو الأخطر على الإطلاق، وهو الذي يصيب كلاً من الإنسان والحيوان والطيور، ويمكن أن يسبب الأوبئة المختلفة. وانفلونزا الخنازير تسببها سلالة من سلالات فيروس الانفلونزا الذي ينتمي إلى النوع أA، ولو شبهنا فيروس الانفلونزا بإرهابي خطير يريد دخول مكان محصن ليقوم بعملية إرهابية، والحارس المقيم على هذا المكان (الجهاز المناعي) لا يستطيع التعرف إلى هذا الإرهابي إلا من خلال ما يرتدي من ملابس، وأن هذا الإرهابي لديه 16 قميصاً، و9 بنطلونات مختلفة، وفي كل مرة يحاول الدخول يرتدي طاقماً مختلفاً مستخدماً التباديل والتوافيق بينها، لكي يخدع الحارس ويقوم بعمليته الإرهابية، فليس هناك من سبيل في هذه الحالة من تأمين المكان سوى من خلال مراقبة ما يلبسه هذا الإرهابي قبل وصوله إلى المكان، وإبلاغ الحارس بمواصفاته، لكي يستطيع أن يتعرف إليه ويوقفه، وهذا ما يحدث في حالة التطعيم أو أخذ اللقاح الواقي «الفيكس»، الذي يتم تصنيعه كل عام حسب السلالات المنتشرة في العام نفسه، إلا أنه زيادة في التمويه، فإن هذا الإرهابي كل فترة معينة يستخرج بطاقة شخصية، ورقماً قومياً جديداً، بحيث يستطيع خداع الحارس إذا عرفه من ملابسه وحاول إيقافه، وفي هذه الحالة يستطيع الدخول بمنتهى السهولة ليفعل ما يشاء دون أي مقاومة، وفي هذه الحالة يحدث جائحة أو وباء عالمياً يذهب ضحيته ملايين من البشر. تاريخ المرض فيروس انفلونزا الخنازير، اكتشفت إصابة الخنازير به منذ عام1930، وسجلت حالات انتقال للعدوى من الخنزير إلى الإنسان، وأيضاً من الإنسان إلى الإنسان، ففي عام 1976 أُصيب200 شخص بالعدوى وتوفي واحد في نيوجيرسي بذلك الفيروس، وتكررت العدوى عام1988 في ويسكونسين وتوفي واحد، وهناك سلالة أخرى من انفلونزا الخنازير اكتشفت عام 1998 هي H3N2، إلا أن هذه الإصابات كانت خفيفة قبل أن تحدث هذه الطفرة في السلالةH1N1، والأعراض المرضية التي تنتج عن الإصابة بالفيروس الحالي هي الأعراض نفسها التي يسببها كل من الانفلونزا الموسمية وانفلونزا الطيور، وتبدأ الأعراض المرضية في الظهور وتكون على شكل رشح أو زكام نتيجة إصابة الأغشية المخاطية التي تكاثر الفيروس بداخلها ودمرها، والتهاب في الحلق، وسعال جاف، وارتفاع في درجة الحرارة (أكثر من38.5 درجة مئوية)، مع وجود آلام حادة وتكسير في شتى أنحاء الجسم، وفقدان الشهية، والإحساس بالإجهاد والتعب لأقل مجهود، وإذا حدثت عدوى بكتيرية ثانوية، بالإضافة إلى عدوى فيروس الانفلونزا، فإن الأمر يزداد سوءاً، وقد يصاب الإنسان بالتهاب رئوي حاد وغير ذلك من المضاعفات الخطيرة. ولعل تشابه الأعراض يزيد من القلق والتوتر والوسوسة لدى معظم الناس، إلا أن المرض لم تسجل به أي حالات في مصر حتى كتابة هذه السطور، وبناء عليه فتوقع المرض يكون في حالات الإصابة بالعدوى خلال أسبوع من السفر إلى البلاد التي سجلت فيها حالات إصابة (فترة الحضانة 1-7 أيام)، أو الاحتكاك بشخص من هذه البلاد، أو الاحتكاك المباشر مع الخنازير أو الطيور (أرجو ألا ننسى أن لدينا عدوى متوطنة بانفلونزا الطيور)، وهناك من التحاليل ما يستطيع