الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشعاب المرجانية في مياه الخليج حياة معرضة للانقراض نتيجة أعمال التنمية الساحلية

الشعاب المرجانية في مياه الخليج حياة معرضة للانقراض نتيجة أعمال التنمية الساحلية
26 يوليو 2008 01:34
تعيش 30% من الشعاب المرجانية في المياه الإقليمية لدول الخليج ''مرحلة حرجة'' نتيجة أذى بالغ لحق بها بسبب النشاطات البشرية والتنمية الساحلية· ومن المتوقع زوال 60% من الشعاب المرجانية في الخليج العربي مع حلول العام ،2030 وفق ما أكدته مديرة جمعية الإمارات للحياة الفطرية - الصندوق العالمي لصون الطبيعة رزان المبارك· وقالت مبارك إن الدراسات البيئية والجيولوجية العالمية كشفت عن تعرض 27% من الشعاب المرجانية حول العالم إلى إندثار كامل· وعلى الرغم من دور الشعاب المرجانية المحوري في استمرار الثروة السمكية، التي تشكل مرفقاً اقتصادياً حيوياً في دول الخليج وخصوصاً الإمارات، إلا أن أعمال التنمية الساحلية إضافة إلى العوامل المناخية التي تؤدي الى تدمير الشعاب المرجانية، تنذز بمدى الخطر اللاحق بالبيئة والحياة البحرية· وشهدت الإمارات في السنوات البعيدة الماضية تسبب بعض العاملين في صيد الأسماك في إتلاف جزء من الموائل المرجانية· وكانت تأثيرات بعض طرق الصيد سيئة على الشعب المرجانية· فبعض الصيادين كانوا يعمدون ترك شباك الصيد لفترات طويلة في مياه الخليج بغية التقاط أكبر قدر ممكن من الأسماك مما أدى الى جرف المرجان أثناء سحب الشباك· وأدت مراسي السفن أيضاً إلى تفتت المرجان وتحطيم مساحات كبيرة منه · وهناك مخاطر بيئية أخرى تلحق الضرر بالحياة البحرية منها أعمال ردم الرمال أو الصخور في مياه الخليج، مما يجعلها بيئة خانقة وبالتالي قاتلة، إضافة إلى تلوث المياه سواء من زيوت السفن أو مخلفات البواخر العابرة ومياه المجاري التي تصب مباشرة في مياه الخليج محملة بكل أنواع الكيماويات، التي تؤثر حتى على الأسماك· وتحدثت المبارك عن تضرر عدد كبير من الشعاب المرجانية نتيجة للممارسات والأنشطة البشرية وأعمال التنمية الساحلية· لكنها أكدت أنه ''في الوقت نفسه فبعض النظم في الشعاب المرجانية قد عاد للعمل وبدأت الموائل في النمو من جديد في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي''· وتقول المبارك إن تكاثر الشعاب المرجانية ونموها يحتاجان الى سنوات طويلة للتعويض عن تلك التي دمرت· فالشعاب المرجانية تعتبر من أغنى البيئات في الأرض من ناحية التنوع البيولوجي والخدمات الإيكولوجية التي تقدمها للكائنات المختلفة، إلا أنها من أكثر البيئات تأثراً بالعوامل الطبيعية والبشرية التي تخل بتوازنها· وأشارت المبارك الى أن دلائل النمو أتت نتيجة مشروع بحثي قامت به شركة دولفين للطاقة المحدودة في أبوظبي، استمر مدة ثلاث سنوات لتقييم وضع الشعاب المرجانية، وللبحث عن إمكانية استعادة النظم الخاصة بالمرجان والتي تعرضت للضرر· ولفتت إلى أن ''صحة المرجان تعني زيادة المخزون السمكي الذي بدأ في الهروب نتيجة النشاطات البشرية التي أقيمت في مناطق المرجان''· ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الخليج · ومن خلاله تم وضع خريطة للشعاب المرجانية في المياه الإقليمية لأبوظبي وقطر· وكشفت الدراسة العلمية الحديثة لصندوق حماية الحياة الفطرية، عن