انطلاق منصة أميركية لكسر احتكار وكالة أسوشيتدبرس

أطلقت شركة “بوبليش 2” في 24 مايو الجاري منصة لتوزيع وتبادل الأخبار تهدف إلى كسر احتكار وكالة الأسوشيتدبرس (أ ب) لتوزيع المحتوى على الصحف. وقالت الشركة الناشطة على شبكة الإنترنت إن منصة “بوبليش2 نيوز اكسشانج” (Publish2 News Exchange) تجعل الصحف قادرة على إيجاد وكالة متخصصة ومتفهمة لحاجاتها وتجمع بين التشارك المجاني في المحتويات فيما بين الشبكات وبين مصادر الأخبار المدفوعة. وتأمل المنصة أن يكون بوسع الصحف استبدال وكالة اسوشيتدبرس ذات النظام التعاوني “الذي تخطاه الزمن” بنظام تشاركي للمحتوى يجمع بين خدمات ويب مجانية ذات نوعية وجودة ومحتوى أي مصدر مدفوع، وفق ما ذكرت مدونة تابعة للمنصة الجديدة. وفي تعليق على هذا المشروع اعتبرت شركة “تك كرونش” الشهيرة في عالم الخدمات الرقمية أن “بوبليش 2” يحاول حرمان الوكالة الأميركية التاريخية من أهم مصادر دخلها عبر تقديم بديل فعال ومفتوح. وقال موقع المنصة إن مشروع التبادل الإخباري “بوبليش 2” يوفر خدمة مجانية للصحافة، وأضاف “مهمتنا هي مساعدة الصحافة على البقاء والنمو في العصر الرقمي من خلال توفير تبادل حر وتعاوني وأفضل على الشبكة العالمية، ونحن نؤمن بقوة الصحافة بجميع أشكالها وأحجامها ونرحب بجميع الصحفيين والمؤسسات الصحفية”، محددة عدة معايير للاستفادة المجانية من “بوبليش 2” مثل ألا يكون ذلك بهدف العلاقات العامة والتسويق وكسب التأييد، والصدق والدقة في التغطية الصحفية، وضرورة التمييز في المحتوى الإعلامي بين المواضيع والقضايا وبين الإعلانات والبيانات الصحفية، والتمسك بمعايير أخلاقية تحريرية وفتح أبواب المؤسسة الصحفية للمساءلة من قبل الجمهور. والجدير بالذكر أن الأسوشيتدبرس هي وكالة تعاونية تملكها الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون الأميركية المساهمة بها، وهي تشغل شبكة توزيع واسعة للأخبار والصور، وبوسع المؤسسات الصحفية الأخرى الاشتراك فيها لكن مقابل أسعار مرتفعة تعجز عنها كما يبدو الكثير من المؤسسات الصحفية والصحف الإلكترونية الأمريكية والمدونات التي يتوجه إليها مشروع المنصة الجديد. ويرأس الشركة المدير السابق لـ”الاستراتيجية الرقمية لوسائل إعلام الأطلسي”، وناشر مجلة “الأطلسي” ورئيس تحرير وناشر مدونة “بوبلش2.0” الواسعة الانتشار، سكوت كارب. كما يعمل مع الشركة مجموعة مستشارين من الشخصيات الإعلامية والإدارية. وكانت شركة “بوبليش 2” جمعت في العام 2008 رأسمال أولي قدره 2,7 مليون دولار بعد أن كانت باشرت مشروعاً للخدمات الصحفية الرقمية في العام 2007، غير أنها تعمل الآن على جمع رأسمال يتراوح بين 30 و40 مليون دولار كاستثمار لازم لكسر احتكار الأسوشيتدبرس كما أنها ستحتاج إلى استثمارات أخرى في حال انطلقت إلى أفق دولي لمنافسة الوكالة نفسها. ويرجح مراقبون أن الشركة تأمل في تضامن جميع المؤسسات الصحفية الورقية والرقمية غير القادرة على دفع رسوم الأسوشيتدبرس، غير أن الخدمات المجانية التي تعرضها ستلحقها رسوم متدنية لا تكون محط شكوى المتعاونين معها.