الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانة تركية ترسم «الآبرو» ألواناً عشوائية تسبح في الماء

فنانة تركية ترسم «الآبرو» ألواناً عشوائية تسبح في الماء
29 مايو 2010 21:20
كانت الفنانة التركية أداليت أوزوروك منشغلة في رسم إبداعاتها على الماء، عندما لمحنا التفاف الناس حولها. كانوا ينظرون إليها بدهشة للتعرف إلى السر الكامن وراء فنها الشهير المعروف باسم “الآبرو”. عندها حاولنا بفضول التقدم إلى الصف الأول للتحدث معها، فأخذنا نسألها بينما هي تتابع رسمها العائم وتجيب من دون حتى أن ترفع رأسها. وخلال أقل من 4 دقائق خرجت من بين يديها قطعة قماش مزركشة بألوان متناسقة وبخطوط متداخلة يصعب تصديق أنها كانت مجرد حبر عشوائي يسبح في الماء. عدتها لإنجاز هذه اللوحة من “الآبرو” هي حوض خشبي من الماء لا يزيد عرضه على 30 سنتيمتراً وارتفاعه 45 سنتيمتراً ومجموعة أصباغ تصبها بكميات وأبعاد متفاوتة. تمسك فرشاتها الخاصة وتغمسها بمسحوق الألوان ثم تخط أشكالاً متباينة على الماء مستعينة بخفة الحركة المطلوبة لإنجاح هذا النوع من الفن. تعيد الكرة برشاقة، لكن هذه المرة تختار لوناً ثانياً، ثم ثالثاً ورابعاً، إلى أن تكتمل لديها الفكرة. وعلى الرغم من قصر الفترة الزمنية لترجمة هذه المخيلة المبهمة، غير أنها في مراحل مختلفة من عملها تستعين بأكثر من أداة، تارة بإبرة ممشوقة لنثر الرذاذ بين الخيوط، وتارة أخرى بمشط مصنوع من شعر ذيل الحصان. ولا تكتمل الصورة إلا عندما تلتقط ذلك السلك الرقيق، حيث تحرك الألوان يميناً ويساراً ثم إلى أعلى وأسفل وفي كل الاتجاهات التي تخدم الشكل المرسوم في ذهن الفنانة. أما الخطوة ما قبل الأخيرة فهي حمل القماشة من أطرافها بأسلوب متقن، وجعلها تنزلق على مهل داخل الحوض المموج بالأصباغ ومن ثم رفعها بحرفية. هنا كان المشهد مكتملاً للوحة تجريدية مطبوعة بجمالية استثنائية. وكنا من بين من أخطأوا الظن عندما اعتقدنا أنه لا بد من ترك قطعة القماش جانباً بهدف الجفاف. فقد أضافت أوزوروك إلى دهشتنا دهشة من نوع آخر عندما وضعت لوحة القماش الجاهزة للتو داخل مغطس من الماء البارد، ثم رفعتها وعصرتها وقدمتها متوهجة. وتقول في ذلك: “مع أهمية هذا الفن المتفرد في خصوصيته، أجد أن تقنياته على بساطتها، لا يمكن التعامل معها بسهولة. فالأمر لا يحتاج فقط إلى الرغبة والهواية والحس الفني، وإنما كذلك إلى السرعة في الحركة مع التركيز على الدقة”. وهذان الأمران يتحققان مع تراكم الخبرة التي تتمتع أوزوروك بها منذ احترافها الرسم على الماء قبل 15 عاماً. ويقدم فن “الآبرو” جماليات شائقة لخطوط تخالها أولاً وهمية، ثم سرعان ما تكتشف أنها آخذة في الإبداع اللامتناهي. وهو فن يدوي ما زالت تتوارثه الأجيال منذ مئات السنين. وأكثر ما يمنح هذا الأسلوب الرفيع من الرسم، قيمته الفريدة التي لا تقدر بثمن عند الذواقة، هو أنه لا يحتمل التكرار أو النسخ. فمن غير الممكن صناعة نماذج مشابهة منه أو حتى تقليدها، وذلك لاختلاف درجة الألوان الممزوجة بالمياه، والفرق بين حركة اليد من عمل لآخر حتى عند الفنان نفسه.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©