أن يؤكد أو ينفي وجود العدوى بالفيروس. والحقيقة أن التطعيم أو اللقاح الموجود حالياً لهذا النوع هو خاص بالخنازير، ولا يوجد تطعيم أو لقاح لوقاية البشر حتى الآن، وليس من المتوقع الوصول لذلك قبل فترة 3 - 6 أشهر. أما بالنسبة للعلاج، فهناك عقاران يمكن استخدامهما في أول 48 ساعة من حدوث العدوى وهما: «تاميفلو» ويؤخذ على شكل أقراص، وكذلك «ريلينزا» وهو على شكل بخاخ. بقي أن نناقش قرار إعدام الخنازير الذي تلقفته وكالات الأنباء ومنظمة الصحة العالمية لكي تنتقد مصر وتلومها عليه، خاصة مع عدم وجود أي عدوى في الخنازير، وقد استضافتني قناة الجزيرة الإنجليزية للتعقيب على هذه الانتقادات، وعلى الرغم من أنني لم أكن صاحب اقتراح الإعدام، ولكن بح صوتي من أجل النقل، وإذا كانوا يريدون تربيتها فينبغي أن يكون ذلك في بيئة نظيفة، وليس وسط القمامة والقاذورات دون أي إشراف صحي أو طبي، إلا أنني غير معترض علي الذبح للتخلص من تلك المزارع في الوقت الحالي، ليس بسبب انفلونزا الخنازير؛ لأنها خرجت من القمقم، وأصبح انتقالها بكفاءة عن طريق البشر أنفسهم، إلا أن وجهة نظري أننا دولة أصبحت فيها انفلونزا الطيور متوطنة، وأصبحنا أعلى معدل في انتقال العدوى من الطيور إلى البشر عام 2009، مما يدل على صعوبة تغيير سلوكيات العامة في التعامل مع هذا الوباء، ووجود هذا الكم من مزارع الخنازير وسط المناطق المأهولة بالسكان، والمكشوفة والمملوءة بالقاذورات وبقايا الطعام، حيث يمكن أن تهبط عليها الطيور المهاجرة وتحدث الطفرة التي يمكن أن تسبب جائحة بسلالة أخرى هي انفلونزا الطيور H5N1، ويتم نشر عدواها عن طريق جامعي القمامة، وتكون هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها جائحة بسلالتين جديدتين في الوقت نفسه، فيا منظمة الصحة العالمية، أهل مكة أدرى بشعابها، وبسلوكيات أهلها. ينبغي طبعاً ترصد القادمين من الأماكن المسجل بها حالات إصابة بالعدوى في المطارات والموانئ ونقاط الحدود للتأكد من عدم إصابتهم، والاستعداد بالأقنعة والمطهرات والأدوية اللازمة للتعامل مع الموقف، وتجهيز الفريق الطبي والصحي المعاون والمدرب لمواجهة الأزمة... إلخ. كما أن هناك بعض السلوكيات التي يمكن أن تقلل من انتشار عدوى الانفلونزا، حيث إن الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ والتنفس وأحياناً الملامسة، وهذه السلوكيات تتمثل في تجنب الوجود في الأماكن المزدحمة والمغلقة دون لزوم، وتجنب التقبيل، وتجنب الاحتكاك بالطيور والخنازير بشكل مباشر دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، كما يجب غسل اليدين باستمرار لمدة نصف دقيقة بالماء والصابون، وضرورة فتح النوافذ وتجديد الهواء في أماكن التجمعات مثل الفصول وأتوبيسات المدارس، وتجنب الانتقال بشكل حاد من الأماكن الدافئة أو الساخنة إلى الأماكن الباردة. كما يجب تحسين قدرة الجهاز المناعي ومساعدته من خلال الإكثار من فيتامينات موانع الأكسدة مثل فيتامين أA، جC، هـ،E، والزنك، والسيلنيوم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©