السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكلمة الهادفة مشروع رائد للتحفيز على القراءة

الكلمة الهادفة مشروع رائد للتحفيز على القراءة
23 يناير 2009 23:13
سفر في بحور الكلمة ومعانيها، سفر بلا مركبات ولا مواصلات، سفر في بحور المعاني دون أشرعة، سفر في اللامحدود واللامقيد، سفر دون حواجز ولا عراقيل، سفر أبوابه مفتوحة على مصراعيها لمن يريد السفر، سفر من أجل مخر عباب الكلمة للغوص في دواخلها، للإبحار مسافات بعيدة عبر روافد قصص لشخوص مختلفة، سفر يتيح الوصول لعوالم واسعة من الخيال والتأمل، سفر لا يحتاج لجواز سفر، لكن لأنه فكرة هادفة خلق من أجله جواز سفر رمزي، هو مشروع نبع من فكرة التشجيع على القراءة يمنح لكل طفل استطاع قراءة عدد معين من القصص والكتب، يمر القارئ خلال هذه الجائزة، بعدة مراحل ليحصل على الجائزة الذهبية وجواز السفر الثقافي، وهو مشروع رائد عمره ثماني سنوات ونتائجه مبهرة، رغم الكثير من المعيقات التي تعترضه· تتحدث مها المزروعي، مسؤولة وحدة شؤون الطفل في الإدارة الاجتماعية مؤسسة التنمية الأسرية عن المشروع والهدف منه والفئة المستهدفة، وحصيلة تجربة ثماني سنوات، والمشاكل والمعيقات التي يجب رفعها وطموح المشروع مستقبلاً· إن من الأهداف الأساسية لهذا المشروع، وهو اليوم في دورته الثامنة، تنمية مهارات القراءة عند الطفل، واستثمار وقت فراغه فيما هو مفيد ونافع، تنمية قدراته الفكرية واللغوية والتعبيرية، تحفيز الموهوبين في فن كتابة القصة القصيرة، وتفعيل دور مراكز مصادر المعلومات، وتوعية الأسرة بدورها في تنشئة جيل قارئ ومبدع، وانطلق المشروع بداية سنة 2002 وانبثقت الفكرة من قسم الطفل بمكتب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لشؤون المواطنات والخدمات الاجتماعية سابقاً، وقد انطلقت الفكرة كرد فعل لدراسة توضح ضعف مهارة القراءة عند الطفل الإماراتي، وعدم الرغبة في القراءة، اشتغلت هذه المجموعة على الفكرة، وبعد فترة بدأت تتبلور على أرض الواقع، تساءلنا، ما هي المشاريع التي تحفز على القراءة؟ وماهي السبل لتطوير القراءة بالمدارس ؟ وأسئلة أخرى كثيرة ومتعددة·· وكانت النتيجة عبارة عن فكرة ''جواز سفر'' يشبه كثيراً جواز السفر الدبلوماسي الحقيقي، ولونه أحمر، ويصدر هذا الجواز للأطفال الذين تجاوزوا قراءة عدد معين من القصص والكتب، ويقسم لثلاثة أجزاء المرحلة البرونزية، والمرحلة الفضية والمرحلة الذهبية، لكن بشروط خاصة، منها: ''أن يكون المواطن من دولة الإمارات، والا يقل عمره عن 8 سنوات، ولا يزيد عن 13 سنة، وهذا الجواز صالح لحامله فقط، غير قابل للتبديل في أي مرحلة من المراحل، الانتهاء من المرحلة البرونزية إلزامي لجميع المشاركين، ويعني هذا أن الجواز مقسم لثلاثة أجزاء منها الجزء الأول الذي يتكون من 30 صفحة التي يجب أن يتجاوزها المرشح إن كانت نيته المشاركة في الجائزة، ومن ثم الحصول على جواز السفر، وفي حال فقدان جواز السفر يعتبر المشارك مستبعداً من الجائزة، ومن شروط الجائزة كذلك ألا تقل نسبة الكتب والقصص المقروءة باللغة العربية عن 50% من مجموع القراءات، وأن تكون القراءات مجالاتها مختلفة بحيث تشمل العلوم والكتب الإسلامية، والفنون والآداب والمعارف، والثقافات الإنسانية، ويجب مراعات الصياغة اللغوية وتوضيح الفكرة وعمق محتواها، وتبرير الإعجاب بموضوع الكتاب أو انتقاده، ومن الشروط الضرورية أن يكتب المشارك بخط يده وبشكل واضح، والالتزام بنظافة الجواز والمحافظة على سلامته· تدني مستوى القراء تبرر المزروعي مسؤولة وحدة شؤون الطفل في المؤسسة، عدم إشراك جميع الأطفال، من مواطنين ووافدين، وعن سؤال لماذا إقصاء هذه الفئة ؟ أجابت: ''إن المسألة ليست إقصاءً، لأن المشروع مبني أصلاً على دراسة تؤكد ضعف القراءة وسط الطفولة الإماراتية على الخصوص، وهذا الأمر شكل لنا قلقاً كبيراً، فحاولنا استدراك الأمر بخلق هذا المشروع للتشجيع على القراءة، وخرج للوجود بدعم كبير من سمو الشيخة فاطمة، لكن هناك كثيراً من المعوقات التي يجب النهوض بها، وقد اعترضتنا بداية الكثير من المعوقات، وإذا كان المشروع في دورته الثامنة ولا زال يعرف الكثير من المشاكل، فإن البداية اعتبرت تحديّاً، بحيث وجب تغيير عقليات الآباء والأمهات قبل تحفيز الطفل على القراءة، لأنهم يعتبرون إمساك الطفل لكتاب أو قصة ما خارجة عن المقرر المدرسي مضيعة للوقت، وكثير من الأمهات كانت تسحب ابنها من المسابقة باعتبار ذلك يهدر وقته، فالأم غالبا ليست لها اهتمامات بالكتب، والآباء بشكل عام لا يشكلون قدوة حسنة في مجال القراءة لأبنائهم، نبسط هذا القلق ونحاول رفع اللبس ونناقش هذا الأمر مع الآباء، وغالبا ما نصدم بالأجوبة، فمثلا أم ننصحها بدمج إبنها ببعض المعاهد لتحفيظ القرآن الكريم أو القيام ببعض الأنشطة التي تنمي قدرات الطفل الفكرية خاصة بالعطل، فنقهر بالأجوبة التي تقول إنه لا يجب إتعاب الطفل أكثر من اللازم، كلها أمور يجب تغييرها من الأساس، وهذه أفكار خاطئة جداً ومتداولة بمجتمعنا ويلزم تغييرها من الأساس، وعلى إثر ذلك ركبنا التحدي وبحثنا عن الطرق المثلى للتحفيز والتشجيع، وذلك لاستغلال وقت الفراغ بما هو مفيد للطفل وتنمية قدراته الفكرية واللغوية والتعبيرية، وغير ذلك محاولة ربط علاقة بين الطفل والكتاب، بشكل لا يستطيع الاستغناء عنه، وتغيير النظرة للكتاب من السلبية للإيجابية ونطمح الى أن تكون في كل بيت مكتبة يستفيد منها كل أفراد الأسرة، يمارسون القراءة الحرة بدون قيود ولا شروط''· حوافز للجادين وتضيف المزروعي: ''لإنجاح المشروع قمنا بتفعيل دور مركز مصادر المعلومات سواء في المدارس أو في الجهات المعنية بالطفل كنادي تراث الإمارات، ومركز مصادر المعلومات بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة)، كما عملنا على تحفيز أمناء المكاتب للمساعدة في هذا المشروع، وقد لاحظنا في بداية المشروع أن أمناء المكاتب لا يساهمون بشكل فعلي يعتريه الحماس، لا يرسلون التقارير، نتفاجأ في آخر المرحلة بانسحاب كثير من الأطفال، مما جعلنا نفكر في طريقة لرفع هذا العائق، فخلقنا جائزة أمناء المكتبة كذلك، تمنح لمن يبعثون تقارير عن مستوى قراءة الطفل المشارك في المسابقة، ونلزمه بالمتابعة الجدية المرفقة بتقارير نعتمد عليها، ونمنح ''جائزة التميز'' لأفضل أمين مكتبة وهناك شروط لإشراك أمناء المكتبات بالمدارس منها موافقة رسمية من إدارة المؤسسة التابع لها الأمين، متابعة المشاركين حسب شروط الجائزة المنصوص عليها، الالتزام بكافة الاجتماعات والمواعيد المنصوص عليها لاستلام الجوازات وتوزيعها حتى يتم تسليمها لشؤون الطفل بالمؤسسة، التنسيق الدائم بين وحدة شؤون الطفل وأولياء أمور الطلبة، إرسال تقارير شهرية عن المشاركين في الجائزة، مساعدة المشاركين على اختيار الكتب وتنوعها من حيث اللغة والمضمون، وإشراك المشاركين عند بداية الجائزة في كيفية صياغة أفكارهم بطريقة واضحة وبسيطة''· بداية كل سنة تنبه المزروعي: ''في بداية كل سنة، وبالتحديد في شهر سبتمبر نوزع جوازات السفر داخل المدارس، والجهات المعنية التي تشملها الجائزة، كالمدارس الحكومية والخاصة بنين وبنات، بالإضافة لذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث يقبل كل طفل مكفوف ومعاق أو له إعاقة جسدية، ولا نستثني أطفال دول مجلس التعاون، وهذا الجواز مكون من 90 صفحة، ويشمل كذلك ملحقا لإبداعات الأطفال للقصة القصيرة التي يؤلفها الطفل، ونوزع ما يقارب 1000 جواز سنويا، بمعدل 20 جوازا لكل جهة مشاركة، وذلك بالتعاون مع المنطقة التعليمية بأبوظبي، وتنقسم الجائزة لثلاث مراحل، منها البرونزية وتعتبر هذه المرحلة إلزامية للمشاركة في الجائزة حيث يتوجب على المشارك في هذه المرحلة قراءة 30 كتابا كاملا، مما يؤهله للمرور