تعرض العديد من النظم البيئية البحرية لأضرار جسيمة، بسبب الطفرة العمرانية التي شهدتها وتشهدها دول الخليج الغنية بالنفط· وأظهرت الدراسة أن تلك الطفرة أدت إلى اندثار عدد كبير من الأنواع البحرية وجزء كبير من الشعاب المرجانية إلى الاختفاء قبل 12 عاماً، إما بسبب الأنشطة البشرية أو التغيرات المناخية أو نتيجة الظواهر الحرارية· ورصدت الدراسة أكبر وأطول مناطق المرجان المتصلة بمنطقتي جزيرة حالول في قطر ورأس غناضة في أبوظبي· وأظهرت أن جزيرة ديينه في أبوظبي تضم أوسع الشعاب المرجانية انتشاراً، على الرغم من كثافتها المنخفضة مقاربة مع الشعاب المرتبطة بالجزر الأخرى· ولحظت الدراسة أن أكثر من 18 نوعاً من الشعاب المرجانية استطاع استعادة وتثبيت وجوده بعد تعرضه للظواهر الحرارية في الأعوام 1996 و1998 و·2002 ويمثل هذا العدد نصف عدد الأنواع التي كانت موجودة في الماضي والتي بلغت 36 نوعاً· بدوره شدد مدير مركز الثروة السمكية والبحث العلمي في دبا الفجيرة علي الضنحاني على ضرورة أن تكون العناية بالموائل المرجانية مسؤولية الجميع· ولفت إلى أن الشعاب المرجانية تشكل مصدراً رئيسياً لتأمين الغذاء للأسماك، خصوصاً وإن دولة الإمارات تحوي أنواعاً من المرجان لا توجد في دولة أخرى· وأشار الى أن متعة النظر إلى المرجان بالنسبة للغواصين لا تعادلها متعة· لكنه حثّ السباحين والغواصين على عدم الوقوف على المرجان لأن ذلك يؤدي إلى تضررها بشكل كبير· وقال الضنحاني إن دراسة عالم المرجان بدأت منذ مئات السنين ولكن اكتشافه للزينة بدء منذ عصر الفراعنة· وينمو المرجان عادة على القيعان الصلبة حيث يلتصق بالبيئة التي توفر له الرمل والحشائش أو الطحالب، وحتى سطح الكائنات الصغيرة· ويحتاج المرجان في نموه الى محيط كلسي من كربونات الصوديوم التي تتحلل في البحر، كما أنه يستخدم الطاقة الشمسية لمزج ثاني أكسيد الكربون· ويعيش المرجان بنظام التكافل الذي يضمن بقاءه عن طريق حصوله على الهائمات التي تعيش في خلاياه، كما انه يتغذى على أنواع من البلانجتون وهي الأحياء الطحلبية· وتتكاثر بعض الشعب المرجانية عن طريق الاستنساخ من الذات حيث ينقسم المرجان أو ينشطر إلى ثنائي ومن ثم تتكون المستعمرات· أما التكاثر الجنسي فيتم بعد خروج الحيامن إلى المياه ومرور حوالي 15 أو 16 يوماً على وجودها فيها، فهي تذهب إلى ما تلتصق به مكونة مستعمرة جديدة من الشعب المرجانية· والمرجان الذي ينمو في الأماكن الضحلة هو الأكثر تأثراً بالأعاصير· وإذا تعرض المرجان للهلاك فكل أشكال الحياة المصاحبة له تهلك معه· وتحتاج البيئة المرجانية إلى فترة زمنية طويلة حتى تستعيد عافيتها· وأشار الضنحاني إلى أن درجة حرارة الماء تلعب دوراً هاماً في سلامة الشعب المرجانية التي تنمو في البحار الدافئة· وارتفاع أو انخفاض الحرارة يتسبب في إصابة المرجان بمرض ابيضاض اللون، ويسمى التبييض· وتعتبر أسماك القاع التي تسكن الموائل المرجانية من أشهى الأسماك مثل الصافي والشعري· وكان الصيادون يضعون شباكهم بالقرب من الشعاب المرجانية لاصطياد الأسماك التي تتغذّى من المرجان· واعتبر الضنحاني أنه ''على المجتمعات أن تؤمن أن الشعاب هي المخزن الذي يحفظ رأس المال وعلينا أن نأخذ منه بمقدار حاجتنا''
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©