الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النسيج رقصة الأصابع فوق مسرح الخيوط

النسيج رقصة الأصابع فوق مسرح الخيوط
29 مايو 2010 21:23
كان الإنسان البدائي أول من شبك أعشاب الشجيرات ببعضها بعضاً، وصوف المواشي التي كانت تشاركه حياته ليشكّل منها رداءً يقي جسده من برودة الطقس. مع توالي السنين والعصور، تأكد للإنسان أن «حياكة النسيج» هي إحدى أقدم المهن في العالم، فتاريخياً ووفق عدة كتب منها «صناعات الإنسان القديم» لمؤلفه فإن الفراعنة أتقنوا حرفة النسيج ببراعة وتوارثوها عبر القرون وصولاً إلى عصرنا الحالي. فيما تتقدم الإمارات دول المنطقة في ريادتها لهذه الحرفة التقليدية، إذ يولي «نادي تراث الإمارات» اهتماماً بالغاً بهذه الحرفة وعمل إحيائها وتضمينها سوق الصناعات التقليدية الشعبية. فشهدت حرفة النسيج ترسيخاً لاستمراريتها وحمايتها من الإهمال والاندثار، وحفظ جهود الأجداد الذين كانوا يمارسونها لتأمين مصدر رزقهم، وازدهر في القرية التراثية عمل «النسّاج» الذين يضمهم سوقها الشعبي. يقول محمد علي- نسّاج، واصفاً طريقة نسج الصوف: «أستخدم مجموعات من الغزلات (الصوف والشعر) لإنجاز أطقم من مستلزمات الخيام والمجالس البدوية والمفارش والوسائد والأغطية التي تكون رسومها عادة ملونة، وتحتاج تداخل الخيوط حسب الرسوم والنقوش، فنبتكر بعض الصور كالزهور والنخيل والجمال والخيول والمثلثات والدوائر، وتتم عملية تنفيذ الرسم بدقة، إذ يرسم الشكل أولاً على ورق ميليمتري لا يتجاوز عرضه 7-10 سنتيمترات في حالة نسجه على سنارات آلة الكارجة (آلة تصنع من خشب السدر أو الحديد)، ويتكرر الشكل في كل 7-10 سنتيمترات، وتطول خيوط الصوف بحسب القطعة، إذ تكون مفارش المجلس أطول من خيوط الوسائد». بينما يقول النساج جمعة المصري، موضحاً طريقة نسج القطن: «أستخدم في عملية النسج القطن الذي يستورد بألوان الأبيض والملون، وأقوم بتجهيز كل المواد التي أحتاج لها خلال النسج، فأستخدم الكارجة مرفق معها النير الذي يستخدم لإدخال غزل القطن أو الصوف، وهناك (الدواوير) وكذلك (الدولاب)، حيث تتم عملية تمشيط المادة المنسوجة وغزلها بواسطة آلات تقليدية مصنوعة من الخشب أو سعف النخيل، ثم أمد خيوط النسيج قطن أو كتان على النول، فيما يختلف طول الخيوط بحسب القطعة المراد نسجها (وزار أو ثوب أو قميص أو سروال)، وتكون الكارجة والنول متحركاً ومرتبطاً بسنانير ضمن الثقوب التي تشغل السنتميتر مربع، وعندما تدار الكارجة أو النول، فإن المكوك الخاص بالخيوط يرفع السنارات إلى الثقوب ذهاباً وإياباً ويتكرر العمل إلى حين نسج القطعة كاملة فوق جسر الخيوط». فيما تتوافر في السوق الشعبي بأبوظبي منتجات نسيجية من القطن والصوف متنوعة الأشكال وبألوان عديدة، تشير إليها عايشة عبدالله، بائعة منسوجات، تقول: «تتعدد استخدامات القطع القطنية والصوفية المتوافرة في السوق، منها للاستعمال الشخصي كالثياب والملبوسات، ومنها للفرش المنزلي كالسجاد والحقائب. وتلك القطع اليدوية الصنع هي في متناول القدرات الشرائية فأسعار القطع القطنية تبدأ من 30 ولغاية 300 درهم، والأسعار ذاتها للقطع الصوفية مع زيادة طفيفة في الأسعار، وثمة مفروشات صوفية يصل ثمن إحدى قطعها إلى نحو 1000درهم. وثمة زوار وسياح أجانب يقتنون منسوجات سواء لاستخدامها الشخصي أو كهدايا تذكارية أو لتزيين بيوتهم بها». تتم بذلك المحافظة على الحرف اليدوية التي مارسها الأجداد في الماضي وأحياها الآباء في الحاضر، وتعوّل الآمال على الأبناء أن يهتموا بها مستقبلاً ولو على سبيل الهواية والفنون الجميلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©