قوس قزح أطفالنا والكرتون

من يحمي براءة أطفالنا من الغزو الهمجي الذي استباح طهارتهم الملائكية من خلال أفلام الكرتون والبرامج الهزلية التي تفتقر للرقابة، والتي تمرر دون حياء، لقطات خالية من المضمون والمعنى، وتحمل مشاهد مسيئة لعاداتنا وقيمنا الدينية . من خلال مشاهدتي لعدد من أفلام الكرتون ومنها «توم وجيري» وجدت أن هناك لقطات تقبيل وغزل ومعاكسات يقوم بها القط توم بهدف جذب انتباه صديقته ، ولا تنتهي معركة المعاكسات عند هذا الحد بل تصل للتنافس بين القط توم وقط آخر يسعى للفوز بقلب الصديقة ذاتها. هنا وضعت يدي على رأسي من شدة جراءة الرسالة المقدمة عبر صحوننا العربية اللقطة لكل ماهو دون المستوى من برامج وأفلام ينقصها بعض الفهم لكيفية اختيار برامج تتناسب مع استراتيجية الدول في بناء الإنسان. حين كنا صغار كنا نشاهد القط توم يجري خلف الفأر جيري ،لكن أولادنا اليوم يتابعون نفس المطاردة ولكنها من نوع مختلف فلم يعد جيري المطارد بل القطة التي أخذ ظهورها يطغى على ظهور المسكين جيري. حقيقة لا أعلم ماالفائدة المرجوءه من تلك اللقطات التي فتحت أذهان أطفالنا لتساؤل عن مدى صحة ذلك السلوك وإلى التناقض الرهيبة في سلوكيات شخصياتهم الكرتونية وسلوكيات مجتمعهم المحافظ. أنني أتوقع مستقبلا أن نجد من يقوم بتبرير سلوكه الانحرافي بما قام به القط توم ،والاسترشاد بتلك اللقطات من باب أنها أمر عادي اعتاد على مشاهدته منذ الصغر !. لقد بخلت شركات الإنتاج العربي في توجيه إنتاجاتها للطفل العربي فلم توليه اهتماما كما فعلت شركات إنتاج عالمية خصصت برامج معنية بثقافتها وقيمها ووجهتها لأطفالها، وصدرت السيئ من إنتاجاتهم لأطفالنا، كما ركزت شركات إنتاج على الناحية الإبداعية للأطفال فكثفت برامجها الداعية للابتكار وتنشيط خاصية الإبداع لدى الأطفال بينما اكتفينا نحن بإعادة بث البرامج الكرتونية القديمة وهذه المرة بدون حذف . ريم البريكي