للمرحلة الفضية، بعدها المرحلة الفضية والمشارك ملزم بقراءة 30 كتابا كاملا كذلك، بحيث يكون مجموع ما قرأه 60 كتابا، ثم يؤهل للوصول للمرحلة الذهبية، وعلى المشارك أن يكمل في هذه المرحلة قراءة 90 كتابا في المجموع، أي إضافة 30 كتابا آخر، وتلوّن كل مرحلة بلون معين في نفس الجواز، وكل مرحلة تخصص لها جائزة معينة عبارة عن شهادة شكر وميدالية وجائزة نقدية، ونعمل على تجميع الجوازات في شهر فبراير ليتم الفرز عن طريق الكمبيوتر، ليعلن عن الجوائز والتكريم خلال شهر أبريل، وهناك 8 لجان تعمل على فرز الجوازات، ولجنة خاصة تواجه الحالات الاستثنائية''· تجاوزات حصلت تتحدث مها المزروعي عن حصيلة السنوات التي مر بها المشروع وما قابل اللجان من بعض المشاكل، بحيث تقول: ''كنا نكتشف خلال مرحلة اختبار الأطفال من أجل الحصول عن الجائزة من يعتمد على الغش، وبمساعدة الأهل في بعض الأحيان، ولذلك نتحرى المصداقية، بحيث نسأل الطفل عن القصص التي قرأها وعمل على تلخيصها داخل المكان المخصص لتلخيص كل كتاب بشكل فردي وبخط يده، وكنا نصادف مرات عدم كتابة الطفل بيده، وأذكر هنا حالة طفل أدخل كل القصص التي قرأها ولخصها بالشكل المطلوب وبخط واضح جداً في المكان المخصص لكل قصة، سألناه، ولأن الطفل لا يكذب أبداً أجاب بأن جدّته من قامت بالمهمة، ولكنه أجاب عن كل تفاصيل القصص التي ملأ تلخيصها جنبات الجواز، وأحيل هذا الطفل الى لجنة خاصة وفاز بالجائزة استثناء، لأن المسألة لم تكن متعمّدة، وتّمت عن جهل من العائلة، وهناك حالات كثيرة كنا نصادفها كأن تكتب الأم لابنها تلخيص القصص والكتب دون أن يقرأها الطفل، وعندما نسأل الطفل يجيب بصراحة، ويتم استبعاده إن كان الجواب سلباً، كما يتم استبعاد كل الأطفال من الجائزة الذين لم يتموا قراءة العدد الكافي من الكتب والقصص ولو كان ناقصاً بعدد واحد، فهناك شروط وضوابط يجب مراعاتها''· مستقبل زاهر تؤكد المزروعي: ''أذكر كذلك أنه مرت في هذه الجائزة نماذج جيدة وكانت مثالا يحتذى به بحيث فازوا بالجائزة وقدر مالي وجواز السفر الثقافي، وكذلك هناك من ألف وأبدع بعض القصص القصيرة، وعبر عن حبه للقصة أو انتقادها من خلال مساحة مخصصة لذلك، وتعلم خلال مرحلة القراءة ما هي عناصر القصة، وهذا الجواز يمثل فخراً لحامله ويغرس في نفسه الفخر والاعتزاز، وهو صالح لصاحبه فقط وكذا ينمي حب القراءة وملكات الكتابة عند الطفل، ويبث فيه تحمل المسؤولية بحيث يعتبر الطفل مسؤولاً عن الجواز ونظافته وعدم ضياعه، كما نقوم من خلال ذلك بتقويم سلوك الأطفال خلال الامتحان، بالإجابة بصدق عن مساهمته من عدمه في كتابة ملخصات القصص داخل صفحات الجواز، ونمنح شواهد تقدير لمن فاز بالجائزة، وهذه الشهادة تخول لصاحبها المشاركة في مسابقة القصة القصيرة، وتخول المشاركة في ''جائزة حمدان للطالب المتميز'' بحيث يقدم الجواز وشهادة الشكر، ويقام حفل التكريم على مستوى عال في مسرح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وحفل البنين في مسرح مؤسسة التنمية الأسرية في البطين، وذلك لخلق نوع من التنافسية والتحفيز على المشاركة والعمل على النجاح''· سنشرك الوافدين مستقبلاً وتشير المزروعي إلى أن هناك تحديات يجب رفعها وذلك بتغيير الأفكار السلبية عن القراءة ومحاولة إدماج أولياء الأمر، لتغيير المستوى الفكري عندهم إيجاباً، وتوعيتهم وزرع حب القراءة في نفوس الجميع، بحيث أدركنا أن للأسرة دورا مهما جدا في مساهمة تشكيل وعي الطفل وتحفيزه على القراءة· وقالت:'' لذا بدأنا نعطي دورات للتوعية، وهذا ما قمنا به خلال هذه السنة ''من أجل طفل قارئ'' لخلق ألفة بين الكتاب وجعله شيئا ضروريا ومن أساسيات البيت قبل المدرسة، نطمح للأحسن ونعمل على ذلك، لكي تصبح في كل بيت مكتبة، ومستقبلاً وفي أفق 2010 سنشرك كل الأطفال بما فيهم الوافدون'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©